احتفل اليمن امس بذكرى الوحدة بين الشمال والجنوب بعرض عسكري رمزي في كلية عسكرية غداة التفجير الانتحاري الذي اودى بحياة 96 عسكريا، وسط تأكيدات رسمية بمتابعة الحرب على القاعدة. وتم استعراض سرايا من فرق الجيش على انغام فرقة الموسيقى امام رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وكبار المسؤولين. وقال رئيس الاركان اللواء احمد علي الاشول في كلمة بالمناسبة «ما احتفالنا الا رد على الهجمية». جريمة «السبعين» واضاف «ان الاعتداء الهمجي على ميدان السبعين، هذه الجريمة الشنعاء لن ترهبنا ولن تثنينا عن مواصلة حربنا ضد هذه العناصر الشريرة. حربنا ضدها لن تتوقف حتى نحرر ارضنا» من عناصر القاعدة. ولم يلق رئيس الجمهورية كلمة في الاحتفال وكان وجه كلمة الى اليمنيين بثتها وكالة الانباء الرسمية مساء الاثنين واكد فيها تصميم الحكومة اليمنية على القضاء على التطرف. وقال في هذه الكلمة «ان الحرب على الإرهاب سوف تستمر حتى يتم استئصاله والقضاء عليه نهائيا مهما كانت التضحيات وبفضل تلاحم أبناء الوطن الشرفاء بمختلف قواه السياسية وشرائحه الاجتماعية مع أبطال القوات المسلحة والأمن الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء في سبيل هذا الوطن الغالي الذي تهون من أجله كل التضحيات». ضبط انتحاريين وفي شأن تفجير الاثنين, اكد مصدر امني لوكالة فرانس برس امس انه تم إلقاء القبض على انتحاريين اثنين كانا ينويان على ما يبدو تنفيذ هجومين بعيد التفجير الانتحاري الذي اودى بحياة 96 عسكريا امس الاثنين في صنعاء. وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان «السلطات ألقت القبض بعد الانفجار على شخصين بالزي العسكري كان كل واحد منهما يرتدي حزاما ناسفا بزنة 13 كلغ». اوباما قلق من جهته, اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في شيكاغو ان بلاده «قلقة جدا» لنشاطات القاعدة في اليمن بعد مقتل نحو مئة جندي يمني في عملية انتحارية بصنعاء. وقال للصحافيين في ختام قمة الحلف الاطلسي ان «الولاياتالمتحدة قلقة جدا من نشاطات القاعدة والمتطرفين في اليمن»، مؤكدا ان الولاياتالمتحدة تتعاون مع الحكومة اليمنية في محاولة لتحديد قادة تنظيم القاعدة في هذا البلد. وقتل نحو 96 جنديا يمنيا الاثنين في اعتداء انتحاري نجا منه وزير الدفاع. وهددت القاعدة بضرب الجيش الذي يقوم بعملية واسعة النطاق ضد التنظيم المتطرف في جنوب اليمن. واشار الرئيس الاميركي الى ان «العمل لم ينته بعد» في هذا البلد رغم اننا «اقمنا شراكة قوية ضد الارهاب مع الحكومة اليمنية». وأكد اوباما ان اليمن ما زال بلدا «فقيرا وغير مستقر وسنواصل العمل مع الحكومة من اجل تحديد زعماء القاعدة ومحاولة استباق» اعمالهم. وقال اوباما ايضا ان «احد الامور التي تعلمناها من التجربة في افغانستان هو ان نركز على مسألة مكافحة الارهاب والعمل مع السلطات ونوزع اعمالنا». واضاف ان هذا الوضع المقلق «ليس الوحيد في اليمن» لاننا «نشهد مشاكل مشابهة في الصومال وفي مالي وفي الساحل». مواجهات في الجنوب من ناحية ثانية, قتل شخص من انصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال امس في مواجهات مع الشرطة بمدينة المكلا في حضرموت اثناء تنفيذ الحراك عصيانا مدنيا بمناسبة الذكرى ال22 لوحدة اليمن. وقال ناشطون من الحراك لوكالة فرانس برس ان ناشطين جنوبيين كانوا ينفذون عصيانا مدنيا في المكلا بقطع الطرقات واغلاق المحلات التجارية، عندما حصلت مواجهات مع الشرطة وقتل محتج واصيب آخرون بجروح. وأكد مصدر طبي ان حصيلة المواجهات هي قتيل وسبعة جرحى احدهم اصابته خطرة، وجميعهم من المدنيين. وأكد الناشطون انهم كانوا ينظمون عصيانا مدنيا تلبية لدعوة المجلس الاعلى للحراك الجنوبي وهو الجناح الذي يتزعمه نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض. وقام عناصر الحراك بقطع الطرقات بالحجارة والاطارات المحترقة، وباغلاق المحلات التجارية ورفع الشعارات المطالبة بالعودة الى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990. كما شهدت مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، عصيانا مدنيا جزئيا خصوصا في حيي المنصورة والمعلا حيث العصيان شبه كامل. اما الالتزام الاكبر بدعوة العصيان المدني فقد سجل في محافظتي لحج والضالع.