عشرات الشبان يمسكون بحبل ويدفعون بأنفسهم مشكلين جسرا بشريا يقتحم الأمواج المتلاطمة للسيول في أحد أودية منطقة حائل، فيما يمكن سماع أصوات سيارات الدفاع المدني في المكان، وينجح هؤلاء في إنقاذ شاب من براثن الموت وحمله إلى بر الأمان. هذه القصة تلخص مقطعا انتشر خلال اليومين الماضيين وحظي بمتابعة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في "تويتر" و"يوتيوب". بعض مقاطع الفيديو حملت نفس التوجه، وتتمثل في تصوير بعض أبناء المنطقة وهم يباشرون عمليات إنقاذ ضحايا السيول بأنفسهم، وكل من يحمل الكاميرا تسمعه يقول "أين الدفاع المدني؟. إنه هنا منذ ساعات ولكنه لم يفعل شيئا". وأحد من وثقوا هذه الأحداث في موقع "يوتيوب" الشاب رشيد البغيق، الذي حملت عدسة الكاميرا الخاصة به صورا لشبان دخلوا غمار الأودية وحملوا معهم حبالهم لمساعدة من علقوا في السيول هم وسياراتهم. فيما حملت بعض المقاطع عتابا واضحا للدفاع المدني في المنطقة، فتكلم أحد هؤلاء عن عرض أفكار الشباب على قوات الدفاع المدني التي باشرت حوادث السيول، وأن هذه الأفكار قوبلت بالرفض، متهما إياهم بعدم الاستعداد للأمطار على الرغم من التحذيرات التي سبقتها بأيام. وعلى الرغم من تأكيدات الدفاع المدني بأنه أخرج أكثر من 100 سيارة من بعد احتجازها في مواقع عدة بحائل، وتحذيراته المستمرة من الاقتراب من الأودية والشعاب، والتشديد على أهمية المكوث بالمنزل، وعدم الخروج منه، إلا أن كثيرا من الفيديوهات والصور التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد تجمهر الكثير من المواطنين بالقرب من الأودية.