حقاً.. إن لكل فن أبطالاً ولكل مجال مبدعون وها هي جامعتي الموقرة (جامعة أم القرى) تتقن فناً تميزت به دون غيرها من الجامعات، ولكنه وبكل أسف تميز يرفضه ديننا الحنيف وينهى عنه في كثير من النصوص. وكيف لا ينهى عنه وفيه ظلم للعباد وضياع للحقوق وتبديد للأمانة وهو ذلك الدين السمح في تعامله والمنصف في معاملاته.. ولكن أين أنتِ يا جامعتي الموقرة من كل هذا!؟ إنه أمر يبعث السرور أن أجد اسم جامعتي يتصدر عناوين الصحف الورقية والإلكترونية ويشار إليه في كثير من المنتديات ولكن سرعان ما تتلاشى تلك الفرحة بمجرد قراءة السطور الأولى من الموضوع لأجد أن هناك من يبث شكواه ويحكي معاناته والتي كانت جامعة أم القرى سبباً مباشراً فيها. لست هنا بصدد الحديث عن العديد من تلك الأمور التي يندى لها الجبين ويستنكرها العقل وتعلوه الدهشة عندما يعلم أنها ليست إلا حلقات ضمن مسلسل تراجيدي من إخراج جامعة سعودية تقع في أطهر بقاع الأرض، دعونا نقف قليلا لنتأمل معاً بعض المشاهد المؤلمة والمواقف المؤسفة والتي تضمنتها إحدى تلك الحلقات..الكل يعلم بالأمر السامي الكريم وصدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله على تحمل الدولة تكاليف الدراسة ببرنامج التعليم الموازي في الجامعات السعودية ، وهو أمر عهدناه من لدن خادم الحرمين الشريفين إحساسا منه بأبنائه الطلاب وحرصه على إكمالهم لدراستهم، لنرى العديد من الجامعات السعودية تبادر إلى تنفيذ أمره السامي وتعيد إلى الطلاب الرسوم التي تم تحصيلها مسبقاً. ولكن أنتِ يا جامعتي الموقرة سلكت منهجاً آخر لم يسبقك إليه غيرك من الجامعات لتحققي تميزاً سلبياً عنوانه (المماطلة نهجنا) فأبناؤك طلاب الماجستير المسائي (الموازي) استبشروا خيراً بالقرار السامي ولكن وقفتِ لهم بالمرصاد لتتحول تلك البشرى إلى أمل مفقود وكابوس يؤرقهم وأخذت بالتسويف والمماطلة شهراً تلو الآخر حتى انتهى العام الدراسي. يا جامعتي لنعود بالذاكرة عاما .. ألم تكن الفترة بين إعلان نتائج الاختبار التحريري وموعد المقابلة الشخصية (خمسة أيام فقط) تكبد فيها الطلاب عناء الرحلة جواً أو براً لمراجعة كلية خدمة المجتمع ، والتي اشترطت أن يتم إحضار صورة الإيداع لتتم مصادقته في نفس اليوم!؟ ألم يكن إحضار صورة من سند الإيداع البنكي مصدقاً هو شرط لدخول المقابلة الشخصية!؟ ألم يكن إعلان المقبولين بشكل نهائي ومطالبتهم بضرورة مراجعة عمادة الدراسات العليا لاستكمال ملفاتهم قبل شهر رمضان المبارك ب (أربعة أيام فقط) في الوقت الذي يتمتع فيه بعض الطلاب بإجازتهم الصيفية خارج منطقة مكة المكرمة!؟ لماذا هذا التضييق يا جامعتي!؟ هل كانت هذه الأوقات هي الأنسب في نظرك!؟ أم إنك على يقين بأن الطلاب مرابطون بانتظار إعلاناتكم خشية أن يفوتهم القبول لا سيما بعد توقف البرنامج لعامين سابقين!؟ يا جامعتي.. ما هكذا يؤتى الإنجاز.. ولا هكذا يتحقق التقدم في الترتيب العالمي للجامعات وأنتم تعجزون عن احتواء أمور طلابكم والتعامل معهم بيسر وسهولة والذين هم واجهتكم الحقيقة. هنا يتبادر لذهني سؤال ..ماذا ستكون مبررات جامعتي تجاه كل هذا؟ هل هو عدم معرفة بالقرار السامي؟ أم جهل بكيفية تطبيقه؟ أم إنه سوء إدارة؟ أم هو عدم مبالاة بحقوق الطلاب؟ مهما كانت هي المبررات، فلا يعفيكم ذلك من المبادرة والعمل على إعادة الرسوم (كاملة مثلما استلمتموها) لا كما يحكيه لنا بعض موظفي الجامعة بأن المبالغ إن عادت فلن يعود إلا نصفها (9000 ريال) بدلا من(18000 ريال) بحجة أن المبلغ الذي تلقته الجامعة من وزارة التعليم العالي لا يكفي لإعادة الرسوم كاملة.