كشف معرض الرياض الدولي للكتاب عن دور جديد له في دورة "صناعة الكتاب"، حيث لم يعد مكانا لبيع الكتب فقط أو للتعريف بها وبأصحابها، بل أصبح ملتقى لعقد "صفقات الطباعة" للكتب الجديدة التي ما زالت مسودات ورقية أو في طور الإعداد. وأكد عدد من مسؤولي الدور أنهم تلقوا العديد من طلبات طباعة مؤلفات جديدة من الجنسين ومن مختلف الأعمار، حيث تنوعت هذه الطلبات بين الأدبية والتعليمية، وتمثل الروايات والمجموعات القصصية النسبة الأكبر. وقال القائمون على تلك الدور إنهم زودوا الطالبين بسبل الاتصال بهم لعرض محتويات كتبهم على لجان خاصة تابعة للدار وهي التي تختار ما يطبع منها من عدمه، فيما قال صاحب إحدى الدور إنه ناقش أحدهم عن كتابه الذي اكتشف فيما بعد أنه يحكي قصة حياته وأراد أن يطبعها على شكل "رواية". وفي الإطار نفسه عرض الداعية الكويتي الدكتور طارق السويدان (يملك دار نشر) في حوار قصير ل"الوطن" تجربته مع بعض الكتاب العرب قائلا (بعض الكتاب العرب وخصوصا بعض الشباب لا يعرفون فن أو قواعد التأليف التي تختلف من كتاب إلى آخر، كذلك فإن أساتذة الجامعات اعتادوا على الكتابة بطريقة البحث العلمي وهي لا تناسب التأليف الجماهيري). لكن السويدان يرى أن مستوى الوعي القرائي زاد عربيا عن السابق، وقال: حينما يكون الإقبال على معارض الكتب بهذه الكثافة فذلك دليل على زيادة الوعي بسبب نمو معدلات التعليم وتقلص الأمية، وتنامي الاهتمام بالثقافة والفكر بين الشباب مما جعل الكثير منهم يتوجه للتأليف. وعن تجربته في طباعة الكتب من خلال دار نشره، ذكر السويدان أنه يتلقى يوميا من كتاب إلى كتابين للنشر وهو ما لم يكن موجودا في السنوات الماضية.