أثار إعلان جبهة الصمود الأصولية عن نفسها بشكل مفاجئ الكثير من التحليلات خاصة وأن انتخاب اسم (الصمود) يحمل الكثير من الدلالات والمعاني للمتابعين للشأن الإيراني وقد ضمت الجبهة شخصيات مقربة من المرشد علي خامنئي مثل (المرجع المتشدد محمد تقي مصباح يزدي والمعلم الأخلاق لحكومة نجاد مرتضى آغا تهراني والناطق السابق باسم الحكومة غلام حسين إلهام ووزير الداخلية صادق محصولي). وقال المتحدث السابق لحكومة نجاد غلام حسين الهام في بيان أن «سبب تأسيس الجبهة جاء لأن إيران تواجه اليوم تهديدات فلول الفتنة (في إشارة إلى جبهة المعارضة الإصلاحية بقيادة الرئيس الأسبق محمد خاتمي ومير حسين موسوي ومهدي كروبي) إضافة إلى تيار منحرف (في إشارة إلى التيار المقرب من الرئيس أحمدي نجاد بقيادة رحيم مشائي) يحمل المخاطر ويريد تلويث مسيرة الشعب الصلبة والشفافة بأفكار منحرفة لا تنسجم مع توجيهات وإرشادات الإمام الخميني مؤسس الثورة بهدف التمهيد لعودة طريدي الشعب والأعداء اللدودين للثورة. وأوضح البيان، أنه في ظل هذه الظروف تشكلت جبهة صمود الثورة من أجل تحقيق المزيد من التضامن في صفوف الشعب والذي يعد أمرا ضروريا لا يمكن اجتنابه . وقد اعتبر متابعون إيرانيون أن تأسيس جبهة الصمود هو بموافقة المرشد خامنئي بعد أن ظهرت أصوات داخل جبهة الأصولية ترفض عزل الشيخ هاشمي رفسنجاني وتجميده إضافة إلى ودود شخصيات مهمة في النظام لا تريد للنظام بذل المزيد من العقوبات بحق زعماء المعارضة الإصلاحية مير حسين موسوي ومهدي كروبي والرئيس الأسبق محمد خاتمي). ويرى متابعون أن تأسيس لجنة لتسوية الخلافات مع مسؤولي النظام برئاسة محمود شاهرودي هو عمل يزاحم عمل مجمع تشخيص مصلحة النظام برئاسة هاشمي رفسنجاني الذي لا زال يعارض أفكار المرشد علي خامنئي في بعض المواقف. وتحكي كل تلك التطورات عن ظهور قوي جديدة في المشهد السياسي تكون بديلة لأحزاب الإصلاحات والأصولية المعتدلة وحزب الرئيس أحمدي نجاد وبهذا التمثيل فإن المشهد السياسي الإيراني سيحتضن أحزاب أصولية وإصلاحية جديدة تحمل ولاء الطاعة لولاية الفقيه والمرشد علي خامنئي.