أكملت الحكومة السودانية انسحابها من الحدود التي تفصلها عن جمهورية الجنوب، وقام وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين بتسليم الاتحاد الأفريقي خطاباً رسمياً أعلن فيه خلو المنطقة الواقعة جنوب خط الأول من يناير 1956 من أي قوات سودانية، وفقاً لاتفاقية الترتيبات الأمنية الذي تم توقيعه مؤخراً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وأكد حسين أن سحب القوات من تلك المنطقة المنزوعة السلاح يأتي في إطار الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي وأن بلاده تنوي تفعيل الآليات المتفق عليها بين البلدين. وقطع باستعداده لمناقشة كل الشواغل والمسائل الأمنية التي ربما يثيرها البلدان عبر الآلية السياسية والأمنية المشتركة، وكذلك إظهار المرونة الكافية لتنفيذ الاتفاقات الموقعة، وبناء الثقة بين البلدين. من جهتها رحَّبت الولاياتالمتحدة الأميركية بقرار الحكومة السودانية الدخول في مفاوضات مع الحركة الشعبية – قطاع الشمال بوساطة الاتحاد الأفريقي. وطالبت الجانبين عبر سفارتها في الخرطوم ببدء المفاوضات في أقرب وقت ممكن على ضوء الأولوية المعطاة بحسب قرارات مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي. كما دعت الطرفين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وعدم اتخاذ أي تصرف من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق أو تعيق التقدم نحو المحادثات خلال فترة ما قبل المفاوضات. وكانت الأممالمتحدة قد أعربت عن قلقها من انعدام الغذاء والصحة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في ولاية جنوب كردفان.