عندما ظهر الهاتف الجوال، خرج علينا الراحل أحمد الهوان، المعروف باسم جمعة الشوان، أحد نجوم الجاسوسية الذين جندتهم الاستخبارات المصرية للتجسس لصالحها ضد الموساد، ليخبرنا بأن أكبر مهمة نجح في تحقيقها تمثلت في الحصول على جهاز هاتف جوال لا يمثل واحدا على الألف من الهواتف الجوالة التي يحملها أطفالنا العرب اليوم. رسالة الشوان ربما لم يعد لها مكان اليوم في ظل تصاعد التقنيات التكنولوجية والتي تحول معها العالم إلى سوق كبير يبحث فيه الصانع عن إبهار العميل، تسارعت وتيرة التنافس بين الشركات بصورة جعلت من الصعب قراءة مستقبل التقنيات خلال السنوات القليلة المقبلة. كشف الكذب حيث ابتكرت شركة سامسونج جهازا محاكيا لجهاز كشف الكذب والذي كان يستخدم هو الآخر في عالم التجسس، وتقوم فكرة الجهاز الجديد على قراءة الأفكار باستخدام الرنين المغناطيسي، فعندما يفكر الإنسان بالقيام بشيء معين تصدر إشارة من المخ موجهة إلى أي عضو من أعضاء الجسم ولتكن الذراع بحيث تتم ترجمة الإشارة الصادرة من المخ إلى أفعال في عملية لا تستغرق إلا أجزاء من الثانية، كما تحتوي سماعة الأذن على قطب كهربائي يكشف الموجات الدماغية الناتجة عن التفكير ليقسمها إلى مجموعتين وفقا لأنماطها المنفصلة، فهناك موجات بيتا التي تزداد في عددها عندما يركز المخ على موجات ألفا والتي ترتبط بحالة الهدوء والاسترخاء، ويتم إرسال هذه الإشارات إلى الجهاز عن طريق البلوتوث ويمكن استخدامها بشكل علمي بحت كأحد أشكال الإدخال عندما تكون مستويات التركيز الخاص بها تصل إلى مستوى معين كما يتم من قبل موجات بيتا. ومن مزايا جهاز كشف الأفكار أنه سيساعد رجال الأمن للتخلص من مشكلة عدم معرفة هوية المجرمين وغيرها، وأيضا يستخدم لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ليست لديهم قدرة على الكلام والسمع، ويستخدم أيضا لخدمة العلاج النفسي بمعنى أنه سيكون هناك قدرة على تحليل الخبرات السابقة للمريض والتي قد لا يستطيع تذكرها بسبب الإخفاء الدائم الذي يقوم به العقل الباطن للأحداث، ومن مميزاته أيضا أنه لاسلكي سهل التناول والانتقال به. ويقول علاء عبدالعزيز، الباحث المتخصص في شؤون التقنيات، في تصريحات ل"الوطن"، إنه "على الرغم من مزايا هذه الأجهزة، إلا أنها لا تخلو أيضا من العيوب، ومنها أن الدول المتقدمة يمكنها استخدام هذا الجهاز لقراءة أفكار البشر للوصول إلى معلومات، وذلك كنوع من التطوير لجهاز كشف الكذب الذي كان يقرأ أفكار الإنسان بشكل جزئي، ثم يستخدم تلك المعلومات في معرفة أسرار المجال السياسي والعسكري والأمني للدول، ولذلك ينبغي إخضاع هذا الجهاز لإشراف منظومة متكاملة لحماية الحريات مع وضع ضوابط لاستخدام تلك التقنية". شاشة المستقبل وفي الأسبوع الماضي، كشفت سامسونج رسميا عن تقنية الشاشات المرنة والتي اختارت لها الشركة اسم "يوم"، وأهم ميزة في الشاشة المنطوية تتمثل في إمكانية التخلي عن حواف الجهاز نظرا لمقاومة الشاشة للكسر، وبالتالي إمكانية تكبير الشاشة بدون التأثير على حجم الجهاز، في حين عرضت شركة "ديسبلر" الروسية ما تسميه شاشة المستقبل، وهي شاشة مكونة من بخار الماء، لا تعرض الصور فقط على