قال ممثل «الائتلاف السوري المعارض» في الولاياتالمتحدة نجيب الغضبان ل»الحياة» إنه يلمس «اندفاعة أميركية أكبر» في التعاطي مع الملف السوري وستترجم «برفع مستوى الدعم». واعتبر أن هناك صعوبات تطال «الصلاحيات والمهمات» تعترض تشكيل الحكومة الموقتة، ورأى أن قوة النظام هي في دعم عسكري من «إيران وحزب الله وروسيا فيما الجيش الحر يصله السلاح بالقطارة». وقال الغضبان ل»الحياة» إن الائتلاف يلمس «استعداداً أكبر» من الولاياتالمتحدة وأصدقاء سورية لتقديم الدعم ورأى أن «قرار تعديل مشاركتنا كان رسالة عتاب واحتجاج... خصوصاً بعد تصعيد النظام باستخدامه صواريخ سكود في مناطق سكنية في حلب». وتوقع «رفع مستوى الدعم» وليس بالضرورة على المستوى العسكري لافتاً إلى أن هناك إجراءات يمكن اتخاذها في الشق السياسي، بينها التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة استخدام صواريخ سكود حتى لو استخدمت روسيا حق النقض (فيتو) ضد هكذا قرار. وتنحصر المسألة الثانية بإعطاء «الدول الصديقة موقفاً واضحاً حول بيان جنيف، والإصرار على أن أي حل سياسي يبدأ بتنحي (الرئيس السوري بشار) الأسد». وقال الغضبان «نريد من الأصدقاء تأكيد هذا الأمر، لأن التفسير الآخر تنفرد فيه روسيا بأن الأسد هو جزء من العملية السياسية». كما طرح رفع مستوى تمثيل الائتلاف في الغرب، لإعطائه صفة قانونية كاملة كما فعلت قطر بمنحه السفارة، مقارنة بالولاياتالمتحدة التي اعترفت بالائتلاف «ممثلاً شرعياً» وأتاحت له فتح مكاتب في واشنطنونيويورك إنما من دون تمثل ديبلوماسي كامل. وقال الغضبان إن «هناك مؤشرات إلى اندفاعة أميركية أكبر، كون وزير الخارجية جون كيري على تواصل أكبر مع البيت الأبيض... واعتراف الإدارة بالائتلاف والسماح لنا بفتح مكاتب في نيويوركوواشنطن مؤشرات إيجابية، وتتيح لنا دفع الموقف الأميركي إلى انخراط أكبر بحيث تأخذ إدارة باراك أوباما موقعاً قيادياً». وسألت «الحياة» المعارض السوري عن الانتقادات المسموعة في واشنطن حول انقسامات داخل المعارضة والاتهامات بعدم استيعابها الأقليات، فاعتبر أن «مواضيع التواصل مع الأقليات وانقسامات المعارضة كانت تستخدمها غالبية الدول كأعذار لتبرير عدم اتخاذ قرارات جدية حيال سورية والحجة الثالثة اليوم هي القوى المتطرفة على الأرض». وأشار إلى أن المعارضة «لا تريد الوقوع في منطق المحاصصات ومن مصلحتنا معالجة القضايا من منظور وطني سوري». وعن فرص تشكيل حكومة موقتة للمعارضة بعد تأجيل مؤتمر إسطنبول قال الغضبان إن هكذا خطوة ستمثل وقت حصولها «نقلة نوعية للمعارضة إنما هناك صعوبات... والأمر يأخذ بعض الوقت وهناك حاجة للاتفاق على المهمات والصلاحيات»، كون هكذا حكومة ستدير «أعباء مناطق محررة مثل تأمين خدمات الأمن والغذاء والمجالس المحلية مع القيادة المدنية للجيش الحر الذي اتخذ قراراً جيداً بقيادة سليم إدريس». وقال الغضبان إن هناك حاجة لحكومة «تكنوقراط» بسبب نوعية هذه المهمات التي ستتوزع بين سبع أو ثماني وزارات. وشرح الغضبان نظرته لواقع النظام باعتباره نقطة قوة النظام السوري هي «الدعم العسكري الذي يتلقاه من إيران وحزب الله وروسيا». واعتبر أن الدعم العسكري غير متكافئ بين النظام والمعارضة، بحيث يتلقى الأسد «أسلحة نوعية من إيرانوروسيا فيما الجيش الحر يصله السلاح بالقطارة». وفسر الموقف الروسي بأبعاد عدة «الأول يرتبط ببعد داخلي يعطي فلاديمير بوتين الشرعية والانطباع بأن روسيا هي قوة عظمى خصوصاً أن جوهر الصراع هو تغيير نظام من بقايا الحرب الباردة تحكمه عائلة». ويرتبط الثاني بعلاقات موسكو مع الغرب و»هم يريدون معالجة سورية ضمن قضايا أخرى». واستنتج الغضبان أن الموقف الروسي هو أكبر من حماية المصالح المباشرة في سورية وقال «أنا ذهبت إلى روسيا مرتين في الماضي وكنا مستعدين (في المجلس الوطني السوري) لطمأنتهم بأننا نحرص على علاقة جيدة مع روسيا، وفي زيارتنا الأخيرة (الصيف الماضي) ولم نشعر أن هناك تبدلاً". وأضاف «نحن كنا مستعدين للحديث عن تفاصيل جنيف وما إذا كانت موسكو خائفة من البديل فليتعرفوا إلينا». وأضاف أن «إصرارهم (الروس) على أن الأسد جزء من العملية السياسية وله الحق بالترشح لا يساعد في دفع المرحلة الانتقالية إلى الأمام». وعن فرص تقديم النظام تنازلاً سياسياً محورياً أشار الغضبان إلى أن «التنازل من رأس النظام صعب، ويبدو أنه يسير على الطريقة القذافية». وشدد على أنه «من المهم أن نبحث السبل كافة لكي تنحاز قوى داخل النظام إلى مشروع التغيير».