قلل عدد من المختصين ومن المتعاملين في أسواق الزراعة من تأثيرات هجمة الجراد على طول منطقة ساحل البحر الأحمر ودول المنطقة على حصاد هذا الموسم وأسواق المملكة مقدرين أنها ستتراوح بين 10 و15%. وقال مدير عام مركز مكافحة وأبحاث الجراد المهندس عدنان خان إن أعمال المركز في مكافحة أسراب الجراد بدأت منذ 10 أيام، مشيرا إلى أن المناطق الزراعية في المملكة سالمة من الاضرار حتى الآن والمناطق المتضررة هي مناطق الرعي العشوائية التي لا يعول عليها اقتصاديا في العادة، مؤكدا جاهزية فرق المكافحة للتصدي لأسراب الجراد. واشار إلى وجود اهتمام كبير من قبل وزارة الزراعة على تأمين كافة المعدات والوسائل لمكافحة الجراد، موضحا استخدام أكثر من 40 طنا من المبيدات، فيما لا يزال هناك 25 طنا في المستودعات، مؤكدا على صدور تقرير كل 10 أيام يوضح عموم الوضع القائم ميدانيا. واضاف أن نتائج تواصلنا مع الجهات المختصة في الدول المجاورة لم تظهر ما يشير إلى تضرر كبير في محاصيلهم الزراعية. التصدير مستمر من جهته أكد رجل الأعمال سيف الله محمد شربيلي أن هجمات أسراب الجراد لم تطل المناطق الزراعية المستصلحة من قبلهم في مصر الواقعة على ضفاف النيل وأنها طالت المناطق الزراعية الموازية لسواحل البحر الأحمر في عموم الدول التي تحده، متوقعا أن يتراوح حجم الأضرار الناجمة عن الجراد في مزارع المملكة بين 10 و15% نتيجة ضخامة الاسراب وكثرتها. واضاف: بالنسبة للواردات الزراعية من مصر فأسواق المملكة تشهد حاليا حالة إغراق من تلك الواردات نظرا لأن غالبية المحاصيل وخصوصا الحمضيات منها متوقف تصديرها إلى أوروبا وتصدر حاليا بكثافة غير طبيعية إلى أسواق المملكة. ويشير آخر التقارير الصادرة عن مركز مكافحة وأبحاث الجراد الذي تسلمت "الرياض" نسخة منه الى استمرار أعمال المكافحة ضد أسراب الجراد وبقع الدبا في مواقع الإصابة في محافظات بدر ورابغ والليث بالإضافة إلى مكافحة الأسراب التي وصلت إلى محافظات أملج والوجه، ولا زالت عمليات التكاثر مستمرة حيث تمكنت بقايا الجراد من انتاج جيل ثان لكن بمساحات صغيرة وكميات قليلة جداً انحسرت في المواقع المهيأة بيئياً من حيث توفر الغطاء النباتي الجديد والرطوبة المناسبة. وبلغ عدد الأسراب التي وصلت خلال هذه الفترة سربين مساحتها الإجمالية 1100 هكتار موزعة على محافظات الوجه وأملج، ليصبح عدد الأسراب التي وصلت للمملكة 23 سرباً، تتراوح بين 5 و40 كلم2. ونتيجة لتكثيف أعمال الاستكشاف والمراقبة لحصر مواقع الإصابة وتوجيه فرق المكافحة لها تم رصد أسراب الجراد منذ دخولها للمملكة ومتابعتها حتى تستقر ومن ثم مكافحتها، ولا زالت أعمال المكافحة ضد حوريات الجراد في محافظة رابغ مستمرة، فيما لم تشاهد في محافظة ينبع. الاستكشاف والمراقبة وتواصل أعمال الاستكشاف والمراقبة والمتابعة مستمرة منذ بداية موسم التكاثر وكثف العمل بعد التحذيرات التي تلقاها المركز من المنظمة وهيئة مكافحة الجراد ومن الدول المجاورة بوجود نشاط لأسراب وجماعات للجراد في الدول المجاورة، بهدف حصر المواقع المصابة على امتداد ساحل البحر الأحمر والمناطق الأخرى المهيأة بيئياً للتكاثر والمتوقع إصابتها خاصة بعد هطول أمطار من متوسطة إلى غزيرة على بعض تلك المواقع. وسيتم خلال الفترة القادمة تطبيق خطة المكافحة للموسم الربيعي بمناطق التكاثر الربيعي في وسط وشمال وشمال غرب المملكة. وكانت نتائج عمليات الاستكشاف خلال هذه الفترة أظهرت بقع من الدبا في مواقع الإصابة التي تعرضت لغزو أسراب في بداية شهر فبراير وجاري مكافحتها وظهور ومشاهدة أسراب وتجمعات من الجراد في حالة تزاوج ووضع بيض في محافظات بدر وأملج والوجه، بالإضافة لبعض البقايا من الأسراب التي تمت مكافحتها في الفترة السابقة مجتمعة على بعض المزارع في مستورة وبدر وتجمعات صغيرة من الجراد حديث الإنسلاخ ذات مظهر تجمعي في عدة مواقع بمحافظة الليث وكذلك الحبات الانفرادية المظهر التي شوهدت جنوب وشرق محافظة القنفذة لا زالت على حالتها السابقة ولم تشكل خطورة حتى الان، ولا زالت المنطقة تحت المراقبة. التوقعات بالخطر بناء على ما تضمنته التقارير عن استمرار أعمال المكافحة في شرق أفريقيا، وحسب التقارير الواردة من المنظمة والتقرير الوارد من مركز مكافحة الجراد بالسودان، هناك تحرك لأسراب كبيرة من الجراد الصحراوي في البحر الأحمر شرق السودان وجنوب شرق مصر، وبناء على قصور في أعمال المكافحة في هاتين الدولتين وحاجتهما الماسة للدعم الفوري لحماية منتجاتهم الزراعية والدول المجاورة من غزو الجراد، لذا فإن التهديد باستمرار غزو أسراب الجراد خلال الفترة القادمة لا يزال قائماً ويوجب توخي الحذر ومتابعة الاستكشاف والمراقبة لكافة مناطق التكاثر، حيث من المتوقع استمرار تحرك أسراب الجراد من شرق أفريقيا خلال شهر مارس الحالي. ومع ارتفاع درجات الحرارة في نهاية الموسم الشتوي التي تزامنت مع هذه الفترة تأكدت الاحتمالات بوصول أسراب من الجراد لمواقع التكاثر الربيعي في مناطق تبوك والجوف والقصيم والمدينة المنورة وحائل وغرب منطقة الرياض.