أكد ناقد قلة الكتابات في "المروي له في السرد" على مستوى العالم العربي، إذ إنه لا يوجد سوى كتاب واحد فقط لكاتب تونسي، ولم يحظ "المروي له" بكتابات كثيرة من النقاد والمهتمين، موضحا أن "المروي له" حاليا موجود على استحياء في عالم السرد، مضيفا أن الراوي هو السارد للنص في حين إن المروي له هو الذي يوجه له السرد داخل النص وليس خارج النص، وأن أول ظهور لمصطلح "المروي له" كان في 1971 في أميركا. واستهل أحمد سماحة، محاضرته في نادي الأحساء الأدبي "المروي له في السرد.. الشكل والموقع" مساء أول من أمس، بإهداء الروائي عبده خال، في مقدمة روايته "ترمي بشرر"، عندما ذيل الإهداء بتوقيع "طارق فاضل"، ويتضح لنا عند قراءة الرواية، أن المؤلف هو "طارق فاضل"، وأن عبده خال "راوي"، وهنا تبادل أدوار وأن عبده خال "مروي له"، وأن "طارق فاضل" هو الذي يتكلم بضمير "الأنا" في الرواية، وأصبح عبده خال كاتبا وساردا للرواية، ويؤكد عبده خال في روايته، أنه ليس مسؤولا عن ما هو موجود في الرواية، وأن النص أخذ في الاستقلال الشكلي، فالراوي لا يتدخل في أنظمتها ودلالتها السردية، معتبرا أن النص في هذه الحالة مغلق على الراوي والمروي له. وأبان سماحة أن النقاد يشيرون إلى أنه يفترض داخل التواصل اللغوي كلا من ضمير المتكل "أنا" وضمير المخاطب "أنت"، وأن "المروي له" جزء أساسي من النص نفسه، وقد أهملت دراسة "المروي له" لهيمنة شخصية "الراوي" والتي عادة ما تكون شخصية البطل في الرواية، في حين إنه ليس هناك بطل يمثل "المروي له"، مبينا أن رواية "ألف ليلة وليلة" تقدم توضيحا في "المروي له"، إذ إن "شهر زاد" كان يفترض أن تمارس دورها بوصفها رواية للحكاية وإلا فإن حياتها تتوقف وتجذب لفت الأنظار إلى شهريار.