اعتبر الباحث في التاريخ الإسلامي الدكتور محمد ناجي، أن أهمية مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات تنطلق من دوره في نشر ثقافة الحوار والتعايش والتسامح بين بني البشر من الديانة الإسلامية والمسيحية واليهودية بعد أن أثمرت جهود الحوار بين هذه الديانات بإنشاء المركز، ليكون له دور فعال في تقريب وجهات النظر وإحياء التواصل بين الأديان وإبعاد شبح الفرقة بين صفوف البشر ونبذ التعصب بين الديانات العالمية، مضيفا أن فكرة إنشاء المركز كانت مبادرة حكيمة من فكر مثقف وقائد محب لوطنه ولأمته وللعالم أجمع، فالمتفكر في شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، يجد أن شغله الشاغل الحفاظ على هوية الأمة الإسلامية ودحض كل الخلافات والشائعات المقرضة حولها من أجل سد كل المحاولات الدنيئة في استغلال اسم الدين الإسلامي في العنف والتطرف، وتوضيح الصورة جلية أمام مختلف الديانات والثقافات حول الدين الإسلامي، دين العدل والمساواة دين المحبة والأخوة، ومن هنا يأتي دور المركز في تصحيح هذه النظرة والعمل على التقريب بين شعوب العالم على اختلاف بيئاتهم وثقافاتهم وأفكارهم، وبمرور الوقت استطاع المركز أن يؤتي ثمار جهوده سريعا عبر تمكنه من إذابة الخلافات بين الأديان، ومنحهم فرصة التعايش مع بعضهم البعض جنبا إلى جنب في جو يسوده الإخاء ويحكمه الأمن، وهو ما يتوافق مع تطلعات المؤسس. فيما أوضح جلال التميمي، أن الحوار امتداد للدور الريادي الذي اعتادت عليه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى تأثيرها على شعوب العالم قادة دول وأفراد مجتمع، والذي ارتكز المركز على تأكيد قيم العدالة والتعاطف والتمدن والانسجام لتسهيل الحوار الحقيقي الفعال، والدفع بفكرة تفهم أن في كل الأديان قيما وأخلاقا مشتركة وانسجاما، لكن دون تماثل، ولهذا يجب تكريس المواطنة العالمية، من خلال المعايير الأخلاقية العالمية والقيم المشتركة بين الأديان، ودعم وممارسة فكرة المواطنة العالمية، لتشجيع التفاعل المثمر بين فكرتي الإحساس بالذات والالتزام بالجيرة الكونية.