بدأ اليمنيون أمس الثلاثاء، الاقتراع لصالح المرشح الرئاسي التوافقي والوحيد عبد ربه منصور هادي، خلفًا للرئيس علي عبدالله صالح. وفيما سجلت نسب إقبال جيدة في العاصمة اليمنية صنعاء. أغلقت نصف مراكز الاقتراع في مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، جراء هجمات نفذها ناشطون انفصاليون جنوبيون معارضون للانتخابات الرئاسية، بحسب مسؤول حكومي. وأكد الرئيس اليمني المقبل عبد ربه منصور هادي اثناء ادلائه بصوته في صنعاء أمس أن انتخابه رئيسا للبلاد يفتح «صفحة جديدة ناصعة البياض». وقال هادي الذي يخوض الانتخابات الرئاسية مرشحا توافقيا ووحيدا بموجب اتفاق انتقال السلطة الذي يضع حدا لحكم الرئيس علي عبدالله صالح «هذا اليوم يوم تاريخي في اليمن». واضاف في تصريحات للصحافيين أن استحقاق الانتخابات هو «اغلاق لصفحة الماضي وفتح لصفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها مستقبل اليمن الجديد». ووصل هادي بالسيارة إلى مركز الاقتراع الذي يبعد مئات الامتار فقط عن منزله، وكان محاطا بتدابير امنية مشددة. وذكرت مصادر مقربة من نائب الرئيس أن التدابير المشددة سببها مخاوف من تعرضه لاعتداء. واصطف الناخبون في طوابير طويلة في وقت مبكر من صباح أمس خارج مراكز الاقتراع في صنعاء وسط اجراءات امنية. وغمس الناخبون اصابع الابهام في الحبر ووضعوا علامة على اختيارهم في ورقة اقتراع تحمل صورة لهادي وخريطة لليمن بألوان قوس قزح. وقالت رئيسة المركز الانتخابي المخصص للنساء عبير العفيفي: «لقد دهشنا بالاقبال وبتدافع النساء حتى قبل موعد الاقتراع». ويأخذ التصويت طابعا رمزيا إلى حد بعيد اذ يحظى هادي بدعم غالبية القوى السياسية في البلاد. وياتي انتخابه في اطار اتفاق المبادرة الخليجية الذي تخلى بموجبه صالح عن السلطة مقابل حصوله على حصانة من الملاحقة. الا أن الانفصاليين الجنوبيين والمتمردين الحوثيين في الشمال يقاطعون هذا الاستحقاق. واكد مسؤول حكومي -طلب عدم الكشف عن اسمه- أن «نصف مراكز الاقتراع في عدن سقطت بعد أن اقتحمت من قبل مسلحي الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال. وتضم محافظة عدن عشر دوائر انتخابية وعشرين مركز اقتراع بينها عشرة مراكز باتت تحت سيطرة مناصري الحراك الجنوبي بحسب المصدر الحكومي. وذكر شهود عيان أن الناشطين اقتحموا المراكز وصادروا صناديق الاقتراع فيما تسمع طلقات نارية بشكل متقطع في سائر انحاء المدينة التي كانت عاصمة دولة اليمن الجنوبي السابق. كما شوهدت المركبات العسكرية وهي تغادر مراكز الاقتراع، بحسب الشهود. وينفذ انصار التيار المتشدد في الحراك «عصيانا مدنيا» في سائر محافظات الجنوب لمنع الانتخابات التي يعتبرون انها بمثابة «استفتاء» على الوحدة مع الشمال، فيما تتفق سائر مكونات الحراك على مقاطعة الانتخابات. من جانبه، اتهم الناشط الموالي للمعارضة البرلمانية والمؤيد للانتخابات خالد حيدان قوات الامن ب »التواطؤ» فيما يحدث في عدن. وقال حيدان: «هناك تواطؤ امني واضح لقوات الجيش والامن بتسليم المراكز لعناصر الحراك»، مشيرا إلى أن هذه الحوادث تركزت في احياء الشيخ عثمان والمنصورة والمعلا». كما تسببت احتجاجات وهجمات التيار المتشدد في الحراك الجنوبي باغلاق عدد من مراكز الاقتراع في باقي محافظات الجنوب خصوصا في الضالع ولحج، كما تغيب الانتخابات عن مناطق واسعة يسيطر عليها تنظيم القاعدة في محافظتي ابين وشبوة الجنوبيتين.