"الزائر لسوق الأنعام "الجديد" الواقع غرب مدينة الهفوف التابعة للأحساء، يقدر عمره الزمني لعقود من الزمن، بالرغم من عدم تجاوز عمره الفعلي عن 5 سنوات فقط"، هذه العبارة، أجمع عليها مجموعة من الباعة والمستثمرين وبعض الزبائن خلال أحاديثهم إلى "الوطن"، مؤكدين أنهم استبشروا كثيرا بالانتقال إلى الموقع الجديد، إلا أن تلك البشرى لم تدم طويلا بالرغم من تأكيد الجهات المسؤولة عن السوق بالعمل على تحويله نموذجا ناجحا كموقع لبيع الأنعام. وأشار عبدالله الحربي "بائع" إلى أن السوق يعاني من فوضى عارمة، وبحاجة إلى التفاتة كبيرة من المسؤولين في أمانة الأحساء، والمتعهد باستثمار السوق، مؤكدا انعدام النظافة والرقابة الصحية في جميع أرجاء السوق، وأن النفايات والمواشي النافقة، هي السمة الغالبة على جميع المواقع، وتبقى المواشي النافقة في مواقعها لمدد زمنية طويلة، متسببة في حدوث تلوث بيئي كبير، وانتشار للروائح الكريهة لمساحة واسعة من منطقة وجود الحيوان النافق، علاوة على أن تكون مراتع للحشرات والآفات المختلفة بما فيها الفئران والكلاب الضالة التي تشكل خطورة على المواشي وبالتالي خطورتها على الإنسان. وأضاف أن وضع السوق صعب في أيام الصيف والأوقات التي تشهد فيها ارتفاعا في نسبة الرطوبة، إذ يشعر الجميع بالروائح وتكاثر الحشرات، لافتا إلى تراكم النفايات والمخلفات في السوق لعدة أيام بشكل يؤدي إلى نفور الزبائن. وذكر عبدالرحمن المطيرى "بائع" أن هناك سيطرة كبيرة من العمالة المتخلفة، والمخالفة لأنظمة العمل، حتى إن السوق أصبح مأوى ومسكنا للكثير من الوافدين المخالفين للأنظمة، وللأسف يتحكمون في الأسعار، والسبب في ذلك غياب الجهات المختصة. وأبان حمود السبيعي "بائع" أن الحظائر العشوائية في تزايد مستمر بمعدل أسبوعي لعدم وجود رادع لأصحاب تلك الحظائر، وتعمل تلك الحظائر العشوائية على تشويه المنظر العام للسوق، مطالبين بزيادة أعداد العمالة في المسلخ، إذ إن إنجاز ذبح الذبيحة الواحدة يستغرق ساعة ونصف. وأكد عبدالله المري أن المدخل الوحيد للسوق، شهد حوادث سير مميتة، وهو بحاجة إلى تدخل عاجل لمعالجته هندسيا، فكثير من الحوادث وقعت بسبب دخول الكثير من الزبائن والباعة باتجاه "منعطف" السوق بشكل مفاجئ، مطالبا بزيادة الحراسات الأمنية في مواقع السوق المختلفة، وتوفير مجموعة من العيادات البيطرية المجهزة لتقديم الخدمات العلاجية للمواشي في السوق، واستكمال إنارة السوق وتوفير الطاقة الكهربائية الكافية لتشغيل السوق والحظائر النظامية. وأضاف ناصر العتيبي "بائع" أن جميع الباعة النظاميين في السوق يعيشون في حالة انزعاج مستمر من الباعة الجائلين، الذين لا يملكون حظائر نظامية، فحالات الغش والخداع في معظم مبيعاتهم من المواشي والمتمثلة في التلاعب بالأسعار وبيع الأنواع الرديئة على أنها أنواع ذات جودة عالية، وبعض المواشي المريضة والهزيلة، وبالرغم من تلك الممارسات، فهم يبيعون ماشيتهم على الطرقات دون أن يجدوا رادعا من الجهات الرقابية. بدورها، وضعت "الوطن"، ملاحظات الباعة والمستثمرين في السوق على طاولة نائب رئيس مجلس بلدي الأحساء ناهض الجبر، الذي أكد ل "الوطن" أن فريقا من أعضاء المجلس سيزور السوق الأسبوع المقبل؛ للوقوف على جميع الملاحظات تمهيدا لعقد اجتماع مع متعهد السوق لإلزامه بتنفيذ جميع بنود العقد وتلافي جميع الملاحظات والعمل على تحسين مواقع السوق.