استبشر التشكيليون السعوديون خيراً بإعلان وكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة والاعلام عن اقامة بينالي الرياض الدولي الاول للفن التشكيلي المعاصر في دورته الاولى عام 2013 م وأجمعت الآراء عن كونه حدثاً مهماً سيثري المشهد التشكيلي السعودي بلا شك ويرتقي به ، وهناك من عبر بأن حدثا كهذا يتطلب مزيدا من الوقت والإعداد والتنظيم بحجم هذه التظاهرة التشكيلية الكبرى . (الجسر الثقافي) رصد بعض هذه الآراء من خلال الحديث مع الفنانين او تتبع ملاحظاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حدث كبير يقول الفنان والناقد التشكيلي أحمد فلمبان عبر إتصال هاتفي معه من روما : لقد استبشرنا بهذا الحدث المهم وهي خطوة مهمة في مسيرة التشكيل السعودي من أجل دعم الفن التشكيلي والفنانين وتوسيع دائرة الاهتمام به وتفعيل مناسباته وتنويعها لتتوازى مع النمو والتطور اللذين تشهدهما الحركة الثقافية في المملكة عن تنظيم مسابقه «بينالي الرياض الدولي الاول للفن التشكيلي المعاصر» في دورته الاولى عام 2013 م ، بمشاركة الفنانين ذوي التجارب المتميزة، والذين اثروا بتجاربهم الحياة التشكيلية الى جانب ضيوف من الرواد والمؤسسين للحركة التشكيلية المحلية والعربية والدولية . ليس هناك ما يشير الى برنامج او فعاليات، الا اذا كان ذلك سيصدر في اعلان او مخاطبات لاحقة لكن الوقت لا يرحم، اتمنى ان يحقق البينالي شيئا من طموح ساحتنا وتطلعات فنانينا. ويضيف فلمبان : ولكن من وجهة نظري ان الوقت المتاح قصير جدا حيث تحدد موعد ارسال استمارات الاشتراك في البينالي والمادة العلمية والفنية الخاصة بدليل المعرض قبل موعد إقامة البينالي بثلاثة أشهر على الأقل، أي قبل 30 فبراير 2013م ، ومعروف ان هذا النوع من المعارض الفنية تقام مرة كل عامين ويحتاج الأمر الى وقت للاعداد والتنظيم وتحديد الموضوع الذي سيتم العمل عليه من خلال لجان إشرافية على مستوى من المعرفة بالفنون والثقافة حتى لا تموت الفكرة قبل ولادتها والبداية يجب أن تكون قوية حتى لا تخرج عن اطار المعنى الذي من اجله اقيمت هذه الفعاليات المهمة ، لأن هذا الحدث ليس معرضا محليا ، وعادة يتم اختيار لجان عالمية كما يفعل بينالي «فينسيا» حيث في كل دورة يتم تكليف لجان متخصصة ، فمثلا : الدورة 54 كان رئيس اللجنة من كوريا الجنوبية والأعضاء من الصين والهند والنمسا ، والدورة 53 كان الرئيس من الولاياتالمتحدة ، وهكذا يستعينون بالخبرات العالمية للتنويع ، فلا أعتقد أن ايطاليا بمجدها وتاريخها الفني العريق لا يوجد لديها خبراء في الفنون !! لذا اقترح تأجيل اقامة الدورة الأولى سنة أو أكثر ، ويتم الإعلان عن البينالي الآن ، ويتم الإعداد للبينالي جيدا والاستعانة بالخبرات العالمية المشهودة بالحركات الفنية والخبرة قي التنظيم ، واستبعاد الاستعانة بالخبرات العربية لأن كل البيناليات العربية ليست في مستوى البيناليات العالمية . معرض معاصر أما التشكيلي أحمد الخزمري فيقول : هي خطوة جيدة وجميلة وستثري الساحة التشكيلية ولكن هناك شعورا من خلال الاعلان عنه بهذه الطريقة الهامشية بأنه بينالي بنكهة المعرض المعاصر السنوي التابع للوزارة ويا قلب لا تحزن .