كشف المدير العام للمركز الوطني لمكافحة وأبحاث الجراد بجدة المهندس عدنان سليمان خان، أن مركزه سجل نحو 14 حالة تسمم في تيماء بمنطقة تبوك، كان العامل المشترك للمصابين يعود إلى أكل الجراد، مبينا أن حالات التسمم بالجراد ليست جديدة، فقد سبقتها حالات تسمم أخرى في التسعينات الميلادية في القصيم والباحة. وأكد المهندس خان ل"الوطن"، أن وزارة الصحة لم تثبت فعليا حتى الآن أن حالات التسمم التي تحدث سببها المبيدات الحشرية التي تستخدم لصد الجراد، لافتا إلى أن الذي يحدث هو غياب الضمير من قبل بعض باعة الجراد الذين كل همهم الربح المادي العالي دون التفكير في عواقب تلك التصرفات، إذ تصل أسعار الجراد إلى 3000 و4000 ريال ل"الخيشة الكبيرة". وبيّن أن مركزه لا يمكنه ضبط باعة الجراد، ولا يوجد قرار أو نظام يمنع بيعه أو مداولته، نافيا أن تكون هناك عقوبات لمن يبيع الجراد؛ لأنه لا يعد من المحرمات، مشيرا إلى وجود فرق استكشافية ورقابية تشرف على بعض المواقع التي يتوقع أن يصل إليها الجراد الصحراوي، إضافة إلى فرق المكافحة. ولفت المهندس خان إلى وجود 8 فرق استكشاف أرضية في منطقة تبوك وطائرتي استكشاف، إضافة إلى وجود فرقتي استكشاف وأربع فرق مكافحة في منطقة المدينةالمنورة، وتحديدا بالعلا وخيبر، إلى جانب مراكز وفرق على أهبة الاستعداد جاهزة في مناطق جدة والرياض والقصيم وغيرها، ولكن حتى الآن لم تسجل أي حالة تسمم في تلك المناطق. وأوضح أن هناك الكثير من المواطنين الذين يستخدمون الجراد، سواء بالبيع أو الأكل بعد طبخه بالماء الحار، متوقعين أن يذهب ذلك خطر المبيدات الحشرية، محذرا في الوقت نفسه من استخدام هذه الطريقة؛ لأن المبيد الحشري تزداد خطورته مع تسخينه بالماء، ويتحوّل مفعول مادته إلى أخطر وأفتك من ذي قبل. من جهة أخرى، ناشدت وزارة الزراعة أصحاب المناحل ورعاة الماشية بالابتعاد عن المواقع التي يوجد فيها "الجراد الصحراوي والدبا"، مشيرة إلى أن الوزارة ستقوم برش تلك المواقع بالمبيدات الكيميائية، للقضاء على آفة الجراد الصحراوي حفاظا على الثروة الزراعية، كما حذرت الوزارة المواطنين من أكل الجراد الذي يباع على هيئة جراد مطبوخ جاهز للأكل، وذلك لخطورته على الصحة العامة بعد رشه بالمبيدات.