"غيلمي ..غيلمي ..غيلمي"، كلمات بهرت زوار مهرجان الساحل الشرقي في البداية، قبل أن ينتهي المشهد بتفاعل كبير واستيعاب لتلك الكلمات وما تلاها من الفرقة الشعبية المؤدية لأوبريت "دشة الغوص". بهذه الجمل والعبارات اختتم أوبريت "دشة الغوص" مهرجان الساحل الشرقي في الواجهة البحرية بالدمام أول من أمس، بعد أسبوع من الفعاليات التي استعادت ثقافة المنطقة عبر أحد أهم جوانبها التراثية المتمثلة في رحلات البحث عن اللؤلؤ. وكلمة "غيلمي" يطلقها البحارة لزملائهم وتعني رفع الشراع الثاني الأصغر من الشراع الرئيسي الكبير للسفينة، من أجل زيادة سرعة السفينة، وهي إحدى تفاصيل حياة الغوص قديما، والتي جسدت خلال الأيام الماضية ضمن مهرجان الساحل الشرقي، مستقطبة مئات الآلاف من الجمهور، ضمن أوبريت دشة الغوص. مؤلف الأوبريت الفنان راشد الورثان قال ل"الوطن": الأوبريت يقدم لمحة وزاوية من تاريخ المنطقة بعراقتها وخصوصيتها، لقد كان النوخذة هو من يحدد يوم الدشة خلال مناسبة يجمع فيها البحارة ويطلب من المجدمي رئيس البحارة والنائب متابعة تجهيز المركب أو السفينة من كل شيء، مثل الحبال والمسامير، وتفقد الشراع والمحمل كامل، وتجهيز المونة من أكياس عيش وتمر ودبس، وماء للشرب والطبخ، ويوم الدشة ومن الصبح بعد صلاة الفجر يحضر المجدمي كأول شخص يتفقد المركب ويرفع العلم. ويضيف الورثان: كان الغوص المصدر الوحيد للرزق في ذاك الوقت، ومن بعد سنة الطبعة توقف كثير من النواخذة والغواصة عن دخول البحر، بسبب تبعات الغرق الذي أصاب غالبية السفن آنذاك، وما صحبه من خوف الأهالي عليهم، وهي ذكريات ما زالت محفورة في أذهان من عاصر تلك الفترة. ويختم الورثان حديثه قائلا: الدشة أو رحلة الصيد تستغرق من من 3 إلى 4 شهور في البحر، أيام لجمع المحار من عمق البحر ثم يتوقفون عن الغوص بعد ذلك، وتبدأ أيام الفلاق والتي تعني فتح المحار بحثا عن اللؤلؤ.