تسبب تداخل أداء وزارتين في ازدواجية العمل في المراكز المتخصصة لذوي الإعاقة بجميع أنواعها في الشرقية، مما أوجد إرباكا في الخدمات المقدمة لأكثر من 50 ألف معاق بالمنطقة. وطالب مختصون في المنطقة الشرقية بفصل مهام الوزارتين وضم المراكز المتخصصة إلى وزارة واحدة، حيث أجمعت الآراء على أن وزارتي الشؤن الاجتماعية والتربية والتعليم تعملان في الدعم والإشراف على ذوي الإعاقة، إلا أن الأخيرة كان دورها بسيطا ولا يتعدى الإشراف والمتابعة، في حين تقدم "الشؤون الاجتماعية" الإعانات المادية والعينية لتلك المراكز. وبين مدير عام الجمعية الخيرية لرعاية الأطفال المعاقين بالمنطقة الشرقية عبدالله المغامس في تصريح إلى"الوطن" أن وزارة التربية مختصة بالصم والبكم والمكفوفين بمعاهد خاصة. ورأى المغامس أن تبقى وزارة التربية في التعليم العام، في حين تبقى التربية الخاصة والإعاقات الذهنية والسمعية والبصرية بمسار يتبع لوزارة الشؤون، مشيرا إلى وجود ازدواجية في العمل بين الوزارتين؛ حيث تدعم الشؤون ذوي الإعاقة بالعينيات والمادة رغم أنها محملة بالعديد من المهام الكبيرة. وطالب المغامس بإيجاد كيان مستقل للإعاقة يتبع لهيئة منفردة بعيدا عن الوزارتين وترعاه الحكومة، بحيث تكون الهيئة منسقة بين الجمعيات نظرا للانتشار السكاني والجمعيات. وفي سياق متصل، أوضحت مدير مركز الرعاية النهارية سنثيا كردي ل"الوطن" أن صفوف الدمج تتبع للتعليم العام لوزارة التربية بينما ذوو الإعاقة تتبع للشؤون الاجتماعية. وطالبت كردي بفتح مراكز حكومية تخدم الأطفال ذوي الإعاقة تتبع لوزارة التربية والتعليم تحت إشراف مشرفين متخصصين في التربية الخاصة، وتتبع لبرامج عالمية لذوي الإعاقة مع اتباع المقاييس والتقييم لكل طفل ووضع خطط فردية لهم. وأكدت كردي أن مركز الرعاية النهارية بالخبر يضم 30 طفلا لمتلازمة داون بشكل يومي. وفي ذات الصدد، قال نائب المدير العام والمدير التنفيذي لمجمع شموع الأمل، موسى ياسين ل"الوطن" إن عدد المستفيدين الاستيعابي 450 طالبا وطالبة لإعاقات متعددة وأعمار متفاوتة من سنتين إلى سن 35 عاما، وعدد أطفال التوحد "متلازمة داون" 130 طالبا وطالبة. وأضاف أن المركز يشرف عليه وزارتا التربية والتعليم والشؤون الاجتماعية؛ حيث يضم إعاقات بسيطة تشرف عليها وزارة التربية من خلال برامج التربية ومناهجها، وأخرى شديدة مثل متلازمة داون والتوحد وتتبع للشؤون الاجتماعية. ونفى ياسين وجود مقارنة بين عمل الوزارتين، مضيفا أن الشؤون أكثر تفاعلا في أمور الدعم والإعانة في حين أن التربية دعمها بسيط جدا ولا يذكر، لافتا إلى أن عدد المعاقين في الشرقية يصل إلى نحو 50 ألفا.