نفى الدكتور صالح بن ناصر الحمادي، أن يكون "آدم" عليه السلام، هو "أبو البشرية". وقال في محاضرة ألقاها بنادي أبها الأدبي الأسبوع المنصرم، وأدارها عضو الجمعية العمومية بأدبي أبها عبدالله الأسمري: إن هناك شبه اتفاق بين أغلب المؤرخين على أن بداية الحياة البشرية لا ترتبط ب"آدم" عليه السلام، وبالتالي فهو ليس "أبا البشرية" بل هو أب للإنسان بتركيبته وتكوينه الحالي منذ هبوطه على هذا الكوكب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وأضاف: بل يذهب كبار المؤرخين إلى أن "آدم" أتى بعد سلالات بشرية، ومنهم ابن الأثير والطبري، والمقريزي الذى أنشأ مدرسة التاريخ، وهيرودوت واللاهوتي الشهير كلارك، وركز على هذه الجدلية المؤرخ المصري الجبرتي، وهو من أصل حبشي، بل حتى زغلول النجار، دخل في جدلية واسعة النطاق مع عبدالصبور شاهين، وبالتالي الأغلبية يشيرون إلى نشأة الحياة البشرية على كوكب الأرض قبل آدم عليه السلام بملايين السنين. وكان الحمادي يتحدث في محاضرة تحت عنوان (المجتمع العسيري في العهد السعودي)، حيث قال: "لن أتطرق إلى الجانب التاريخي في منطقة عسير كأحداث، فقد أشبع هذا الجانب أكاديميون كثر، وإنما سنتطرق للجانب الاجتماعي كتوثيق تاريخي للأجيال المقبلة، ولا بأس من جرد تاريخي مختصر". وأضاف: "قبل حوالي مئة عام، وبالتحديد في شهر ذي القعدة عام 1328/ 1908 عمت الفوضى منطقة عسير، وتزامن ذلك مع ثورة 1908 على السلطان عبدالحميد، من قبل جمعية الاتحاد والترقي، وزادت الأوضاع سوءا مع الحرب العالمية الأولى، ورحيل الأتراك المفاجئ، فانتشر الخوف والفقر والفتن، وانعدام الأمن، حتى دخول منطقة عسير تحت حكم الدولة السعودية الثالثة، فكانت مرحلة التغيير للأفضل عند انضمام منطقة عسير إلى ركب الوحدة المباركة تحت الحكم السعودي عام 1338 - 1918". وتحدث الحمادي عن أمراء عسير قائلا: "أول أمير من آل سعود على عسير ليس الأمير خالد الفيصل، كما يعتقد بعضهم، بل هو الأمير فهد بن سعد، وكان من المقرر أن يباشر في منطقة عسير في 1391، ولم يتم ذلك لظروف، فصدر قرار ملكي بتعيينه أميرا لحائل، وتعيين الأمير خالد الفيصل، أميرا لمنطقة عسير في 1391/ 1971". ثم تحدث الحمادي عن كتابه الجديد "فرسان من عسير" قائلا: هذا الكتاب ركز على الجوانب التاريخية الاجتماعية، ففيه جزء من الرصد التاريخي الاجتماعي لمنطقة عسير.