لم تفلح اجتهادات ناديي النصر والفيصلي وهما يواجهان الاتحاد والهلال بتحقيق نتيجة الفوز ولو بهدف وحيد، من أجل ضمان التواجد في مباراتي النصف نهائي من المسابقة، لذلك جاءت نتيجة التعادل بهدف لكل من الاتحاد والنصر، وفوز الهلال على الفيصلي بثلاثة أهداف مقابل لا شيء كنتائج طبيعية، ووضعت الغريمين التقليديين الاتحاد والهلال في مواجهتين من العيار الثقيل يومي الأربعاء والأحد المقبلين، في «كلاسيكو» سعودي يتكرر للمرة الرابعة والخامسة بينهما هذا الموسم. اندفاع الاتحاد لم يجدِ ترك فريق النصر لمستضيفه الاتحاد منطقة المناورة مع بداية المباراة لأهداف كان يرمي لها مدرب الفريق غوميز، إلا أن اللاعبين «أخفقوا» في تطبيق هذه الأهداف، وهم يتابعون «تغلغل» لاعبي الاتحاد للمناطق الخطرة في دفاعهم، من دون أن يكون لهم رد فعل أو مقاومة حقيقية، تخفف الضغط على حارس المرمى خالد راضي، الذي وفق كثيراً في إبعاد العديد من الكرات الخطرة عن مرماه، حتى أن مبروك زايد حارس مرمى الاتحاد ظل لوقت طويل بعيداً عن مشاركة اللاعبين لمجريات الشوط الأول، نظير «مبالغة» لاعبي النصر في تطبيق مخططات غوميز الدفاعية، التي تعتمد على محاولة «استنزاف» لاعبي الاتحاد لياقياً في الشوط الأول، ومن ثم مفاجئتهم بالضغط الهجومي مع انطلاقة الشوط الثاني، وعلى رغم ذلك تحققت هذه التوجهات مع خروج الفريقين متعادلين مع نهاية الشوط الأول، التي أبدع فيها لاعبو الاتحاد بتنويع الهجمات بشكل سهّل عملية الاختراق، وقربهم كثيراً من المرمى النصراوي، ولكن هذا التفوق اصطدم بتوفيق وبراعة خالد راضي، إضافة إلى التسرع الذي كان عليه لاعبو الاتحاد داخل منطقة الجزاء. المخزون اللياقي والتركيز «خانا» النصر في الوقت الذي كان يجب أن تتحول فيه المباراة لمصلحة النصر وهو يتقدم بهدف ماكين مع الدقيقة (52)، ويكون هذا الهدف بمثابة «صدمة» قوية على لاعبي الاتحاد المتفوقين ميدانياً طوال دقائق المباراة، إلا أن المخزون اللياقي، وضعف التركيز لدى لاعبي النصر سهّل عملية تعديل نتيجة المباراة عقب 13 دقيقة، لعب فيها لاعبو الاتحاد بكل قوة، حتى حقق نايف هزازي هدفه مع الدقيقة (65)، هذا الهدف كان بمثابة «الإحباط» للاعبي النصر، وأكمل فريق الاتحاد سيطرته واستحواذه على الدقائق المتبقية بفضل الانسجام والخبرة والمخزون اللياقي لدى لاعبيه، وحتى فاعلية بدلائه خلال المباراة. «الثقة» تقود الهلال للفوز على الفيصلي الوضعية الفنية والعناصرية التي كان عليها فريق الفيصلي وهو يستضيف الهلال، لم تسعفه كثيراً في زيادة مطامعه من هذه المباراة، ووضح الفارق الفني بين الفريقين مع الشوط الثاني على وجه التحديد، عقب أن كان فريق الفيصلي أكثر خطورة خلال الشوط الأول، وبدد مهاجمه عمر الكسار بصيص الأمل بإحداث مفاجئة بالفوز على الهلال، وهو يواجه حسن العتيبي الحارس الهلالي بشكل منفرد في مناسبتين، لم يجد فيها التعامل بكل جديه من أجل هز الشباك «الزرقاء»، هاتان الفرصتان الخطرتان من الصعب تعويضهما في مثل هذه المباريات الحاسمة، وكان العقاب قاسياً للاعبي الفيصلي مع الشوط الثاني، الذي سجل فيه عيسى المحياني الهدف الأول (48)، من خطأ فادح من حارس الفيصلي عويضة العامري، هذا الهدف الباكر حوّل المباراة لمصلحة الهلال، وكان بمثابة صدمة لم يفق معها لاعبو الفيصلي سريعاً، حتى سجل الهلال الهدف الثاني بواسطة الفريدي (65)، جاء هذه الهدف بمثابة الضربة القاضية، التي حولت لاعبي الفيصلي لمجرد لاعبين يؤدون واجب اللعب لما تبقى من دقائق في هذا الشوط، واستقبلوا الهدف الثالث (82) من أحمد علي من دون أن يكون لهم أية فاعلية في القضاء على مثل هذه الكرات، لاعبو الهلال وعقب الهدف الأول مالوا كثيراً لتهدئة رتم المباراة، والبحث عن الاحتفاظ بمخزونه اللياقي من أجل مباراتي النصف نهائي التي ينتظرونها أمام الاتحاد، حتى أن كالديرون أراح أكثر من لاعب لأهداف المباراتين المقبلتين.