قال وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي اليوم الإثنين إن من المرجح أن يزيد الطلب الخارجي على الخام السعودي في الأشهر القليلة المقبلة في علامة على أن أكبر بلد مصدر في النفط في العالم يتوقع انتعاشا في آسيا أكبر سوق لصادراته. كانت أرامكو السعودية قد خفضت الإنتاج بشدة في الربع الأخير من العام الماضي بسبب ضعف النمو الاقتصادي في الخارج وتراجع الاستهلاك جراء طقس أكثر برودة من المعتاد في المملكة. وأبقت المملكة على الإنتاج دون تغيير عند حوالي 9.05 إلى 9.15 مليون برميل يوميا في يناير وفبراير لكن مصادر بالصناعة قالت في فبراير إن الصادرات قد تنتعش في الربع الثاني بفعل نمو الطلب في آسيا. وأكد النعيمي على هامش مؤتمر في الدوحة اليوم أنه يتوقع ارتفاع الطلب الخارجي على الخام السعودي في الأشهر المقبلة لكنه قال إن حجم تلك الزيادة لم يتضح بعد. وانتعش نشاط المصانع الصينية في مارس مما ينبئ بتحسن اقتصادي قوي بما يكفي لاجتياز أي مخاطر قد تنشأ عن تباين أداء الصادرات حسبما أظهرت نتائج مسوح صدرت اليوم. واستوردت الصين 1.08 مليون برميل يوميا من الخام السعودي في 2012 بزيادة 7.24 % عن 2011 وتتوقع شركة سي.ان.بي.سي التي تديرها الحكومة الصينية ارتفاع صافي الواردات مجددا هذا العام. وكانت السعودية - أكبر منتج في أوبك والوحيدة التي تملك طاقة إنتاجية كبيرة غير مستغلة - قد خفضت إنتاجها نحو 700 ألف برميل يوميا على مدى الشهرين الأخيرين من 2012 مما ساعد أسعار الخام على الارتفاع في الفترة من أوائل ديسمبر إلى منتصف فبراير. ومع استمرار مشاكل ديون أوروبا وزيادة اعتماد الولاياتالمتحدة على إنتاجها النفطي كان الطلب الآسيوي هو المحرك الرئيسي لصادرات النفط من المنتجين في دول مجلس التعاون الخليجي على مدى العقد الماضي. واشترت الدول الآسيوية في 2011 ما يزيد على 3 أمثال مشتريات أمريكا الشمالية من الخام السعودي وخمسة أمثال مشتريات أوروبا بحسب بيانات سعودية حكومية. ومن المرجح أن يتجه مزيد من الخام السعودي شرقا نظرا للزيادة السكانية السريعة في آسيا وازدهار الطبقة الوسطى في الصين على وجه الخصوص وتضاؤل الطلب على استيراد النفط في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وقال النعيمي في مركز بروكنجز في الدوحة إن إمدادات الطاقة من دول مجلس التعاون الخليجي دعمت النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وأوروبا لعقود وأحدث الأثر ذاته في آسيا حيث ساهمت في زيادة النمو والازدهار. وأضاف أن الطلب الآسيوي على إمدادات الطاقة من دول مجلس التعاون الخليجي ساهم في صعود الناتج المحلي الإجمالي لتلك الدول إلى مستويات تاريخية مرتفعة وأن النمو الاقتصادي مازال قويا مشيرا إلى النمو السكاني كمحرك قوي للطلب في المستقبل. وقلل منتجو النفط في منظمة أوبك من الخطر المحتمل لزيادة إنتاج النفط الصخري في أمريكا الشمالية في الأعوام القليلة الماضية مشيرين إلى أن طرح مزيد من الامدادات سيكون عاملا جيدا لاستقرار الأسعار. ورحب النعيمي بجميع مصادر الطاقة الجديدة في السوق وقال إنه لا أحد يخشى من إمدادات جديدة في ضوء تزايد الطلب العالمي.