انتقدت أول مهندسة معمارية عينتها وزارة التربية والتعليم مشرفة على مبانيها، الطريقة التقليدية للفصول القائمة في المدارس الحالية، والتي قالت إنها تفتقد للمرونة. وتضيف في حديث أجرته معها "الوطن" على هامش المنتدى الدولي للتعليم الذي اختتم أعماله في الرياض أمس "يجب أن يكون الفصل مصمما بطريقة يتفاعل فيها الطلاب ويتشاركون ويدرسون في حلقات دائرية وليس كما هو معمول به حاليا"، وتابعت "الكل متجه للسبورة.. والطلاب لا يستفيدون من الساحات في المدرسة.. وغالبا تكون مشمسة.. ويمكن أن تصبح مسرحا أو مكانا للاستراحة أو مصلى وتتغير حسب الاحتياج". وحول تصورها لمدرسة المستقبل ورأيها في الحالية، عبرت المهندسة القحطاني عن أسفها للوضع الحالي للمدارس وأنها لا تنمي شخصية الطالب، وتابعت "درست في مدارس حكومية وأهلية 12 عاما.. ولم أشعر أنها صقلت شخصيتي.. التعليم أن تعطي الطالب مسؤولية فتظهر شخصيته وتنمو وليس أسلوب التلقين والحفظ الذي يمسخ الشخصية". وبدت المهندسة آلاء عايض القحطاني - 23 سنة - خريجة هندسة معمارية من الجامعة البريطانية بمصر أكثر حماسا وهي تخطو خطواتها الأولى كأول مهندسة معمارية تتوظف في القطاع الحكومي وبالتحديد في شركة وليدة لم تكمل الشهرين بوزارة التربية والتعليم باسم شركة تطوير المباني لتعمل ضمن فريق عمل شاب، لتتحدث عن شغف قديم متجدد بالتصميم والرسم. وتقول المهندسة آلاء في حديثها ل"الوطن" إن شعورا كان يراودها منذ الصغر أنها ستعمل في مجال فني يتعلق بالتصاميم، خصوصا أنها عشقت الرسم وتفوقت في الرياضيات والعلوم، إلا أنها حينما التحقت بقسم علوم الحاسب في الجامعة لم تستطع اجتياز هذا القسم لحاجته لشغف بالحاسب، إلا أن توصية والدها كون التخصص سيفتح لها آفاقا في سوق العمل جعلها تقبل ثم تتراجع، وتابعت "للأسف تعليمنا لا يخرجنا مدركين لمواهبنا لذلك حين نريد الالتحاق بالجامعة لا نعرف أي تخصص نريد.. فنلتحق حسب توصية الأهل والأصدقاء". وأضافت أنها بعد فصلين دراسيين من النتائج المتدنية قررت أن تتخذ خطوة جريئة بتغيير التخصص وأخطرت والدها بأنها تريد أن تصبح مهندسة معمارية، وقامت بالفعل بتغيير التخصص وشعرت للمرة الأولى أنها في مكانها الصحيح، كانت سعيدة في تصمم المشاريع رغم الإجهاد. وعن الهندسة المعمارية، تضيف القحطاني: إنه تخصص يجعل الطالب يلم بكل شيء، وتقول "حين تصمم مستشفى يجب أن تتعرف على كيفية عمل الأطباء وتدرس النواحي النفسية والإدارية لتستطيع تصميم مبنى يساهم في إنجاح عملهم وهكذا في المباني الإدارية وغيرها". المهندسة القحطاني التي صممت خلال دراستها سبعة مشاريع، منها فيلا سكنية ومركز ثقافي وكلية للفنون والتصميم، تقول إنها تعمل حاليا مع فريق مكون من أربعة مهندسين وأمامهم مشوار طويل، نظرا إلى أن الشركة لا تزال في بدايتها، وأنهم لا يزالون يتلقون التصاميم من شركات ضخمة في مجال تصميم المباني المدرسية، وأن هناك ثلاثة اعتبارات أمامهم تشمل بناء مدارس جديدة وترميم المهدم والتخلص من المستأجرة، وكل هذا لن يتم بين يوم وليلة. وتمنت القحطاني أن تفتح الجامعات السعودية تخصص الهندسة المعمارية للفتيات، مشيرة إلى أن النظرة التقليدية التي تصور هذا المجال بلبس الخوذة الصفراء والعمل في المباني الشاهقة نظرة خاطئة، لأن هذا دور المهندس المدني، أما المهندس المعماري فعمله ينحصر في التصميم والتخطيط، لذلك فهو مجال مناسب للمرأة، وأنه كغيره من المجالات التي حرمت منها السعوديات فإنهن سيبدعن فيها إن فتح المجال لهن. وتحدثت المهندسة آلاء القحطاني عن والدها الدبلوماسي السابق ورجل الأعمال حاليا عايض القحطاني، بكثير من الفخر كونه صديقها قبل أن يكون والدها وأنها لا تتحفظ معه أبدا، وأنه علمها على الصراحة والوضوح، وأن أي شيء يتم من خلف أبواب مقفلة خاطئ تماما، كما شجع إخوانها على العلم، في حين كانت والدتها المعلمة سابقا كانت تحب التطوير، وقالت إن أكثر ما يميز والدها ووالدتها روح الشباب، فضلا عن دعم إخوانها وأخواتها لها.