كنت أود عدم الخوض في الحديث عن الأندية الأدبية، وما آلت إليه بعد الانتخابات التي أثارت نتائجها جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية، ولكن ما قاله الأستاذ حسين بافقيه الذي اختاره وزير الثقافة والإعلام ليكون أميناً عاما للأندية الأدبية وحلقة الوصل بينه وبين الأندية ومتطلباتها، ووصفه لوضعها الحالي بالهزيل في مشهدنا الثقافي، أثار شجوني وأحزاني، وهو حال كل الأدباء والمثقفين الذين شهدوا عطاءات الأندية في العقود الماضية، وساهموا في تأسيسها. وأضاف الأستاذ بافقيه، أنه لم ينضم للجمعية العمومية لنادي جدة، لأن له تحفظه على لائحة الأندية الأدبية، اللائحة التي اعتمدها وزير الثقافة وأعلنت رسمياً في يونيه 2010م، ورُؤي – حينها – أن من المناسب إعادة النظر في بعض البنود عدة مرات، بإشراك مندوبين من الأندية الأدبية لمراجعتها وإبداء الملاحظات حولها، وكانت البنود المختلف عليها وتحتاج لإعادة الصياغة، بما يتفق مع آلية التخطيط والتنفيذ، الشروط المناسبة لأعضاء مجالس الإدارة وأعضاء الجمعيات العمومية للأندية. المادة السادسة في اللائحة مثار الخلاف، تتعلق بالعضوية، وتنص (على أن العضو العامل في الجمعية العمومية لابد أن يكون سعودياً مقيماً في منطقة النادي، ولا يقل عمره عن 24 عاماً، توفر أحد الشرطين التاليين: أن يكون حاصلاً على مؤهل علمي يحدد مستواه مجلس الإدارة أو يكون قد صدر له كتاب أدبي مطبوع أو أكثر. وللجمعية العمومية الاستثناء من أحد الشرطين، و يدفع رسوم العضوية لصندوق النادي)، واشتد الخلاف بضرورة تعديل هذا البند، لأن اللائحة أقرت دون تعديل (الشرط) وهذا ما أتاح لأسماء لا علاقة لها بالأدب ولا بالثقافة من الانضمام للجمعيات العمومية للأندية، وبُدئ بتطبيق اللائحة وأجريت الانتخابات بموجبها. الأديب د.عبدالله مناع أحد أعضاء النادي الأدبي الثقافي بجدة وهو من المؤسسين، أعلن وقتها عدم رغبته في المشاركة في نشاطات الأندية ولا انتخاباتها، لغياب الأدباء والمثقفين عن الأندية الأدبية، وغيابهم عن قوائم اللجان الأساسية فيها وفي جمعياتها العمومية. وذكر أنه إذا كانت الأمور تحكم بظواهرها، فكان يفترض وجود كل أديب ومثقف ليشارك في الانتخابات التي جرت سابقاً، ولكنهم غابوا منذ اللحظة الأولى حين غابت أسماؤهم عن قوائم الجمعيات العمومية للأندية في الأساس، ولما كانت هذه الجمعيات هي التي ستنتخب أعضاء مجالس الإدارات الجديدة، ولأنهم كما يبدو لديهم شعور، أصبح سائداً،عند غالبية المثقفين،بأن ابتعادهم أفضل،فهناك التفاف على الانتخابات لوجود مجموعات متكتلة من قبل أعضاء الجمعية العمومية- وهي من فئة واحدة وفصيل واحد لا علاقة له بالأدب – ،فتشكلت مجالس إدارات الأندية الأدبية بوجوه جديدة، وهذا ما كان الهدف منه حين تقدمنا بالاستقالة كأعضاء لمجلس إدارة أول نادٍ أدبي تأسس في المملكة (النادي الأدبي بجدة) إيماناً منا بإتاحة الفرصة لدماء جديدة تستطيع مواصلة الجهد وما تأسس عليه النادي عبر ما يزيد على ربع قرن. وأدرك تماماً الآن، أنني ارتكبت خطأ المشاركة في الانضمام للجمعية العمومية،وأنا من أوائل المعترضين على اللائحة التنظيمية للأندية.(نكمل لاحقاً)