لا تكاد تخلو "لجنة امتحان" في المدارس المتوسطة والثانوية، من طلاب يلفتون أنظار المراقبين على الاختبارات حين يبدو عليهم "الارتباك" وتكرار النظرات إلى المراقبين ومراقبة تحركاتهم داخل اللجنة، فيما يغلب على آخرين "التململ" وكثرة تعديل وضعيات جلوسهم، والتردّد في استخرج "شيء ما" من "جيوبهم"، وكل ذلك من أجل "الغش" في الامتحان الذي تتطور أساليبه مع مرور الوقت، ويواكب التطور التقني في استخدام بعض الوسائل الإلكترونية للحصول على إجابات الأسئلة التي لا يعرفونها. فبعد أن كانت الأوراق الصغيرة "البراشيم" والكتابة على الجسد والملابس والجدران والطاولات هي السائدة لوقت طويل، أضيف إليها في السنوات الخمس الأخيرة أساليب أكثر "تمويها" تمثلت في إدخال "أقلام سحرية" تبدو في ظاهرها قلما عاديا لكنه يحتوي على "لفافة" طويلة من الأوراق التي تخرج من جانبه بالسحب الخفيف وعند تحريرها تعود لموقعها داخل القلم ويمكن ل"الغشاش" تدوين معلومات كثيرة بداخلها ويستغل انشغال المراقب لمعاينتها، وكذلك وجود أقلام تكتب بشكل شفاف لا يظهر إلا عند تعريض مكان الكتابة للضوء أو وضعه على أجسام معتمة. واقتحمت التكنولوجيا أساليب الغش عبر "سماعات البلوتوث" والشرائح الإلكترونية الصغيرة التي توضع في الأذن ويستقبل من خلالها الطالب المعلومات من شخص على الطرف الآخر خارج قاعة الامتحان، إلا أن مثل هذه الأساليب أصبحت هي الأخرى "قديمة" ولا تنطلي على الكثير من المراقبين، ويتم تفتيش الطلاب قبل دخولهم القاعات والتشديد عليهم داخلها. ويقول الطالب عبدالعزيز العضياني، إن لكل طالب طريقته في الغش وعادة ما يتم استخدام الوسائل الإلكترونية في المدارس المزدحمة بالطلاب، وكذلك أيام البرد القارس، إذ يرتدى الطلاب ملابس كثيرة وثقيلة ويستطيعون إخفاء الجوالات وسماعات البلوتوث بداخلها، إلا أنه في أيام الصيف يكتشف أمرهم بسهولة ليعودوا للأساليب التقليدية في الغش، ومن ذلك إخفاء قصاصات الورق أو الكتب داخل "دورات المياه" وبعد قراءته للأسئلة يتظاهر "الغشّاش" بأنه مضطر للخروج ل"الحمّام" وهناك يتصفح الإجابات ويعود لتدوينها، فيما يستخدم آخرون إشارات اليد أو الرأس أو الصوت عبر الضرب بالقلم على الطاولة أو "الكحّة" في أسئلة "الصح" والخطأ" والاختيار من متعدد عبر اتفاق مسبق بينهم، مبينا أن أكثر طريقة آمنة هي ما يمارسه الكثير منهم عبر اختلاس الإجابات بالنظر في أوراق الطلاب المجاورين، وعادة ما يحاولون الاقتراب من الطلاب المتفوقين للحصول على الإجابات من أوراقهم. وبسؤاله عن مستوى الطلاب الغشاشين، قال العضياني: إن غالبيتهم ضعيفو المستوى الدراسي، إلا أنه قد يكون من بينهم متفوقون لم يذاكروا جيدا فيلجؤون للغش بسبب صعوبة المادة، أو خوفا من الإخفاق في الامتحان، في حين يكون هناك أعداد كبيرة تتجنب الغش لحرمته وما يترتب عليه من وظيفة وراتب، أو خوفا من انكشاف أمرهم خاصة حينما يضمنون النجاح وبالتالي يتجنبون المجازفة بنتيجة امتحانهم.