يجذب باعة المباسط الشعبية في محافظة الأحساء، الزبائن بالسعر الرخيص مقارنة بما تعرضه المولات والأسواق التجارية، ولا غرابة في أن تجد فارقا كبيرا، يصل إلى أكثر من 50% في أسعار الفواكه والخضروات بالمراكز التجارية والمباسط الشعبية المنتشرة في مدن وقرى الواحة. ورصدت "الوطن" مساء أول من أمس، خلال جولتها على مجموعة من المراكز التجارية وبعض المباسط الشعبية في نقاط البيع بالأحساء، أن متوسط سعر كرتون "الخيار" في المراكز التجارية ب12 ريالا، فيما لم يتجاوز سعر الكرتون منه 7 ريالات في المباسط، وكذلك سعر كيلوجرام من "الباميا" في المراكز ب35 ريالا، فيما لم يتجاوز سعره في المباسط 24 ريالا، وسعر كيلوجرام "الموز" 6 ريالات وفي المباسط ب4 ريالات، وهكذا لبقية الفواكه الأخرى. وأبان علي العيسى - بائع في محل فواكه في الهفوف - أن سوق الفواكه والخضروات من الأسواق المفتوحة وللزبائن حرية الاختيار، موضحا أنه من الطبيعي ارتفاع الأسعار في المحال عنها في المباسط الشعبية، إذ إن باعة المحال يتكبدون سنويا سداد مبالغ مالية طائلة قيمة عقود إيجارات المحلات، والذي يتجاوز في أحيان كثيرة بلوغ سعر إيجار محل تقدر مساحته الإجمالية ب40 مترا مربعا ب20 ألف ريال سنويا، بجانب تكاليف الكهرباء والماء، في حين أن أصحاب المباسط المتنقلة لا يتكبدون تلك المصاريف. وأضاف أن معظم الباعة في المحال والمراكز التجارية يحرصون على توفير الفواكه والخضروات ذات الجودة العالية، والتي قد تكون مفقودة عند بعض الباعة في المباسط الشعبية. وقال حسن العمر - بائع في بسطة شعبية متنقلة في الهفوف -: إن للمراكز والمحال المغلقة زبائن وكذلك للمباسط المتنقلة والشعبية زبائن، والجميع يبيع ما لديه من بضاعة، فلكل زبون ما يفضله، مبينا أن ذلك يرجع لحرية ورغبة الزبون. وأشار إلى أن معظم المراكز والمحال المغلقة، توفر كمياتها من الفواكه والخضروات من المزارعين والباعة الجائلين، في إشارة منه إلى أن مستوى الجودة متساو في المنتج باعتبار أنه نفس المنتج. وذكر ناصر السلمان - زبون - أن هناك زبائن تفضل الشراء من المحال والمراكز التجارية بالرغم من زيادة السعر لعدة أسباب من بينها ضمان الجودة، واختيار أفضل للمنتج في المحل وقابلية استرجاع الفاسد منها، كما أنها تكون أقل عرضة للغش، بينما ذلك غير متوفر في المباسط المتنقلة، مبينا أنه يشتري المحاصيل الزراعية المحلية، كالباميا والكوسة والليمون الحساوي والتين والرطب وغيرها من محاصيل مزارع الأحساء، من المزارعين والباعة الجائلين باعتبارهم الموردين الأساسيين لتلك المحاصيل. وأشار سعيد الناصر - زبون - إلى أن ذهابه إلى سوق الخضروات والفواكه المركزي في الهفوف، مرتبط بكمية الفواكه المطلوب شراؤها، إذ إن المسافة بين منزله والسوق، تستغرق أكثر من 20 دقيقة، فكلما كانت المسافة كبيرة فتكون فرصة توجهه إلى السوق أكبر، لأنه سيوفر مبلغا مجزيا بسبب انخفاض الأسعار، مقارنة بالمحال والمراكز التجارية داخل الهفوف، لتصل إلى أكثر من 70 ريالا في حال شرائه فواكه بأكثر من 300 ريال. وأكد أن الشراء من السوق أنسب في الأسعار، وشراء محصول طازج يوميا، أو وصل للتو إلى السوق، وأن جميع الباعة في المحلات التجارية والباعة في المباسط الشعبية، يشترون بضائعهم من هذا السوق.