يبدو أن وزارة الثقافة والإعلام اكتفت في مجال الفنون التشكيلية بنشاطات وكالتها للشئون الثقافية والتي ورثتها وتتواصل منذ أسست لها الشئون الثقافية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب عندما بدأت إطلاق مسابقاتها المركزية في النصف الثاني من السبعينات، استمرت تسمية معرض الفن التشكيلي السعودي المعاصر، وحل مكان معارض أخرى كالمقتنيات أو المعرض العام لمناطق المملكة أو المراسم؛ معارض أكثر تعويما وابتعادا عن الفنان المحلي، خاصة الأعوام الأخيرة، أعلنت الوكالة منذ أشهر عن عدد من المعارض "محلية وخليجية، وربما عربية وإسلامية"، وقد كتبت حين الإعلان عنها حول إعداد يقدم هذه المناسبات بالشكل الذي يكفل نجاحها، وقد أجّلت الوكالة بينالي الرياض بعد انتقادات لشكل الإعداد والتنظيم وبدء الإعلان عنه، لكنها أقامت ما سمته المهرجان الخليجي، وكان أقرب إلى المعارض المحلية مع فارق الانفتاح على دول مجلس التعاون، وتحديدا جمعياتها التشكيلية، (لم يكن بعيدا عن المعرض الدوري لفناني دول مجلس التعاون) فخرجت النتائج عن يد جهة التنظيم إلى المحكمين، وجاءت على غير رضا عدد من المشاركين السعوديين. أحاول بين فترة وأخرى الاتصال على أخينا المسئول عن الفنون التشكيلية في الوكالة الفنان د. صالح خطاب، لكن الرجل لا يرد لا على الاتصالات ولا على الرسائل، وبالمثل الأخ محمد عابس وهو مستشار في الوكالة، وعدد من الفنانين أشاروا إلى عدم رد خطاب على اتصالاتهم، ولا أعرف سببا لذلك، وأتساءل كيف يمكن أن يُدار عمل دون أن يكون هناك تواصل بالآخرين، خاصة من يعنيهم الأمر، ومن وُجّهت لهم هذه الأنشطة، جمعية الثقافة والفنون بفروعها هي الجهة الوحيدة التي تتوجه للفنانين المحليين، وتسعى أو تحاول تعويض ما يمكن بعد غياب دور مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لتبقى المعارض مركزية وفي الرياض غالباً، لكن الإمكانات المتاحة لفروع الجمعية لم تزل محدودة جدا. أما جمعية التشكيليين فحدث ولا حرج، وتنصل الوكالة عن دعم الجمعية ما زال يقلص التطلعات، بعد أن عقد منسوبو الساحة بعض آمالهم عليها. ما زلنا ننتظر حلا لما هي عليه الساحة الآن، وأن يكون للوكالة وللإدارة التشكيلية فيها دور حقيقي يلمسه الفنانون ويستفيدون منه، خاصة مع تزايد أعدادهم وتنامي مستوياتهم وتطلعاتهم.