اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام زيارته لتركيا امس ان الخلاف في المواقف بين البلدين في شأن الازمة السورية لا يزال على حاله، وان الجانبين لم يتوصلا الى رؤية مشتركة حول وسائل تسوية هذا النزاع. واضاف في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع رئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان ان موسكو ستحافظ على الحوار مع تركيا على رغم هذه التباينات. وقال «سنكون على اتصال مع تركيا لمتابعة العمل معا حول وسائل تطبيع الوضع في سورية». وأكد بوتين ان رغبة تركيا في نشر صواريخ ارض - جو من طراز «باتريوت» للحلف الاطلسي على حدودها «سيزيد» التوتر مع سورية. من جهة اخرى، جددت واشنطن تحذيرها للنظام السوري من استخدام الأسلحة الكيماوية أو «الفشل في تحصينها»، وأبدت قلقها من التحركات الأخيرة على الأرض التي تتعلق بالترسانة الكيماوية السورية. ورأى مسؤول رفيع المستوى أن الرئيس بشار الأسد «يمر في أوقات ميؤوس منها وهذه (تحضير الأسلحة الكيماوية) قد تكون ببساطة مؤشرا آخر على ذلك". وكرر البيت الأبيض تحذير الرئيس باراك أوباما لدمشق من العبث بالترسانة الكيماوية. وقال مسؤول أن “استخدام هذه الأسلحة يتخطى الخط الأحمر بالنسبة الى الولاياتالمتحدة... نحن نراقب باستمرار التطورات المتعلقة بالمخزون الكيماوي السوري وعلى اتصال مستمر بشركائنا الدوليين حول هذا الأمر". وأضاف “على نظام الأسد أن يعرف أن العالم يراقب وستتم محاسبته من الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي اذا استخدم الأسلحة الكيماوية أو فشل في تنفيذ التزاماته بتحصينها". وتنسق واشنطن مع دول اقليمية محورية، بينها تركيا والأردن، للتدخل في حال تخطي الأسد الخط الكيماوي الأحمر. وتقدر وزارة الدفاع الأميركية الحاجة الى 75 ألف جندي للتدخل والسيطرة على هذه الترسانة في حالة الطوارئ. وردت الخارجية السورية على الاتهامات الاميركية والغربية في شأن نيتها استخدام اسلحة كيماوية في النزاع الدائر مع المعارضة. وقال بيان للوزارة ان دمشق «لن تستخدم هذه الاسلحة ضد شعبها تحت اي ظرف، حتى لو كانت في حوزتها». وجاء بيان الوزارة في الوقت الذي ذكرت مصادر اعلامية متصلة بالمعارضة السورية ان الناطق باسم الوزارة جهاد مقدسي انشق عن النظام وغادر سورية الى لندن عن طريق مطار بيروت. وكانت محطة تلفزيون «المنار» اللبنانية التابعة ل «حزب الله» ذكرت أن مقدسي أعفي من مهامه الرسمية «لارتجاله مواقف خارج النص الرسمي السوري». بينما قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقدسي «تعرض لضغوط من قبل بعض المحيطين بالرئيس بشار الاسد لكن ليس من الرئيس نفسه». الى ذلك، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لوكالة «فرانس برس» إن نظام الرئيس الأسد يمكن أن يسقط «في أي وقت»، واعتبر أن «الأوضاع على الأرض توضح بجلاء أن المعارضة السورية تتقدم سياسياً وعسكرياً. إنها تحقق تقدماً كل يوم»، مشيراً إلى أن «المعارك تدور الآن في دمشق». وعلى الصعيد الميداني، احتدمت المواجهات في دمشق وريفها وعند الحدود السورية مع تركيا. واعلن ديبلوماسي تركي ارسال طائرات حربية تركية الى الحدود مع سورية، بعدما قصف الجيش السوري بلدة رأس العين التي سقطت الشهر الماضي في ايدي المعارضة. واثناء الهجوم سقطت قذائف من الجهة السورية لم يعرف مصدرها على بلدة جيلانبينار التركية المجاورة. وشن الجيش هجمات جديدة في المناطق المحيطة بمطار دمشق، ما اضطر طائرة تابعة لشركة «مصر للطيران» على تغيير وجهتها والعودة الى القاهرة، بعدما ابلغت ان الهبوط في المطار غير آمن. وقال المرصد السوري ان الجيش يحاول السيطرة على داريا على المشارف الجنوبية لدمشق ويهاجم المعارضين بالصواريخ اثناء تقدمهم في بعض اجزء المدينة. وذكر ان النظام يسعى الى السيطرة على داريا لقربها من مطار المزة العسكري، وهو الاهم في ريف دمشق، وتنطلق منه الطائرات الحربية والمروحية لتنفيذ عملياتها. وقال مصدر أمني سوري ان الجيش أغلق ثلاثة مداخل الى داريا وانه متفائل بأنه سيتمكن من السيطرة عليها. وتحدث ناشطون عن قصف عنيف لبلدتي دير العصافير وبيت سحم القريبتين من الطريق الرئيسي المؤدي الى مطار دمشق. وفي جنيف، اعلنت الأممالمتحدة انها ستسحب «كل الموظفين الدوليين غير الأساسيين» من سورية بسبب تدهور الوضع الأمني وستقصر وجود الباقين على العاصمة. وأضافت أن ما يصل إلى 25 من بين نحو مئة موظف دولي قد يغادرون هذا الأسبوع. وذكرت أن هناك ضرورة لمزيد من العربات المدرعة بعد هجمات على قوافل مساعدات إنسانية وجدت نفسها في بعض الأحيان محصورة وسط إطلاق نار بين القوات الحكومية وقوات المعارضة المسلحة. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بيان «قررت الأممالمتحدة سحب كل الموظفين الدوليين غير الأساسيين من سورية ووقف جميع الزيارات الميدانية خارج العاصمة في الوقت الحالي».