لا تخلو قصص عالم الجاسوسية من الحديث عن استخدام ما يعرف ب"كرسي الاعتراف" للتعرف عما يدور داخل عقل الشخص من أفكار ومدى صدق ولائه من عدمه. لكن في ظل التطورات التي يشهدها عالم التكنولوجيا الذكية، بصورة شبه لحظية، فإن "كرسي الاعتراف والذي كان ينظر إليه في الماضي على أنه الأقدر على قراءة الأفكار والنوايا، تحول إلى موضة قديمة عفا عليها الزمن". حيث طور فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا بركلي الأميركية، نظاما جديدا يحول الأفكار إلى كلمات مرور للحسابات الشخصية، وذلك بحيث تستبدل الكلمات والحروف والرموز بالأفكار الواردة عن المخ البشري. ويقول العالم الأميركي المشرف على الفريق البحثي في الجامعة جون شوانج، في موقع الجامعة على الإنترنت: "إن التقنية الجديدة تعتمد على سماعة متخصصة يتم وضعها على الرأس لتقوم بقراءة ما يفكر فيه المستخدم وتسجيله على أنه كلمة المرور"، مشيرا إلى أن الفريق البحثي استخدم جهاز "NeuroSky MindWave" من أجل قراءة الموجات الدماغية ومن ثم إرسالها إلى نظام مطور من قبلهم لتحويل تلك الموجات إلى كلمة مرور. ويضيف شوانج أن "النظام المستخدم في ترجمة الموجات إلى كلمات مرور ما زال تحت التطوير من قبل الفريق البحثي بالجامعة الأميركية، وأن الفريق البحثي يأمل في أن يساعد ذلك النظام في توفير بديل آمن للطرق التقليدية لكتابة وتسجيل كلمات المرور، وبشكل يصعب على القراصنة اختراق حسابات المستخدمين". أما الكاتب الصحفي المتخصص في مجال التكنولوجيا الذكية حسين مصباح، فأكد في تصريحات إلى "الوطن" أن "التطور في مجال التكنولوجيا الذكية يتقدم بصورة دائمة ولا تتوقف عجلته"، مشيرا إلى أن "تلك المحاولة لا تعد الأولى من قبل الفرق البحثية والمطورين لإيجاد بدائل لطرق اختيار وكتابة كلمات المرور تجعل من محاولة اختراقها أمرا صعبا، حيث أشارت تقارير إخبارية سابقة إلى نية جوجل في تطوير بديل فيزيائي لكلمات السر". حديث الأفكار لم يتوقف عند حدود قراءاتها، وإنما امتد إلى ما هو أبعد من خلال التحدث، حيث أطلقت شركة "Nuance" الأميركية المتخصصة في تطوير التطبيقات العاملة بالأوامر الصوتية، تقنية جديدة تتيح صنع إعلانات للهواتف الذكية يمكن التحدث معها باستخدام أنظمة التعرف على الصوت الموجود في أغلب الهواتف الذكية الحديثة. وتوضح الشركة أن التقنية الجديدة متاحة في إصدار تجريبي "Beta" عبر خدمة أطلق عليها اسم "Voice Ads"، وهي تتيح للمستخدمين التفاعل بشكل أكبر مع الإعلانات المعروضة على هواتفهم الذكية، مضيفة أنه "يمكن للمستخدم التحدث مع الإعلانات القائمة على التقنية الجديدة، عبر توجيه الأسئلة لها، حيث تشير الشركة إلى أن المستخدم يستطيع الاستفسار من الإعلان عن أجدد عروض العلامة التجارية المعروضة فيه أو معرفة المزيد من المعلومات حول الإعلان نفسه". وتضيف الشركة عبر موقعها الرسمي أن "التقنية الجديدة تتيح للمطورين صنع إعلانات بسيطة تكون الإجابة فيها عن أسئلة المستخدم بنعم أو لا، أو تقديم إعلانات قادرة على إنتاج إجابات معقدة للرد على أسئلة المستخدم، وتعتمد التقنية الجديدة على منصة التعرف على الأوامر الصوتية الخاصة بشركة "Nuance" والتي تستخدمها في تطبيقات متوافرة حاليا على متاجر "آب ستور" و"جوجل بلاي" مثل تطبيق المساعد الشخصي "دراجون جو" والذي يعمل عمل المساعد الذكي مثل "سيري" في هواتف "آيفون". وأتاحت الشركة حزمة أدوات برمجية مرتبطة بمنصة التعرف على الأوامر الصوتية الخاصة بها تتيح للمطورين برمجة إعلاناتهم الناطقة والتي يمكن للمستخدمين التفاعل والتحدث معها بشكل غير تقليدي. وتقتحم الشركة عبر تلك التقنية الجديدة سوق إعلانات الهواتف، الذي يتوقع أن تصل عائداته هذا العام إلى 11.4 مليار دولار أميركي، وتزداد سنويا إلى أن تصل إلى نحو 24 مليارا في 2016.