بدأت مفاوضات غير مسبوقة بين الحكومة التايلاندية والجبهة الوطنية الثورية، إحدى المنظمات المسلحة التي تنشط في جنوب تايلاند المسلم، في العاصمة الماليزية بهدف الحد من عدد الضحايا المدنيين في نزاع مستمر منذ 9 سنوات وأوقع أكثر من 5500 قتيل. وفي مؤشر إلى هشاشة عملية السلام، استهدف اعتداء بقنبلة أمس دورية أمنية موقعا ثلاثة قتلى من القوات شبه العسكرية في إقليم "ناراثيوات" الجنوبي قبيل بدء المفاوضات. وقال نائب رئيس الوزراء التايلاندي شاليرم يوبامرونج، في بانكوك: "إن أعمال العنف هذه مرتبطة بالمحادثات في ماليزيا"، مشيرا إلى أن بعض المتمردين لا ينظرون بعين الرضا إلى بدء المفاوضات. وهذه المحادثات هي الأولى التي تجري في العلن بين المتمردين الجنوبيين والسلطات التايلاندية. وتشكل فرصة غير مسبوقة برأي بانكوك لتسوية نزاع غرقت فيه الحكومات التي تعاقبت على البلاد. وقال رئيس مجلس الأمن الوطني التايلاندي بارادورن باتاناتابوت، الذي يشارك في المفاوضات: "إن الهدف الرئيس هو الحد من أعمال العنف". وحذر من أن المفاوضات التي لن تستمر سوى يوم واحد في هذه المرحلة الأولية، ستستغرق وقتا طويلا، مشيرا إلى أن المطلوب حاليا إحلال "ثقة متبادلة وعلاقات جيدة" مع المتمردين. وعبر بارادورن أيضا عن أمله في أن تتمكن الجبهة الوطنية الثورية "بصفتها أكبر مجموعة وتتمتع بأكبر نفوذ في التمرد من نقل الرسالة إلى مقاتليها"، مضيفا: "عندئذ سنستطيع رؤية نتيجة ملموسة".