في الوقت الذي غرد فيه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في تويتر، داعما اتجاه مدير عام الأندية الأدبية حسين بافقيه، عرض اللائحة الأساسية للأندية إلكترونيا عبر شبكة الإنترنت، وإتاحة الفرصة للأدباء والمثقفين لإبداء آرائهم، لم يبد مثقفون وأدباء تفاؤلا حول هذه الخطوة، وأظهر استطلاع ل"الوطن" تباينا في مواقفهم حيال الفكرة. وقال رئيس نادي نجران الأدبي سعيد آل مرضمة ل"الوطن": ينبغي على وزارة الثقافة والإعلام ألا تستعجل في إنشاء موقع إلكتروني ليبدي المثقفون آراءهم حول اللائحة الجديدة إلا بعد دراسة كاملة من جميع الاتجاهات لأنها تتعامل مع مثقفين والتعامل مع المثقفين ينبغي أن يكون بحرص وعناية. وأشار آل مرضمة إلى أن نجاح هذه التجربة من عدمه، إلا إذا كانت الفكرة حيز التنفيذ بحيث نستطيع أن نحدد إيجابياتها وسلبياتها، وإذا لم تنجح فعلى الوزارة أن تستعد لحرب قوية جدا من المثقفين لأنها تتعامل مع شريحة ناقدة لدرجة كبيرة لا ترضى إلا بالعمل الجيد. وطالب آل مرضمة المثقفين والأدباء بأن يتفاعلوا مع الموقع إذا خرج لحيز التنفيذ. رئيس نادي الباحة الأدبي حسن الزهراني، وصف الإجراء الإلكتروني المرتقب بأنه بادرة جميلة للاطلاع على الرؤى قبل بث ونشر اللائحة واعتمادها، وقال: اللائحة دستور وينبغي ألا تخضع لكل الأهواء لأنها ربما تستجيب لرؤى معينة غابت على اللجنة التي أوكلت لها مهمة بجمع الآراء والمقترحات ودراسة اللوائح السابقة، لأن معظم المثقفين لهم آراء وتوجهات وربما يكون هناك تجييش ومؤازرة لبعض الرؤى التي يهواها البعض وينبغي العودة للجنة نفسها بعد الاطلاع الكامل على هذه الآراء حتى لو دعا الأمر للاستعانة بكبار المثقفين والمهتمين بكتابة اللوائح، وحتى لو لم تكن ثقافية واللجنة حسب الأسماء قادرة على الاختيار ولكن تحتاج إلى متخصصين. فيما رأى رئيس نادي الحدود الشمالية ماجد المطلق، أن التواصل مع المثقفين والأدباء في المملكة مطلب مهم سواء لوزارة الثقافة والإعلام أو الإدارة العامة للأندية أو الأندية الأدبية نفسها وهذا الموقع سيساهم في الوصول للمثقف، وننتظر أن نراها على الموقع. وفي سياق مغاير، قلل رئيس لجنة دراسة اللائحة الدكتور عبدالرحمن الواصل، من مدى جدوى الخطوة الإلكترونية لعرض آراء المثقفين حول اللائحة الأساسية للأندية الأدبية، وقال ل"الوطن": الموقع الإلكتروني فكرة لم تستقر بعد، لأنه لا يمكن طرح لائحة مثل هذه على موقع إلكتروني، واللائحة تهم الشأن العام، عملنا عليها المدة عام وأكثر. وأضاف الواصل: الأمر كله لا يعدو سوى تغريدة لوزير الثقافة والإعلام، موضحا أن الموقع ليس من أعمال اللجنة وإنما ما بعد اللجنة، والسؤال عن جدوى الفكرة يجب أن يوجه لمدير الأندية الأدبية حسين بافقيه، كونه الذي أقنع الوزير بالفكرة ويسعى إليها. إلى ذلك، أكد مدير عام الأندية الأدبية حسين بافقيه ل"الوطن"، أن إدارة التقنية بوزارة الثقافة والإعلام ستتجهز قريبا لإنشاء الموقع الإلكتروني، بعد استمزاج رؤى وتطلعات الأدباء والمثقفين حول شكل الموقع. وكان بافقيه فتح قبل يومين على صفحته الشخصية بالفيس بوك، نقاشا مفتوحا يتعلق بماهية الموقع لعرض اللائحة، بعد أن وجد دعما من وزير الثقافة والإعلام. وشدد بافقيه على حتمية مشاركة الأدباء والمثقفين في كتابة وإنجاز اللائحة، انطلاقا - حسب تعبيره - من كون الأندية مؤسسات أهلية تشكل ملامح المجتمع المدني، وطالب بافقيه في حديثه إلى "الوطن" بصلاحيات مطلقة للجمعية العمومية في كل ناد لإدارة النادي بكفاءة مع مجلس الإدارة المنتخب من قبل أعضاء الجمعية، ولم يتردد بافقيه في مطالبة الأندية الأدبية بالارتقاء لمستوى أداء مجالس الإدارة في الأندية الرياضية، رغم تذكير "الوطن" له بأن الجمعية العمومية معطلة في معظم الأندية الرياضية، إلا أنه أكد على أن هذه الأندية رغم ذلك تدار بكفاءة، تجعلني أتطلع لأداء إداري مميز في الأندية الأدبية، مؤكدا أن دور إدارة الأندية الأدبية في وزارة الثقافة ما هو إلا تنظيمي إشرافي فقط.