قرر السودان أمس تعليق اتفاقات التعاون مع جارته الجنوبية دولة جنوب السودان لاستمرارها في دعم تحالف متمردي «الجبهة الثورية»، لكنه أعلن السماح بتصدير النفط الذي وصل إلى ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر ووعد بإعادة ضخ النفط بعد 60 يوماً في حال التزمت دولة الجنوب بوقف دعم المتمردين. وقال وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان إن السودان سيسمح بتصدير أولى شحنات نفط الجنوب التي وصلت ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر السبت الماضي لكنه سيأخذ نصيبه منها. وقال عثمان خلال مؤتمر صحافي إن السودان لن يصادر هذا النفط لأنه ليس ملكاً لجنوب السودان فقط وإنما لشركات نفطية أيضاً لذا سيتم تصديره وسيحصل السودان على نصيبه بحسب الاتفاق بين الدولتين. وأضاف أن السودان سيغلق خطوط الأنابيب بصورة نهائية خلال 60 يوماً إذا لم تلتزم دولة جنوب السودان بوقف دعم تحالف متمردي «الجبهة الثورية». لكنه أفاد أن الخرطوم قد تعيد النظر في قرارها غلق خطوط أنابيب النفط بعد 60 يوماً في حال التزم الجار الجنوبي بوقف دعم المتمردين الشماليين. ورأى وزير الإعلام أن السودان يعتبر اتفاقات التعاون التسعة مع جنوب السودان الموقعة بين البلدين في أيلول (سبتمبر) 2012 حزمة واحدة، وإذا توقف العمل بأي واحد منها «يعني توقفها جميعاً». من جانبه، اتهم مدير جهاز الأمن محمد عطا الذي تحدث في المؤتمر الصحافي دولة الجنوب بالاستمرار في دعم متمردي «الجبهة الثورية» بالسلاح والمعدات والسيارات، وبنشر قواتها في ست مناطق سودانية، مما يعتبر مخالفة للاتفاق الأمني بينهما. وأضاف عطا أن السلطات رصدت استمرار مد رئاسة الجيش الجنوبي المتمردين بالوقود حتى الجمعة الماضي، موضحاً أن الدعم الجنوبي يأتي للمتمردين عبر ولاية جنوب كردفان المتاخمة للجنوب. وأكد أن حكومته تملك وثائق عن دعم الجنوب للمتمردين، وقال إن وفداً كان عضواً فيه سلّم رئيس جنوب السودان سلفاكير ميادريت وثائق كافية عن دعم بلاده لمتمردي الشمال. وفي جوبا، عقد مجلس الوزراء في جنوب السودان اجتماعاً أمس الأحد برئاسة الرئيس سلفاكير ميارديت لمناقشة قرار السودان وقف تصدير النفط عبر أراضيه. وأعلنت حكومة الجنوب أنها ستواصل الاجتماعات في الشأن ذاته وأن هناك مؤتمراً صحافياً سيعقده سلفاكير اليوم الاثنين. ووصف وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا بنجامين قرار الرئيس السوداني عمر البشير وقف تصدير النفط عبر الأراضي السودانية بأنه غير حكيم. وحذّر بنجامين من أن القرار سيسبب كارثة بيئية ستمتد آثارها إلى دول الجوار. وقال إن «السودانيين لهم مشاكلهم الداخلية وهم يحاولون تحويل جنوب السودان إلى كبش فداء». وأشار إلى أن قرار الإغلاق المفاجئ لأنابيب النفط قد يؤدي إلى أعطال فنية ربما تتسب في انفجار الأنابيب الناقلة للنفط وحدوث تسريبات نفطية تصل إلى مياه النيل. وجدد بنجامين نفي بلاده دعم المتمردين الذين يسعون إلى إطاحة البشير، ورأى أن أي خلافات بين الجارتين يجب حلها عن طريق الاتحاد الأفريقي الذي توسط في الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في آذار (مارس) الماضي، وأفسح المجال أمام استئناف صادرات النفط. وكان البشير أمر بوقف تصدير نفط جنوب السودان عبر الموانئ السودانية اعتباراً من أمس الأحد. وقال أمام حشد من المواطنين في منطقة قرّي شمال شرقي العاصمة الخرطوم، إن السودان منح الجنوبيين مهلة أسبوعين «لوقف ما يفعلونه، لكنهم لم يلتزموا»، في إشارة إلى ما تعتبره الخرطوم دعم جوبا لمتمردي الجبهة الثورية. وأضاف: «كنا نريد أن نكون جيراناً وأن نعيش معهم في أمان وأعطيناهم دولة كاملة، لكنهم اختاروا عض اليد التي امتدت لهم بالخير».