مضيفاً : كم أتمنى أن أكون مخطئا ونحن في انتظار الحدث. طموح الفنان ويكتب الفنان التشكيلي عبد الرحمن السليمان قائلا : بقدر المفاجأة ؛ فقد فرحت كثيرا به وبوجوده في ساحة لا ينقصها المبدعون من كافة الاجيال، اتصلت على الدكتور صالح خطاب وهو مدير الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والاعلام وهنأته وتمنيت ان يحقق البينالي طموح الفنان التشكيلي السعودي وان يكون له فيه دور حقيقي. حدث بمثل البينالي كان من الاجدى ان يتم الاعلان عنه في مؤتمر صحفي يحضره وكيل الوزارة للشئون الثقافية ويتم الحديث فيه عن بعض التفصيلات الخاصة به من جانب المعنيين بالامر في الوكالة. بعد الاعلان عن البينالي تلقيت كثيرا من الرسائل (الايميل او الفيس بوك او الاتصال الهاتفي) جميعها من خارج المملكة بعضها يسأل والآخر يستفسر ويطلب المشاركة والبعض الآخر يمد يد التعاون مع البينالي، الى الآن بالنسبة لي لم استطع التعرف على كثير من الجوانب المتعلقة بالتنظيم، فالخبر الذي تم نشره هو اعلان فقط، وليس هناك ما يشير الى برنامج او فعاليات، الا اذا كان ذلك سيصدر في اعلان او مخاطبات لاحقة لكن الوقت لا يرحم، اتمنى ان يحقق البينالي شيئا من طموح ساحتنا وتطلعات فنانينا، والاخوة الفنانين والاخوات الفنانات في وطننا العربي الكبير. بادرة جميلة ويضيف الفنان صديق واصل أن الفكرة رائعة وبادرة جميلة يشكر عليها القائمون عليه من المسئولين بالوزارة ولكن لدي بعض الملاحظات والمقترحات منها أن يتم دراستها بشكل جيد لأن الفترة الزمنية غير كافية وأقل شئ خمسة أشهر كما أتمنى أن يصاحب هذا الحدث الكبير حملة دعائية كبرى وفريق عمل قوي يستعين بخبرات عالمية من ذوي الاختصاصات بتنظيم الفعاليات الدولية وعلينا أن نستفيد من آرت دبي مثلاً بهذا الخصوص . ويتابع واصل : أما قيمة الجائزة الاولى فغير مقنع ولا يدفع بطموح المشاركين فهل من المنطق 45 الف ريال سعودي أي ما يعادل 12000 دولار أمريكي جائزة أولى لحدث بهذه الضخامة لبينالي الرياض الاول في دورته الاولى 2013م . ولو استضافت اللجنة المنظمة فنانا عالميا واحدا على سبيل المثال لكلفها مصاريف إقامته أكثر من عشرة آلاف دولار أمريكي ، لا يوجد منطق في تحديد قيمة الجائزة إطلاقاً واقترح ان يتم رفع قيمة الجائزة أسوة بما نشاهده في البيناليات العالمية لان عملا واحدا لفنان عالمي لا يقل عن مائة الف دولار بينما الجائزة خمسة واربعون الف ريال . الاحتكار والابداع وتكتب الفنانة هدى العمر حول البينالي قائلة : فى الماضى القريب كنا نتلقى دعوة البيناليات والتريناليات العالمية قبل موعدها المعروف بزمن بمعنى أن كلمة بينالى وتعني «بينى» بالإيطالية أى رقم اثنين «bilaterale» أو الثنائى ورقم ثلاثة تريس أى ثلاثى وتمثل التريناليات العالمية والأول يعني مسابقة دولية تقام كل سنتين والأخير كل ثلاث سنوات وتقدم لنا الدعوة فى موعدها قبل سنتين أو ثلاث من قبل الدول التى هى مخضرمة ومقيمة للنشاط ضمن خططها الدورية. أى ما يتيح للفنان أولا التفكير فيما يقدم على مستوى عالمى من وقت وثانيا من إنجاز . وقد كانت مفاجأة جميلة ومبادرة رائعة من قبل الجهة المعنية فى فكرة إقامة بينالى سعودى والمشكلة التى دائما نواجهها هى ان نشطح فى الفكرة دون دراسة لحجم المضمون . البينالى ليس مجهودات فردية ولا أفكارا شخصية ولا إبداعا للفوز بجائزة نوبل.. البينالى هو جسر ثقافى يسهل لجميع المبدعين طرح أفكارهم وإبداعاتهم دون عقبات فكيف لنا ان نتحدث عن هذا المضمون وأول مبادرة من قبل القائمين عليه هى الاحتكار؟ والاحتكار لا يتماشى أبدا ولا يربطه اى صلة بالإبداع سواء المحلى أو العالمى.