شن الطيران الحربي السوري أمس غارات على مناطق في ريف دمشق، ولا سيما إلى الشرق منها، بينما يتعرض بعض أحياء العاصمة ومحيطها لقصف عنيف تزامنا مع اشتباكات، موقعا أضرارا كبيرة بمنازل المدنيين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض "مدينة زملكا شرق دمشق لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، استخدم خلاله الطيران الحربي"، تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والثوار عند أطراف المدينة من جهة المتحلق الجنوبي، وهو طريق دائري يفصل بين دمشق وريفها من الجهتين الجنوبية والشرقية. وقال "أبو غازي" القيادي بالمعارضة المسلحة في ضاحية عربين الشرقية "النظام يريد فعلا استعادة مواقعه على الطريق الدائري. إنه خط دفاع رئيسي عن العاصمة". وأضاف أن المعارضة المسلحة وصلت إلى أطراف ساحة العباسيين الرئيسية في دمشق حيث حول الجيش السوري ملعبا لكرة القدم إلى ثكنة عسكرية. وأشار المرصد إلى أن الطيران الحربي قصف كذلك بلدات الغوطة الشرقية قرب دمشق، تزامنا مع اشتباكات وقصف على أطراف حي جوبر في شرق دمشق من جهة المتحلق الجنوبي. وأوضح أن الاشتباكات يرافقها سقوط قذائف على حيي جوبر والقابون في شمال شرق العاصمة التي تشهد تحليقا للطيران الحربي فوق بعض مناطقها. وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. وإلى الجنوب من العاصمة، قصفت القوات النظامية مدينة داريا، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية. وفي محافظة إدلب نفذت طائرات حربية غارات جوية على مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة في ريف، مما أدى إلى أضرار مادية وأنباء عن سقوط جرحى. وتحاول القوات النظامية استعادة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون في أكتوبر الماضي، مما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية المتجهة إلى مدينة حلب. من جهة أخرى أكد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن حصيلة قتلى انفجار الحافلة الأربعاء الماضي قرب معامل الدفاع في ريف محافظة حماة في وسط سورية بلغت 54 شخصًا، بينهم 11 امرأة، مبينًا أن لا علاقة لها بالتصنيع العسكري، بل تقوم بصناعة تجهيزات مختلفة من الأغطية والبطاريات والأحذية والملابس.