قتل شخصان وأصيب عدد آخر، بينهم أربعة جنود في عدن وحضرموت، جنوبي اليمن، بعد مواجهات بين الأمن وأنصار الحراك الجنوبي في المدينتين، فيما شل عصيان مدني الحياة في عدد من المناطق الجنوبية احتجاجاً على أحداث عدن الخميس الماضي، عندما نظم الآلاف من أنصار الوحدة فعالية بمناسبة مرور عام على انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي. وشل العصيان المدني، الذي دعت إليه قوى الحراك الجنوبي، الحركة التجارية بعدن أمس حيث تم قطع الطرق التي تربط مديريات عدن، وجرى إشعال إطارات السيارات ومنع المركبات من السير، كما منع المواطنون أبنائهم من الذهاب للمدارس، خاصة مع تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن ومسلحين من أنصار الحراك في كل من المعلا وخورمكسر، ولم يتمكن الموظفون من الذهاب إلى أعمالهم. وفي حين اتهمت قيادات بالحراك الجنوبي قوات الأمن باقتحام الشارع الرئيس بالمعلا وإرهاب المواطنين، قال مسؤول محلي إن عناصر الحراك جابوا شوارع مدينة عدن وفرضوا الإضراب بقوة السلاح، كما أخرجوا الطلاب من المدارس ومنعوا الموظفين من الوصول إلى وظائفهم. ووجه المسؤول اتهامات لنائب الرئيس السابق علي سالم البيض، الذي وضع مجلس الأمن اسمه إلى جانب الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضمن معرقلي التسوية السياسية في البلاد، بالوقوف وراء أحداث العنف الأخيرة، من خلال العمل على زعزعة الاستقرار في البلاد. ونقل عن قيادي بالحراك الجنوبي أن الدعوة للعصيان المدني جاءت رداً على أعمال القتل التي استهدفت ناشطين بالحراك الخميس الماضي، عندما أقدمت قوات الأمن على إطلاق النار على مؤيدين للحراك يتظاهرون بشكل سلمي بالقرب من ساحة العروض، التي أقام فيها مؤيدو الوحدة احتفالية بمناسبة مرور عام على انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي. وامتد التوتر إلى حضرموت، مسقط رأس البيض، حيث شهدت مدينة المكلا، ثاني أكبر مدينة في الجنوب، عصياناً مدنيا شابه أعمال عنف بعد قطع عناصر من الحراك الطرقات، فيما هاجم آخرون مقرات لحزب التجمع اليمني للإصلاح وأحرقوا محتوياتها. واعتبر هادي في زيارة له أمس للقاعدة الجوية بصنعاء أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مثلت طوق النجاة للوطن كله والخروج به إلى آفاق السلام والاتفاق على قاعدة التسوية السياسية "لا غالب ولا مغلوب"، وتغليب مصلحة الوطن من أجل أمنه واستقراره ووحدته وإنهاء الانقسامات في صفوف الجيش والأمن والقوى السياسية. ووجه هادي بضرورة ابتعاد الطيران التدريبي عن العاصمة صنعاء والمدن الأخرى، وأن يكون في أماكن غير مأهولة بالسكان أو المباني، وذلك بعد أربعة أيام من سقوط طائرة "سوخوي" على حي مأهول بالسكان بصنعاء أدى إلى مقتل وجرح العشرات.