أكد مدير عام المركز الوطني لمكافحة وأبحاث الجراد المهندس عدنان بن سليمان خان، أن وزارة الزراعة والصحة والبلدية تقوم بدورها كاملاً في توعية الجمهور حيال أكل الجراد، ومدى خطورته بعد تعرضه للمبيدات الحشرية، إلا أن هناك تجاهلا لتلك الحملات، وازداد الإقبال على أكله. وأرجع ذلك إلى وجود معتقدات بأن للجراد فوائد صحية لعلاج بعض الأمراض المزمنة مثل السكري، إضافة للقناعة الخاطئة لدى الكثير من الناس بأن الجراد إذا طبخ تزول خطورة المبيدات التي عليه، مضيفاً أن المبيدات مركبات كيميائية تتكسر بتعرضها للحرارة، وقد تصبح أشد خطراً وأكثر سمية من المبيد بحالته العادية. وأشار خان إلى أن المركز الوطني لمكافحة وأبحاث الجراد التابع لوزارة الزراعة يتجه خلال الفترة المقبلة إلى إعداد مقترح لتطبيق دراسة بحثية بالتعاون مع إحدى الجهات العلمية لتطبيق المكافحة البيولوجية باستخدام الفطريات الممرضة للجراد تحت الظروف البيئية للمملكة، في خطوة تهدف للاستغناء عن المبيدات الضارة بالبيئة، بعد أن تزايد الإقبال على أكله في الآونة الأخيرة من قبل المواطنين والمقيمين، وشكل خطورة على حياتهم. وأوضح المهندس خان، ل "الوطن" أن التجارب والأبحاث في مجال المكافحة الحيوية لا تزال قيد البحث، خاصة فيما يخص الأعداء الحيوية الطبيعية مثل الحشرات التي تتطفل على الجراد، إلا أن هناك فطريات ممرضة متخصصة جداً للجراد دخلت طور الإنتاج والاستخدام (مركبات جاهزة) تم استخدامها في العديد من الدول، ومازالت هناك مخاوف من الآثار الجانبية لهذه الفطريات وتأثيراتها على البيئة في دول أخرى. وكشف عن انتهاء عمليات استكشاف ومكافحة الجراد بمنطقة المدينةالمنورة بنهاية شهر أبريل الماضي، والعمل مستمر حالياً على تطهير بعض المواقع التي تتجمع بها بقايا الجراد بمناطق المملكة الأخرى التي تحتوي على مزارع مروية، ومن المتوقع خلو مواقع الإصابة من الجراد بنهاية مايو 2011م . وأكد المهندس خان أنه مع بداية موسم التكاثر الشتوي للجراد تعرضت بعض المواقع في محافظتي بدر وينبع لغزو أسراب من الجراد القادم من شرق أفريقيا، حيث تمكنت تلك الأسراب من التكاثر بتلك المواقع التي كانت مهيأة للتكاثر بعد هطول الأمطار عليها ونمو الغطاء النباتي، مشيراً إلى أنه منذ بداية الغزو بدأت فرق المكافحة بالعمل في مكافحة أسراب الجراد وبقع الدبا (الحوريات) بعد فقس البيض الذي تمكنت الأسراب من وضعه في الأرض، وبدأ العمل في المكافحة بأربع فرق أرضية في ينبع وبدر، مؤكداً أن نتائج الاستكشاف أظهرت فيما بعد وجود بقع دبا في مواقع أخرى، مما استدعى زيادة فرق المكافحة. وعن أعداد الفرق المكلفة لمكافحة الجراد بالمدينة، ذكر المهندس خان أنها تختلف على حسب حالة الإصابة، وتراوحت بين 4 إلى 8 فرق من الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة المدينةالمنورة وفرع الزراعة بمحافظة بدر وفرع الزراعة بمحافظة ينبع. وأشار إلى أن دور المركز هو التوجيه والإشراف على فرق الاستكشاف والمكافحة المكلفة من الإدارات العامة لشؤون الزراعة والمديريات والفروع الزراعية بمناطق ومواقع الإصابة بالجراد، حيث كلف المركز أحد الأخصائيين أو الفنيين المتخصصين للإشراف على أعمال الاستكشاف والمكافحة بالمنطقة المصابة، مضيفاً أن عمل المشرف هو التنسيق مع الأخصائيين والفنيين في فرق المكافحة لوضع خطة العمل، إضافة إلى توجيه وتوزيع الفرق لمواقع الإصابة وتدريب الفرق ميدانياً إذا لزم الأمر على وسائل الاستكشاف وأجهزة المكافحة وجمع المعلومات.