أكد مساعد مدرب فريق الهلال الكروي الأول، الوطني عبداللطيف الحسيني، أنه لم يفرض على مدرب المنتخب السعودي السابق الهولندي فرانك ريكارد، ضم أي لاعب أثناء مدة عمله مع "الأخضر"، وفي وقت كشف فيه عن أسباب ابتعاده عن الجهاز الفني للمنتخب السعودي وعودته للهلال، شدد على أن دوره معه كان يختص بمتابعة اللاعبين مع أنديتهم، ومدى جاهزيتهم بدنيا، وعدّ الحسيني في حواره مع "الوطن" أن وجود أربعة محترفين أجانب مع الأندية السعودية قضى على مواهب محلية كثيرة، وأثر على المنتخبات، مرتكزا على إنجازات المنتخبات والأندية الخارجية سابقا عندما كان وجودهم محدودا، وطالب مسؤولي الرياضة السعودية بفتح المجال للمدرب الوطني بشكل أكبر؛ حتى تعود الرياضة السعودية إلى سابق عهدها. ما الأمور التي أجبرتك على ترك المنتخب السعودي الأول؟ انتهى عقدي مع المنتخب في يونيو الماضي، وكانت هناك وعود بتجديده من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم، ووافقت على هذا الأمر بيد أنني أوضحت للمسؤولين عن نيتي المغادرة في حال وصول عرض آخر، ولم يتم حسم موضوع التجديد.. منذ البداية كنت واضحا معهم في هذا الجانب. ومتى تقدم الهلاليون بعرضهم لك؟ بعد حل الجهاز الفني بقيادة ريكارد عقب دورة الخليج، وكان عرضا رسميا وجادا من قبلهم. هل تعتقد أن العمل مع الأندية أفضل منه في المنتخبات؟ كلاهما يصب في مصلحة واحدة وهي خدمة الوطن.. بصفة عامة العمل في المنتخبات أكثر راحة فالتجمعات تتم بين مدة وأخرى بعكس الأندية، إذ يتطلب منك عملا مضاعفا بجانب الضغوط الجماهيرية، خاصة عندما تعمل في ناد بحجم الهلال مطالب دائما من قبل جماهيره بتحقيق الألقاب. كيف تقيم العمل الفني الحالي بالهلال؟ من غير المنطقي أن أمتدح عملنا في الجهاز الفني بقيادة الكرواتي زلاتكو.. لكنه امتداد للعمل الذي سبقنا، وعندما أوكلت لنا المهمة كان الفريق ينافس في الدوري وأمامه نهائي كأس ولي العهد، وعملنا كجهاز فني بشكل مميز وحققنا البطولة، وتدريجيا بات الفريق يقدم مستويات إيجابية، ونطمح أن يرتفع الأداء أكثر ونحقق ما يبهج كل محب للهلال. لنتحدث عن عوامل تراجع أداء عدد كبير من اللاعبين السعوديين؟ الأسباب الحقيقية خلف هذا التذبذب تنطلق من المراحل السنية وطريقة إعداد اللاعب منذ الصغر، في السابق كانت الأندية تعمل على الإنتاجية وإظهار جيل جيد، وتستقطب أسماء كبيرة للاشراف على الفئات السنية، مثل بروشتش وكونجالا وكاسترو، ما يحدث الآن أن الأندية خاصة الجماهيرية منها، باتت تعتمد على استقطاب اللاعب الجاهز، بجانب أن رئيس كل ناد يريد تحقيق بطولات ليضع اسمه في قائمة ناديه الذهبية، وهذا من حقه بالطبع، إلا أن المعضلة تبقى في البحث عن النتائج أكثر من العمل للمستقبل. أيضا اللاعب سابقا كان موظفا أو طالبا وهذا يحتم عليه الاستيقاظ مبكرا وتناول وجبتي الإفطار ثم الغذاء والتوجه عصرا للتدريب بطاقة عالية، الآن وفي عصر الاحتراف معظم اللاعبين يكتفون بوجبة خفيفة لا تكفي لتوفير أي طاقة تساعدهم على أداء التدريبات، بل وتعرضهم لخطر الإصابة، هناك أيضا كثرة المسابقات، وبالذات الأندية الكبيرة المنافسة محليا وخارجيا، إذ يتشتت اللاعب بين مباريات تلك الاستحقاقات، مما يسبب تعبا ذهنيا وجهدا بدنيا على اللاعب، وهذا كفيل بتراجع مستواه. يجهل كثير من اللاعبين خطورة المنشطات، هل تقدمون لهم النصائح في هذا الشأن؟ بالنسبة للجهاز الطبي بنادي الهلال يشرف عليه طبيب كبير سبق وأن عمل مع منتخبات أوروبية كبرى ومنها فرنسا، وهو يقدم النصائح للاعبين في هذا الشأن ودائما ما يحاول تثقيفهم. هل تتواصلون مع اللاعبين وتتابعونهم بعيدا عن النادي؟ ليس من حق أي مدرب متابعة اللاعب لسوء نية، ولكن من حقي كمدرب إجراء فحوصات عليه، مثل قياس نبضات القلب، وهذه تبين إذا ما كان اللاعب مجهدا، خاصة بعد العودة من إجازة راحة بعد عناء سفر ومباريات متتالية.. النادي مسؤول عن اللاعب، وإن كانت مدة التدريبات ساعتين صباحا ومثلهما مساء فهو مسؤول عن نفسه في العشرين ساعة الأخرى. لماذا قبلت البقاء مع المنتخب قبل مواجهة الصين رغم عدم تجديد عقدك واتفاقك مع الهلال؟ طالبت بتوقيع عقد معي وطالبوني بالانتظار إلى ما بعد مباراة إندونيسيا وهو ما رفضته، خاصة في ظل تضارب الأقوال حول بقاء أو رحيل المدرب الحالي الإسباني لوبيز كارو، وكان من غير الممكن أن أستمر على "كلام"، ولديّ عروض جدية. ما أسباب تراجع المنتخبات السعودية؟ عمل المنتخبات هو نتاج أندية، وعندما غابت أنديتنا عن الألقاب القارية، فقدت منتخباتنا حضورها المعروف.. الأندية تجلب اللاعبين الأجانب لتحقيق تلك البطولات ولا تنجح، فكيف يستطيع المنتخب تحقيق بطولات بلاعبين محليين أيضا؟ عموما، مشكلة دوري أبطال آسيا تكمن في موعد دور المجموعات الذي يأتي في نهاية الدوري، خاصة أن اللاعبين مجهدون بعد موسم طويل، وعندما تحل مواعيد الأدوار النهائية نكون في بداية الموسم، واللاعبون لم يصلوا لجاهزية كاملة. اتهمت سابقا أنك تفرض على مدرب المنتخب السابق الهولندي ريكارد بعض اللاعبين؟ بعد مباراتنا الودية أمام الأرجنتين، قالوا إن ريكارد بدأ يتعرف على اللاعبين وعندما خسر المنتخب بعدها قالوا أن الحسيني هو من يختار!.. دوري مع ريكارد ليس اختيار اللاعبين، بل البحث مع الأندية عن جاهزية اللاعب المرشح من قبله من الناحية اللياقية. كيف ترى تكفل شركة "ركاء" برواتب المدربين الوطنيين ابتداء من الموسم المقبل؟ خطوة جيدة ذكرتني ب"السعودة"، لكنني أخشى أن تصطدم بشروط توفر شهادات الدكتوراه أو الماجستير وإجادة الإنجليزية!.. جميع الخبراء ممن حضروا إلى السعودية أكدوا أنه لا يمكن أن نتطور وليس لدينا مدربون وطنيون، وعلى اتحاد الكرة أن يفرض هذا الأمر على الأندية، والشهادات لا تصقل أو تطور المدرب، بل التجربة الميدانية. هل أثر وجود أربعه أجانب على بروز اللاعب السعودي؟ بالتأكيد أضر بلاعبينا، فالرقم يوازي ثلث الفريق.. في السابق كان يُسمح بأجنبيين اثنين فقط، وكانت الكرة السعودية تحقق البطولات على مستوى القارة، ثم أوقفنا جلبهم، وتأهل المنتخب السعودي لكل النهائيات، وبعدما سُمح بثلاثة تراجع حضورنا نسبيا قبل أن ينعدم تماما.. الاستعانة بأربعة عناصر قتل مواهب محلية، أمثال عيسى المحياني، الذي جاء للهلال وغيبه المهاجمون الأجانب، وهو يعيش نفس المشكلة مع الأهلي حاليا، وهو لاعب ممتاز فقد فرصة المشاركة مع الفريق وبالتالي المنتخب.. لا بد أن يكون هناك "دوري" بديل للمستوى الأول؛ كي لا نفقد مواهب مماثلة مستقبلا. كيف ترى حظوظ الهلال آسيويا؟ نتنافس في مجموعة قوية مع العين والاستقلال، وربما يدخل السباق أيضا الريان أو على الأقل يتحكم في مصير المتأهلين.. الفرص ما زالت متساوية وحظوظنا قوية في التأهل. هل المدرب زلاتكو قادر عى أخذ الهلال لمراحل متقدمة آسيويا؟ زلاتكو طموح جدا يملك الرغبة والإصرار، وسبق أن عاصرت مدربين يملكون رغبته وإصراره، ولا بد أن يصل يوما ما إلى ما يطمح إليه. هل استحق الفتح ما وصل إليه حتى الآن في دوري زين، أم استفاد من تراجع الأندية المنافسة؟ لا يمكن إنكار تصاعد أداء الفتح منذ ثلاث سنوات، ولديهم استقرار فني وإداري وكل موسم يكون أفضل من سابقه، والعنصر الأجنبي لديهم مؤثر.. انشغال الأهلي والهلال والشباب بتعدد البطولات، وتركيز الفتح على بطولة الدوري وضعه في الصدارة حتى الآن، وهم يستحقون ما وصلوا إليه.