ودعت جماهير الكرة السعودية مطلع الأسبوع الحالي دوري زين السعودي في نسخته الرابعة (إلا من 3 مباريات ستلعب نهاية الأسبوع) وتوج فريق الشباب بطلا للمسابقة بعد أن فرض وجوده على الساحة محققًا رقمًا قياسيًا في عدد النقاط التي حصدها، والانتصارات التي خرج بها من الدوري (دون خسارة)، بعد مشوار ماراثوني مع الأهلي الذي برز كقوة كروية هذا الموسم والذي اختفت فيه نجومية فرق كانت الحاضر الأكبر في السنوات الماضية مثل الاتحاد والهلال، فقد مهر التنافس بين الشباب والأهلي الدوري بالإثارة التي افتقدها سنوات، وسنوات بحيث اصبح اكثرها اثارة وندية. لكن ثمة أسئلة لدى الشارع الرياضي لعل أبرزها هل الدوري الأفضل فنياً، وهل قدمت الفرق وأجهزتها الفنية شيئا جديدا أضاف للدوري قيمة فنية، وهل برزت فيه مواهب يمكن لها حمل الراية في المستقبل، ما مدى رضا الناس عن أداء الحكام، وأخيرا ماسلبيات الدوري؟ إثارة بلا مستوى لقد أجمع كل النقاد على أن المستوى الفني للدوري والذي يعكس واقع الكرة السعودية كان متدنيا في هذا الموسم لأسباب كثيرة لعل أبرزها طريقة الإعداد التي سارت عليها الفرق رغم البداية المبكرة لها في الإعداد، وبالرغم من الصرف الهائل على الدوري الذي تجاوز المليار ريال على تعاقدات اللاعبين وحدهم حيث سجل الشباب الرقم القياسي في هذه التعاقدات لما يزيد على 140 مليون ريال، غير عقود الجهاز الفني بقيادة البلجيكي برودوم، والذي يصل إلى نحو 120 مليون ريال في عقد يستمر أربع سنوات. وكان برودوم، ومدرب الاهلي جاروليم، ومدرب الاتفاق برانكو، بالاضافة إلى مدربي الفتح فتحي الجبال، ومدرب الفيصلي زلاتكو هم أبرز مدربي الموسم، إلا أن أغلب الأندية سجلت إخفاقا كبيرا في اختيار اللاعبين الاجانب وحتى المدربين مما كلف خزائن هذه الاندية مبالغ باهظة جدا حيث جرى استبدال معظم اللاعبين الأجانب في الفترة الشتوية ( نصف الموسم) ، وقامت بعض الاندية باستبدال من 3 مدربي حتى الان. مواهب قليلة ومن المؤسف ان الموسم الكروي الذي يوشك على الانتهاء لم يقدم لنا الا النزر اليسير من المواهب الكروية ابرزهم سالم الدوسري، محمد القرني في الهلال، حمد الحمد في الاتفاق، محسن العيسي وعقيل بلغيث في الأهلي، خالد الغامدي في النصر والخضري في الاتحاد والذي يمكن ان يكون لهم وجود على خارطة المنتخب الوطني لكرة القدم في اطار مرحلة التجديدات التي سينتهجها المدرب فرانك ريكارد لاعداد منتخب 2018. معظم الأجانب مقالب أجمع النقاد على أن معظم اللاعبين الأجانب الذين أتوا إلى الأندية كانوا دون المستوى المطلوب، بل وحتى دون مستوى اللاعبين السعوديين، إذا ما استثنينا من 56 لاعباً اجنبياً كلاً من: ويندل وفرناندو وتفاريز في الشباب، فيتكور والحوسني كماتشو في الاهلي وهيرماش في الهلال، لازاروني في الاتفاق، بوقاش في النصر (حينما كان في القادسية)، عصام الراقي في الرائد، دايسلفا في هجر، دوريس سالمو في الفتح، جهاد الحسين في نجران . سلبيات الدوري في البداية يقول عبدالعزيز الدوسري رئيس نادي الاتفاق والذي يعد فريقه من أبرز وجوه الموسم قال إن جدول الدوري كان العائق الأكبر لهم ، والدليل ان فريقه لم ينل قسطا من الراحة لمدة أسبوع واحد وهناك فرق اخرى مثله في حين ان فرقا اخرى توقفت لاكثر من شهر ، وان التعديلات المستحدثة على جدول المباريات زاد من ربكة العمل في الدوري ، واقترح ادراج كأس خادم الحرمين الشريفين في وسط الدوري كما هو الحال لكأس ولي العهد. وبين عبدالعزيز الخالد - المسؤول عن النشاط الرياضي بكلية التربية بجامعة الملك سعود أن من ابرز سلبيات الدوري تواضع المستوى الفني للفرق، ومن اسبابه غياب احترافية اللاعب السعودي بالدرجة الأولى الذي لايزال يعامل ويتعامل بطريقة الهواة، وان اللاعبين لم يعلبوا الكرة الا في حدود 18 – 25 بالمائة من الوقت الاصلي، واستمرار الاخطاء الفردية للاعبين داخل الملعب والتكتيكية من قبل المدربين الذين لم يتركوا أي بصمة فنية على اداء الفرق وهذا من الأمور المسببة للملل وادى لغياب الجماهير عن الملاعب بعد ان اعتادت على مشاهدة مباريات راقية المستوى في الدوريات الأوروبية، كما لعب تراجع مستوى بعض الفرق الجماهيرية دورا في هذا الغياب محملا ادارات الاندية المسؤولية لانتهاجها العمل المؤقت من اجل احراز النتائج، مضيفا القول، كذلك تواضع مستوى اللاعبين الاجانب حتى ان البعض كان يجلس على دكة الاحتياط طوال الموسم، فضلا عن تواضع نتائج المنتخبات التي سببت احباطا للجماهير. ويقول جاسم الحربي - الناقد والمحلل الرياضي في قناة الكأس القطريه إن المشكلة الدائمة لدى لجنة المسابقات هي تأجيل المباريات، وتداخل البطولات مع بعضها البعض مما اربك الاندية التي وجدت في تغيير المدربين كل ما انهزم فريق طوق نجاة من الحساب وغضبة الجماهير، فكان المدربون هم كبش فداء، ويضيف أن من السلبيات أيضا الاستعانة بأكثر من لائحة في الموسم الواحد مما اوجد خللا في القرارات وبحث اللجان عن نص لكل حاله، مبينا ان الحكام الاجانب لم يكونوا احسن حالا من اللاعبين فلم يقدموا أي اضافة تذكر، وكان وجودهم مكلفا جدا لخزائن الأندية بما ارتكبوه من أخطاء بدائية لو حدثت من حكام سعوديين لعلقت لهم المشانق، وحرقت بيوتهم وسيارتهم، ولربما منعوهم التسوق واداء الصلوات، وبالتالي فإن الاعتماد على الحكم السعودي مطلب ملح، و(جحا أولى بلحم ثورة) كما يقول المثل العربي. مشيرا إلى أن عدم استقرار الجهاز الفني للمنتخب على رؤية فنية واحدة بشأن معسكرات المنتخب اوجد خللا في البرمجة.