قال أحدهم، حصلت في الثانوية العامة على معدل 70% وحصلت في القدرات على 80%، لقد ساعدني القياس في دخول الجامعة، وقال آخر، حصلت في الثانوية العامة على 92% وحصلت في القدرات على 60% ولقد حرمني قياس من التخصص في القسم الذي كنت أحلم به في الجامعة. أما في "قياس" المعلمين قرأت في أحد المنتديات أن هناك خريجا من عام 1428 ينتظر التعيين، ولكن فشله في اختبار قياس المتكرر أخر تعيينه المنتظر! وآخر يقول، ساعدني "قياس" في التعيين.. وقال آخر، "قياس" نعمة وفرصة لا يحصل عليها إلا المستحق! وأوضح المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني في بيان سابق أنه تم اعتماد تطبيق اختبارات الكفايات للمعلمات الحاصلات على الدرجة الجامعية المتقدمات لشغل الوظائف التعليمية أسوة بالمعلمين، بدءا من العام الحالي للمتقدمات لوظائف العام الدراسي المقبل 1434/ 1435، وذلك بالتنسيق مع وزارة الخدمة المدنية والمركز الوطني للقياس والتقويم، وأحدث هذا الخبر استياء العديد من الخريجات الجامعيات في هذه المنظومة الاختبارية وكذلك خريجات كليات المعلمين في مسألة من المستحق في التوظيف؟ حيث أتاحت الوزارة فرصتين لكل متقدمة في السنة لجني النسبة المقبولة في الاختبار. تذبذبت الآراء في "قياس" وأغلب المواطنين يتذمرون منه بحجة أنه ضيع فرصا كبيرة عليهم، غير أن هناك صنفا آخر أعجب بهذه الاختبارات ويقولون بأنها عادلة لأنها تكشف عن المستويات العقلية لكل فرد يستحق أن يكون أو لا يكون. أرقام أصبحت تحدد المستقبل.. أرقام إما أن تجعلك في نعيم أو في جحيم.. أرقام أصبحت مقياسك وتفصيلك لما تبقى من حياتك! وفوق ذلك تحدد هذه الأرقام تخصصك ووظيفتك وراتبك ومستواك الاجتماعي، وأرى أن قياس فرصة لذوي النسب المتدنية لأنها تتيح لهم المجال في شق طريقهم للوظيفة أو الدراسة الجامعية خصوصا أن هناك فئة تمتلك ذكاء المعلومة ولا تمتلكها في المنهج الدراسي، والعكس من ذلك هناك المجتهدون في الدراسة ولكنهم قليلو الذكاء في التحصيل وجمع المعلومة، فقياس هنا كان فرصة أخيرة لمن فاته قطار التعيين أو القبول في الجامعة، هذا فيما يخص ذوي النسب المتدنية، وهذا الخيار ربما أفضل لهم من البطالة. وكذلك تمنيت لو أن "قياس" يكون متمحورا لذوي النسب المتدنية وسدا لذريعة المتفوقين، لأن أصحاب النسب العليا لا تستحق الاختبارات في القدرات والتحصيل لأنهم جنوها في دراستهم بتعب كما يجنى الثمر في فصل القطاف فالأحق لهم هو الإعفاء منه نهائيا حتى يستطيعوا مواصلة تعليمهم أو تعيينهم بنسبهم المتفوقة ولا يقطع لهم سبيلا فيها. ابتسم فرزقك مقسوم وقدرك محسوم وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم لأنها بين يدي الحي القيوم.