وجه أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان، الجهات ذات العلاقة في محافظة ينبع بترميم "الفرن"الأثري الذي نشرت "الوطن" الأسبوع المنصرم تقريرا عنه تحت عنوان "اعتداء على معلم تاريخي يثير المخاوف". ونص توجيه أمير المدينة على سرعة عمل تصور كامل للموقع الذي شهد اللقاء التاريخي بين مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه)، وفاروق ملك مصر (حينها)، والذي تم في شرم ينبع 1364 - 1945، وإعادة ترميمه بنفس الوضع الذي كان عليه قبل أن يطاله العبث من قبل مجهولين قاموا بهدم جزء من "الفرن التاريخي" الذي استخدم خلال زيارة الملكين وحاولوا تسويته بالأرض التي أقيم عليها. وكانت "الوطن" انفردت بنشر تحقيق موسع عن مخاوف عدد من المهتمين بالآثار والمعالم التاريخية من تكرار الاعتداء على الموقع مرة أخرى أو على بعض المواقع التاريخية في محافظة ينبع، إذ قال رئيس اللجنة الاستشارية للإرشاد السياحي سطام البلوي في تصريح صحفي ل"الوطن" في حينه، إن هناك تعليمات من جهات الاختصاص وتعاميم عليا صادرة تمنع العبث أو المساس بالمواقع التاريخية، وأضاف أن هذا الموقع له أهمية بالغة إذ يوثق مرحلة تاريخية هامة بين المملكة ومصر، وإن هذا العبث له تأثيره البالغ على خريطة الإرشاد السياحي والمرشد السياحي بصفة خاصة، لافتا أن هذا الموقع الأثري والتاريخي يعتبر ضمن الآثار التي ترعاها هيئة السياحة والآثار في المملكة. إلى ذلك ساهم التحقيق الذي نشرتة "الوطن" إلى تحركات واسعة لحماية هذا الموقع الأثري من الاندثار، إذ طالب عدد من المهتمين والمؤرخين بتدخل الهيئة العامة للسياحة والآثار لحماية تلك الآثار وإعادة ترميم المبنى إلى ما كان عليه بنمطه السابق واستخدام خامات طبيعية من أحجار وخلافه ليضيف على المشهد التاريخي لهذا الموقع بعدا ثقافيا ويصبح مقصداً لمحبي السياحة الثقافية، بعد ترميم الموقع والمنطقة المحيطة بة وإقامة عدد من الفعاليات التراثية فيها. ونادى المرشد السياحي عاطف القاضي بإدراج (الفرن) إلى قائمة الترميم وإعادة تأهيله في أسرع وقت، وانتشاله من غياهب الاندثار، ويؤكد القاضي أن الفرن ظل كما هو عليه لسنوات طويلة دون أن تتم العناية به أو ترميمه أو تطويره أو تطوير الموقع المحيط به، الذي حول إبان لقاء الملكين على مدى 3 أيام إلى مدينة مصغرة فرشت بالمباسط والفرش والخيام والمقاعد. وأبدى القاضي استعداده للمساعدة في أعمال الترميم، ويؤكد أنه اطلع على بعض الصور النادرة للفرن التي يمكن أن تسهم في وضع تصور مقارب لما كان عليه قبل تهدم أركانه، لافتا أن موقع الفرن التاريخي بشرم ينبع عبارة عن مخبز قديم مبني من الحجر والطين والجص البحري. وأضاف القاضي: أنه سبق لبلدية ينبع وبتكليف من رئيسها آنذاك الدكتور عبدالعزيو العمار أن كونت لجنة عام 1419 لوضع تصور عام للموقع الأثري وإعادة تأهيله خلال حفل ذكرى "المئوية". وتم ترميم الموقع قبل الاعتداء عليه وهدمه من قبل مجهولون مؤخرا.