الهواء، وإنما أيضا تدعم جميع إيماءات اللمس، ذلك من خلال منصة تقوم بإطلاق فيلم من البخار مكونة مساحة مضلعة يتم إلقاء ضوء البروجكتر عليه من الخلف لصنع شاشة تطفو على الهواء، ولدعم اللمس فقد زودت الشركة الجهاز بعدة مستشعرات وكاميرا من أجل تحديد والتقاط إيماءات اللمس بدقة حتى 1 سنتيمتر، بينما طرحت شركة جوجل خاصية جديدة في نظام الخرائط الخاص بها تتيح للمستخدمين بها الغوص تحت أعماق المحيطات والأنهار والبحار حول العالم، وقال نائب رئيس قسم خرائط جوجل نائب الرئيس في قسم خرائط جوجل، بريان ماكلندون إن الشركة تهدف من خلال هذه الميزة الجديدة، إلى إتاحة فرصة استكشاف الشعاب المرجانية في أشهر محيطات العالم، دون الحاجة لتعلم الغوص أو السباحة، وأنه صار بمقدور أي شخص أن يغوص تحت أعماق البحار وأن يسبح بين سلاحف وأسماك الشواطئ الأسترالية والفلبينية ورؤية مناظرها الخلابة، وذلك بالتعاون مع برنامج كاتلين للمسح البحري، من خلال استخدام كاميرات مائية تعمل على عمق 100 متر ويمكنها التقاط آلاف الصور البانورامية بدرجة 360 درجة. النظارة الذكية ولم تكن تلك التقنية الوحيدة التي حاولت بها جوجل جذب عملائها، حيث سبقها إطلاق الشركة لنظارات تفاعلية خاصة للمستخدم مدعمة بميكروفون وشاشة فيديو شفافة جزئيا تعرض المعلومات أمام العين اليمنى للمستخدم بصورة دفعت البعض للتأكيد على أن النظارة الجديدة قد تطيح بالهواتف الذكية للأبد، فمن خلال تلك النظارة، يمكن لمرتديها متابعة ما يحيط به أثناء التنقل من مكان لآخر، كما أنها تسمح للمستخدم إجراء المهام التي ينجزها بواسطة الهاتف الذكي، وتحديد مواعيد العمل والاجتماعات والتقاط الصور ومشاهدة الفيديو، والتعرف على حالة الطقس والاتجاهات عبر خرائط جوجل، بجانب إجراء مكالمات الفيديو والمحادثات والدردشة مع الأصدقاء بواسطة سماعات الرأس دون الحاجة للنظر إلى الهاتف الذكي أو جهاز الكمبيوتر، بالإضافة إلى إمكانية العثور على الأصدقاء إذا كانوا بمكان قريب، كما يستطيع مرتدي النظارة إرسال واستقبال الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني من خلال الأوامر الصوتية عبر تكنولوجيا التعرف على الصوت المزودة بها تلك النظارات، حيث تظهر المعلومات كرد فعل على سلوك المستخدم أو وضعه، فمثلا إذا نظر إلى أحد الجدران ستذكره النظارة بأن لديه موعدا في المساء، وإذا نظر خارج النافذة ستخبره بأن هناك احتمالا قدره 10% لأن يكون الجو ممطرا. ولم تنج أجهزة الحاسوب، والتي كانت هي نفسها تمثل ثورة تقنية عند اختراعها من سهام التقنيات الحديثة، حيث أنتجت "ليب موشن" جهازا صغيرا يتم استخدامه عند العمل على الحاسوب يقوم على مبدأ التعرف البصري لحركة العين لتوجيه المؤشر إلى الملف أو التطبيق المراد العمل عليه، وحسب تقرير نشرته مجلة تايم الأميركية، في عددها الأخير، فإن "كل ما على الفرد القيام به هو النظر إلى شاشة الحاسب، وعندها يقوم الجهاز، والذي لا يتعدى حجمه إصبع اليد، بتحويل حركة العين إلى أوامر لتوجيه الشارة على شاشة الحاسوب، كما أنه يتعرف أيضا على حركة وإشارات اليد مثل تقليب الصفحات وتكبير أو تصغير الصور والنصوص وغيرها من الأوامر الأخرى".