أكد خبراء ومحللون سياسيون مصريون، أن المظاهرات التي تنظمها جبهة الإنقاذ اليوم أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة، تحت شعار "ما بنتهددش" للاعتراض على قرار النائب العام بضبط وإحضار عدد من الناشطين على خلفية اتهامهم بالتحريض على أحداث العنف التي شهدتها مليونية "رد الكرامة" بالمقطم، ستزيد المشهد المصري ارتباكا. وقال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية جمال عبدالجواد: "حشد المعارضة لمظاهرات مجددا ينذر بحالة من التدهور للمشهد السياسي؛ لأنها دلالة واضحة على اتساع الفجوة بين النظام والمعارضة، ووصول رسالة للأخيرة مفادها أن تقييدكم سيكون بالقانون". ومن جهته قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي ل"الوطن"، إن "الرئيس محمد مرسي قام بتوجيه رسائل حادة، مفادها دعوة مباشرة للأجهزة المعنية بالتعامل مع هذه الملفات، والتصدي لمن يراهم مثيرين للقلاقل، لذلك فالوضع السياسي لن يشهد تصعيدا من جانب النظام؛ لأن المناخ العام محتقن ولا يسمح بالمجازفة، والوضع سيبقى على ما هو عليه خلال الفترة المقبلة، ما لم يتفق الطرفان على تشكيل حكومة جديدة بمهام محددة والاتفاق على شخصية تتولى رئاستها". وبدوره قال القيادي بجبهة الإنقاذ عزازي علي عزازي، في تصريحات إلى"الوطن" أمس: "التظاهرات ستأتي تنديدا بقرارات النائب العام المستشار طلعت عبدالله بضبط وإحضار الناشطين، فضلا عن عواقب ما ورد في خطابات مرسي الأخيرة وتهديده بسجن المعارضين، والتقليل من شأنهم، مما يعني أن القرارات التي أصدرها النائب العام مؤخرا هي ترجمة لهذه التهديدات، وتنفيذ للأجندة الإخوانية للسيطرة على مفاصل الدولة". بالمقابل قال الأمين العام لحزب الحرية والعدالة حسين إبراهيم: "الشعب لن يتفاعل مع من يهللون ويتظاهرون للمطالبة بعودة النائب العام السابق عبدالمجيد محمود إلى منصبه، خاصة وأنه كان أحد رموز عصر مبارك، وكانت إقالته من أبرز مطالب الثورة". إلى ذلك، اتهم المعتصمون بميدان التحرير القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي ووزارة الداخلية بالدفع بمجموعة من البلطجية إلى الميدان لمحاولة فضه وإخلائه من المعتصمين، وإشعال النيران في الخيام، وذلك بعد اقتحام مجهولين للميدان فجر أمس وإشعالهم النيران في الخيام المنصوبة في محيطه، لكن من جانبه نفى البلتاجي هذه الاتهامات. وفي سياق منفصل، أكد أسقف مطرانية شبرا الخيمة الأنبا مرقس، أن القرار الذي اتخذه البابا الراحل شنودة بمنع المسيحيين من السفر إلى القدس للصلاة في كنيسة القيامة لحين حل القضية الفلسطينية ما زال ساريا. وقال: "البابا تواضروس الثاني أعطى الفرصة للأساقفة لدراسة الحالات التي تطلب السفر، وأنه قد يوجد حالات استثنائية لظروف خاصة مثل كبار السن والمرضى. وكان نحو 73 مسيحيا مصريا قد غادروا القاهرة أمس لزيارة الأراضي المحتلة هناك والصلاة في كنيسة القيامة.