انتهى الطب الشرعي من تشريح جثماني المتوفيين في حادث إطلاق الرصاص، الذي وقع الاثنين الماضي بشقة في حي الجامعة بجدة. وقالت مصادر ل"الوطن"، إن هيئة التحقيق والادعاء العام، تواصل التحقيق في ملابسات وقوع الحادث، الذي أودى بحياة امرأة في ال65 من عمرها قتلا على يد زوج ابنتها الخمسيني، الذي تعمد إشعال النار في الشقة، وإطلاق رصاصة على رأسه أردته قتيلا. وأوضح مدير مركز الطب الشرعي والوفيات بجدة، الدكتور طلال إكرام، أنه تم الانتهاء من تشريح جثة والدة "الزوجة"، وجار تسليم الجثمان لذوي القتيلة بعد سماح الادعاء العام بدفنها. وقال الدكتور طلال: إن حماة المنتحر تلقت أربع رصاصات في مناطق مختلفة من الجسم، تسببت في مصرعها على الفور. وأشرف على معاينة الجثمانين "الحماة" و"الزوج" المنتحر في وقت قياسي فريق طبي مكون من 7 أطباء يترأسه اختصاصي أول الدكتور ممدوح زكي، ومكون من "الطبيب مقيم الدكتور زهير الوعيل، والدكتور عناد الزهراني، واختصاصية الطب الشرعي دكتورة منار الحارثي، وفنيي مساعدي الطب الشرعي: إبتسام حداد، ودلال فتحاني، وأحمد دياب، وهشام حداد". وتابع: إن العمل في تشريح الجثث استمر مدة 7 ساعات متواصلة، وظهر بالصفة التشريحية لوالدة الزوجة، استيضاح صفة غرض القتل، ومنها سبق الإصرار والترصد بهدف القتل، إذ تبين من مسارات الرصاصات الأربع، دخول رصاصة من الصدر من الجانب الأيسر وخروجها من منطقة الظهر، ودخول وخروج رصاصة من الثدي الأيمن، واستقرار رصاصة بداخل الثدي وأخرى بالبطن، وتم التحفظ على رصاصتين استقرت إحداهما في الحجاب الحاجز، وأخرى اخترقت جانبا من القلب واستقرت بالظهر. وتبين من تشريح جثة القاتل انتحاره برصاصة واحدة أطلقها على نفسه لتدخل من فمه وتخرج من مؤخرة الرأس. وأفاد الدكتور طلال أن الطب الشرعي خاطب الشرطة والادعاء العام بالانتهاء من تشريح الجثتين، وعليه فقد وافق الادعاء على تسليم الجثمانين لذويهما ودفنهما. ومن جهته قال رئيس الفريق الطبي المشرف على تشريح الجثث، الاختصاصي أول بالطب الشرعي الدكتور ممدوح زكي، إن فريقا من الطب الشرعي باشر معاينة القتيلين، بعد تبليغ الشرطة بموقع الجريمة. وسجل المشرفون برئاسته وجود آثار احتراق بالشقة، وعدد من الطلقات النارية بعضها نافذ وخرج من جسد القتيلة التي كانت ملقاة في ممر يقع بين الغرف، وكان القتيل ملقى بالصالة الخارجية بالشقة، وبيده مسدس وآثار طلقة دخلت من الفم وخرجت من مؤخرة القفا. وتبين أن الطلقات النارية تسببت في إصابات داخلية للقتيلة، ومنها تهتك بالرئة والقلب، وتهتك الكلى اليمني ونزيف داخلي، ولم تُصب القتيلة والقاتل بأي جروح أو حروق من الحريق الذي شب بالشقة، وذلك بخلاف هباب أسود غطى جسد الجاني. وأضاف زكي أن عينة من التشريح لجثمان القاتل تم ارسالها لمختبر السموم للكشف عما إذا كان الزوج يتعاطى المخدر أو كان تحت تأثير المسكر، أو كان يعاني من حالة نفسية بعد انفصاله عن زوجته. وتعود وقائع الجريمة إلى تلقي الدفاع المدني بلاغا بنشوب حريق بإحدى شقق حي الجامعة، واكتشاف فريق الدفاع لجريمة القتل التي سبقها سقوط شقيقة الزوجة من النافذة هربا من الجاني، وإصابة الزوجة برصاصتين، والتي اتضح فيما بعد أنها رفعت قضية فسخ نكاح بمحكمة جدة ضد زوجها "الجاني"، وأن نزاعا حدث بمنزل الزوجة أدى إلى إطلاقه النار عليها، وعلى أمها "التي كان يشك أنها وراء طلبها الطلاق"، وشقيقتها، مما أدى إلى مصرع الأم، وإصابة الشقيقتين، وانتحار الجاني بعد إشعاله النار في المنزل.