تستعد الإدارة الأميركية للإعلان عن خطوة عملية جديدة لتصعيد دورها في الأزمة السورية، فيما بحث الرئيس باراك أوباما مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بإجراء اتصال هاتفي معه ناقشا خلاله تطورات الملف. ولم يفصح البيت الأبيض عما دار في النقاش سوى أن الرئيس ناقش الأزمة وشكر الرئيس الروسي على تعاون موسكو في التحقيقات التي تجري بشأن تفجيرات بوسطن. وتشير تقارير أميركية إلى ان الخيارات المعروضة الآن على أوباما تشمل الإعلان عن تسليح المعارضة بأسلحة فتاكة من قبيل الصواريخ المضادة للمدرعات والطائرات. وكانت بعض تلك التقارير قد أشارت قبل اتصال أوباما ببوتين إلى أن البيت الأبيض يمكن أن يطلب من الروس تحديد موعد زمني قصير كحد أقصى لقبول الرئيس بشار الأسد بتطبيق بيان مؤتمر جنيف الذي عقد الصيف الماضي وأقر بضرورة مغادرة الأسد السلطة وتشكيل حكومة وحدة وطنية لإدارة المرحلة الانتقالية في سورية. وسبق أن اعلنت موسكو أن وثيقة جنيف لا تتضمن طلبا صريحا بإبعاد الأسد. إلا أن واشنطن قالت إن جميع من شاركوا في المؤتمر وضعوا الوثيقة في سياق مفهوم وواضح وهو استحالة تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الأسد واستحالة استمراره في الحكم خلال الفترة الانتقالية بعد الجرائم التي ارتكبها في حق السوريين. ومن بين الخيارات المطروحة أيضا على أوباما استخدام صواريخ كروز التي يمكن أن تطلقها قطع بحرية أميركية من شرق المتوسط وتستهدف بها مواقع عسكرية سورية مختارة. كما أن من بين تلك الخيارات إعلان منطقتين عازلتين في شمال البلاد وجنوبها يوقف فيهما استخدام الأسد لطائراته ومدرعاته باستخدام القوة. غير أن واشنطن تقول إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" لا يزال معرضا عن المشاركة في إقامة المناطق العازلة فيما ترفض الولاياتالمتحدة أن تفعل ذلك بصورة فردية. وتجري واشنطن الآن مع الدول الأساسية الأعضاء في الحلف، اتصالات مكثفة لبحث المشاركة في عمل جماعي في سورية. كما تسعى واشنطن الآن لإبلاغ الأطراف المعنية أن الانتظار الطويل يعني "توسع المتطرفين وتصعيد الدور الذي تقوم به إيران لمحاولة معادلة ما يحدث في سورية سواء عن طريق دعم أطراف بعينها في العراق أو تحريك حزب الله في لبنان وأن تلك التطورات تهدد بإفلات الموقف من أي قدرة على التحكم في مساره وصولا إلى حرب إقليمية". وسيرافق الخطوة الأميركية المقبلة أيا كان الخيار الذي سينتهي إليه البيت الأبيض تكثيف شديد للحرب الاستخبارية بما في ذلك تحذير الجماعات المتطرفة بأنها ستتعرض للاستهداف بدورها إذا ما حدث مساس بالأقليات في سورية وإنذار للقبائل العلوية في الشمال الغربي التي يروج زعماؤها لمزاعم من قبيل أنهم يمتلكون أسلحة كيماوية بأن أحدا لن يتعرض لهم على أساس طائفي وأن أي تصعيد لمساندتهم للأسد سيعني الإضرار بمستقبل الطائفة في سورية.