حددت اللجنة المسؤولة عن تنظيم مهرجان ربيع الشعر والشعراء في نسخته الخامسة عشرة بباريس، التاسع من مارس المقبل موعدا لهذه التظاهرة حتى الرابع والعشرين من الشهر نفسه. وتحمل تظاهرة هذا العام اسم (صوت من قصيدة). وقال ل"الوطن" المدير الفني للتظاهرة، جان بيير سيمون، إنه منذ ولادة الحياة الإنسانية في بداية الخليقة، والشعر كلمة تتسامى. سواء همسا أو حماسيا أو أنشودة. القصيدة على الرغم من تداولها مكتوبة إلا أنها لا تزال تحتفظ بشيء من الشفوية الأصلية، وذلك عبر الإلقاء ومخاطبة وجدان المتلقي مباشرة، فالصوت الداخلي للشاعر ما هو إلا استجابة لمتغيرات العالم من حوله. مضيفا أن تقاسم الشعر في مدينة باريس عبر مهرجان طموح يستمر لعامه الخامس عشر، لا بد أن يفضي بالضرورة إلى صوت مرتفع للشعر والشعراء، وربيع العام 2013 ينتظر من خلاله أكثر من أي وقت مضى الاطلاع على أصوات شعرية متعددة منتمية إلى مدارس مختلفة، لكنها من جهة أخرى سوف تحتفي بأعمال الشاعر الكبير بابلو نيرودا الإبداعية بمناسبة الذكرى الأربعين لوفاته. وعن التظاهرة نفسها قال الفنان الكوميدي وراعي التظاهرة دنيس لافان: إن اختيار الصوت الشعري أو تسليط الضوء على أسلوب الإلقاء هو ضرورة، لأن القصائد في المقام الأول هي صوت. إن الشعر الحقيقي هو القادر على خلق اهتزازات ذكية وحساسة في أعماق الصوت البشري، إنه موجة عناق للأذن قبل أن يكون شيئا آخر. فالشعر قبل أن يجعلنا نشعر بالنشوة لقراءته، فإنه يمس كافة الحواس. بالنسبة لي، بحسب لافان، قبل محاولة قراءة الشعر يكون هناك استعداد صوتي أو كيان صوتي يستولي على شخصية الشاعر التي صاغها في سطور، هذا الصوت وطريقة الإلقاء هما ما يجعلان الشعر محلقا في فضاء مفتوح متحررا من أية أعباء. إن رامبو وقصائده لهي حية في وجدان الجميع لأنها تمركزت في شظايا الذاكرة السمعية لنا. نحن نحتفي هذا العام ببابلو نيرودا، والشعر السياسي على وجه الخصوص إنما هو انعكاس لصوت بلد أو وطن ما. الصوت إذن يكرم من أبدع إبداعا عظيما حتى وإن كان قد رحل عن عالمنا. يذكر أن تظاهرة هذا العام سوف تكرم أيضا ذكرى رحيل الشاعرة ماري جافاردين التي كانت أحد المشاركين والداعمين والمتعاونين مع مهرجان ربيع الشعر والشعراء منذ دورته الأولى.