تسببت القراءة الفنية غير المثالية من بعض مدربي الأندية الثمانية المشاركة في كأس خادم الحرمين للأبطال قبل وأثناء المباريات في وقوع لاعبيهم في كثير من الأخطاء نتيجة الارتباك والصعوبات التي واجهوها ميدانياً بسبب الأدوار الجديدة والمفاجئة التي فرضت عليهم، ووصل بعضها حد "المجازفة" كما فعل مدرب النصر كارينيو بتغيير طريقة وأسلوب الفريق بشكل مفاجىء قبل مباراة الأهلي، رغم ثبات فريقه طوال 12 مباراة سابقة دون خسارة، وارتفاع الانسجام ما بين لاعبيه لدرجة تعد مثالية، بل تصل هذه الميزة لتكون محفزة لمواصلة العطاء بنفس الراتم ونفس الانسجام، ولكن هناك قليلا من المدربين لديهم قناعات مفاجئة تبعثر أي مميزات يحملها الفريق، وهو ما ينطبق على خطوة كارينيو. مبالغة بهدفين ما ينطبق على كارينيو وقراره المفاجىء بوضع تشكيل وطريقة جديدة لعله يفاجىء بها منافسه الأهلي، ينطبق أيضاً على مدرب الرائد المقدوني كوستاف الذي اعتمد على عناصر بعيدة كل البعد عن أجواء المنافسة، ولا تملك الانسجام الكافي لمواجهة منافس قوي مثل الشباب، خصوصاً في خط الدفاع، وهو ما استثمره الشباب فسجل هدفاً مبكراً أراحه كثيراً ومنحه مزيداً من الثقة للبحث عن هدف تعزيز ثان، وهو ما تحقق أيضاً، إضافة لإضاعته عددا من الفرص الخطرة. وبعثر استحواذ الشباب على منطقة الوسط أي ملامح هجومية من لاعبي الرائد، فبقيت الكرات عشوائية غير مجدية. ثلاثة بعيون آسيوية لم تكن الخيارات متعددة أمام مدربي الهلال زلاتكو والأهلي أليكس والشباب برودوم قبل مباريات الذهاب، بسبب تداخلها مع مبارياتهم في دوري أبطال آسيا، لذلك بحث كل منهم عن أفضل الحلول رغم صعوبة المواجهات، فقط ليجدد حظوظه في المنافسة على هاتين البطولتين، فهناك من أراح بعض اللاعبين المجهدين بدنياً، أو الذين يعانون إصابات طفيفة رغبة في تجهيزهم لمباريات الاستحقاق الآسيوي في جولته الحاسمة، وقد نجد العذر لهم، لكن بقية المدربين يتحملون كامل المسؤولية لتركيزهم على البطولة المحلية فقط، وتمتعهم بمزيد من الراحة معها. السهلاوي أضاعها رغم الأهداف الثلاثة التي انتهى عليها الشوط الأول من مباراة الأهلي والنصر، إلا أن تنازل كارينيو عن قناعاته غير الموفقة في الشوط الثاني للمباراة لم يستثمره هداف الفريق محمد السهلاوي، فأهدر هدفاً محققاً مع أول دقيقة من هذا الشوط الثاني، وهو هدف لو سجل لشكل صدمة البداية التي كانت ستلقي بظلالها السلبي على لاعبي الأهلي، وربما تجبرهم على الوقوع في أخطاء نتيجة الاندفاع المبكر. وإهدار هذه الفرصة الخطرة جعل لاعبي النصر يبحثون خلال 12 دقيقة حتى تمكنوا من تقليص الفارق بهدف إبراهيم غالب الذي لا يمكن يمكن مقارنة تأثيره كما لو جاء مع الدقيقة الأولى من الشوط الثاني، رغم ذلك تحولت السيطرة للاعبي النصر حتى جاء وقت التقليص الأهم من ركلة جزاء لم تستثمر أيضاً في تخفيف الحمل على لاعبي "الأصفر" قبل مباراة الرياض. رميتان "تفرملان" الاتفاق ليس مقبولاً من لاعبي الاتفاق أن يتم هز شباك فايز السبيعي من كرتين متشابهتين، كما في رمية التماس التي سقطت في منطقة الجزاء سجل منها حمدان الحمدان الهدف الأول، أو من خلال رمية التماس التي سقطت أيضاً في آخر دقيقة من المباراة سجل منها دوريس سالومو هدف التعديل. هذه الهفوات المؤثرة من لاعبي خط الدفاع أولاً ولاعبي الارتكاز ثانياً لا يمكن تمريرها بسبب أبجديات الدفاع التي تؤكد على التصدي والحذر من أي مميزات فردية للفريق المنافس، وهذا الأمر وقع في مناسبتين تم استغلالهما بصورة جيدة من مهاجمي الفتح، خلاف ذلك فإن الكرات المرتدة التي نظمها لاعبو الاتفاق كانت مقلقة لدفاع الفتح، ولحارس مرماه عبدالله العويشر الذي بذل جهداً كبيراً في إبطال خطورتها إلى أن جاءت المساعدة في إحدى الكرات من قائم المرمى الذي حول تصويبة حمد الحمد خارج المرمى. السرعة "تربك" الهلال رغم البداية الجيدة التي كان عليها لاعبو الهلال من هدف الشلهوب المبكر في مرمى الاتحاد، إلا أنه جاء كهدف محفز للاعبي الاتحاد الذين تخلوا عن الحذر وبحثوا عن منافذ لتهديد مرمى الهلال وهو ما حدث في ركلة الجزاء التي فتحت الاحتمالات وحفزت عدداً من لاعبي الاتحاد قليلي الخبرة ومنحتهم ثقة مجاراة لاعبي الهلال، بل والتفوق عليهم، وهذا ما حدث في أول دقيقة من الشوط الثاني حينما اصطاد مختار فلاتة عرضية زميله محمد قاسم من جهة البديل سلطان البيشي الذي سقط في أول اختبار منذ مشاركته كلاعب بديل.. صحيح أن هدف التقدم الاتحادي لم يستمر سوى دقيقتين، حيث تمكن ويسلي من استغلال فترة عدم التركيز التي كان عليها لاعبو الاتحاد بعد تقدمهم بالنتيجة، لكن لاعبي الهلال وقعوا بعده في فخ الكرات المرتدة السريعة التي تميز فيها لاعبو الاتحاد بفضل السرعة والمهارة التي جعلتهم يتفوقون على مدافعي الهلال، خصوصاً في جهة سلطان البيشي التي كانت ممراً لبناء هجمة الهدف الثالث أيضاً.