تسلّم الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير النسخة الأولى من كتاب (ناحية عسير في الجاهلية والعصر الإسلامي المبكر وعلاقة الرسول صلى الله عليه وسلم ببلاد عسير) لمؤلفه الدكتور صالح بن ناصر الحمادي الذي يعتبر أول كتاب تاريخي يحكي علاقة صفوة البشر ببلاد عسير وعلاقته الوجدانية والتجارية والثقافية، ويوثق لمواقف الرسول صلى الله عليه وسلم بأهلها مع بلاد عسير ورسائله لأهلها وحسن استقباله لوفودها ونصائحه لهم، كما يكشف الكتاب مشاركة أهالي منطقة عسير (قبائل الازد) في حروب الردة بطلب من الخليفة أبي بكر الصديق ومشاركتهم في الفتوحات الإسلامية. ويقع الكتاب الذي تمت طباعته في مطابع العبيكان في 257 صفحة، ويقدم نماذج من مشاهير عسير في الجاهلية والإسلام وأسماء الصحابة من المنطقة ومقومات عسير الجغرافية والحضارية والتجارية. كما يكشف الكتاب دور الازد (أسد بلاد عسير) في التاريخ العربي الإسلامي وبالتحديد خلال القرن الهجري الأول من ظهور الإسلام وإسهاماتهم الثقافية والفكرية والأدبية، وقد أمدت المجتمع الإسلامي بالكثير من العلماء والمفسرين ورواة الحديث والفقهاء والأدباء والشعراء، كما يوضح الكتاب ما قدمته قبائل ازد بلاد عسير من خدمات جليلة للدولة الإسلامية في صدر الإسلام، وذلك بمشاركتها في الفتوحات الإسلامية داخل وخارج الجزيرة العربية، وظهر منهم القادة الميدانيون الذين أثبتوا جدارتهم في تلك الظروف الصعبة، وكان الخلفاء يندبونهم بالاسم ويعينونهم على الأمصار كالقائد عرفجة البارقي وغيره، ويكشف الكتاب في أهم فصوله وللمرة الأولى سبب قيام أول مواجهة بين المسلمين والغرب من خلال معركة مؤتة الشهيرة، وهو مقتل الحارث بن عمير الازدي الذي أرسله الرسول صلى الله عليه ضمن الكثير من الرسل للأمصار والدول المجاورة، وكانت للرسل حرمة تحميه من البطش، ولكنه تم قتله؛ فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وقرر إرسال الجيش انتقاما لمقتله؛ فكانت (معركة مؤتة الشهيرة)، وأثبت المؤلف وللمرة الأولى أن نزول القرآن بسبعة أحرف من ضمنها لهجة الازد (بلاد عسير) حسب تفسير علماء علم القرآن الكريم وفي مقدمتهم العالم الجليل الزركشي. الكتاب الذي بدأ توزيعه عبر مكتبات العبيكان ومكتبات أبها وخميس مشيط ركّز على ازد بلاد عسير (الأسد) في حقبة تاريخية محددة من ناحية تاريخية مستمدة من كثير من المصادر التاريخية والجغرافية، وكتب الأنساب، والتراجم والطبقات.. أما اللغة فقد أتت مصادرها من كتب القراءات والتفسير والحديث الشريف، بل كتب الفقهاء والمؤرخين. وخلص المؤلف إلى أن الأزد أو الأسد سواء وأن اسم الأزد في النقوش القديمة لم يرد إلا بالسين (الأسد)، وأن عرب الشمال من سلالة إسماعيل بن إبراهيم وعرب الجنوب من سلالة يعقوب بن إبراهيم عليه السلام، وهم من يسمون ببني إسرائيل، أي أن عددا كبيرا من سكان المنطقة التي تمتد من نجران إلى بلاد غامد وزهران (سراة وتهامة) يرجع نسبهم لإسرائيل أي يعقوب بن إبراهيم عليه السلام، ويطلق عليهم (بنو إسرائيل) أي سلالة النبي يعقوب ولا علاقة للمسمى بالديانة اليهودية ولا علاقة لهم بالمسميات الحالية التي تسعى لتثبيت المسمى على دولة صهيونية مغتصبة للأراضي، وتسعى لطمس الحقائق التاريخية.