استبعدت اللجنة المنظمة لدورة "أبناء مزارعي الأحساء" في نسختها الأولى، التي ينظمها حاليا المركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور في الأحساء بالتعاون مع مركز التدريب الزراعي في الأحساء نحو 17 متقدما للدورة، بسبب البنية الجسمانية "الضعيفة"، التي لا تساعدهم على صعود النخلة، والتي عادة ما تتطلب الاهتمام والعناية بهذه الشجرة، الصعود المتكرر إلى قمتها بصفة مستمرة "قبل وبعد فترة زراعة المحصول"، فيما اكتفت بقبول نحو 15 متقدما، خضعوا لاختبارات فنية وبدنية. وأوضح مدير المركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور في الأحساء الدكتور يوسف الفهيد، أمس خلال حديثه إلى "الوطن"، أن هذا البرنامج التدريبي يعكس الدور الريادي للمملكة في الحفاظ على زراعة النخلة، والعناية الكبيرة التي توليها جهات الاختصاص في الدولة لخدمة هذه الشجرة المباركة"، والتي تمثلت في توجيه وتشجيع وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، من خلال تقديم عدد من المحاضرات النظرية والعملية، التي تختص بالتوعية بأساليب العناية بشجرة النخلة وطرق الزراعة الحديثة والعناية بالمنتج النهائي، فضلا عن آليات تسويق التمور والرطب بما يضمن المنافسة في الأسواق المحلية والخارجية. وأضاف أن هذه الدورة، التي مضى على انطلاقتها ثلاثة أسابيع، وبقي فيها 9 أسابيع، انخرط فيها أبناء المزارعين في الأحساء فقط، من حملة الشهادة الثانوية فما دون، وتتراوح أعمارهم ما بين "22-26 عاما"، وتشتمل على 75% من محاورها على أجزاء تطبيقية "حقلية"، و25% نظرية "محاضرات"، وتهدف إلى تشجيع أبناء المزارعين على الحفاظ على حرفة آبائهم وأجدادهم، المؤكدة على ضرورة تشجيع المواطنين على هذه الحرفة، عطفا على أنها مصدر دخل مالي "جيد" للشباب السعودي، والتقليل من تشغيل العمالة الوافدة داخل المزارع، بجانب تأكيد برامج الدورة على تحسين وزيادة إنتاج مزارع النخيل عبر رفع مستوى الوعي لدى أبناء المزارعين وتعريفهم بأفضل الممارسات الزراعية التي تساهم في زيادة جودة التمور، وفي نهاية البرنامج سيمنحون دورة اجتياز، قد تساعده في الحصول على وظيفة مناسبة في القطاع الحكومي أو الخاص، أو مباشر العمل داخل مزرعة أسرته وسيكون مؤهلا لإدارتها وزراعتها، بجانب منحه مكافأة شهرية ألف ريال مقدمة من إدارة التطوير الإداري بالوزارة. وأبان أن الدورة، تشتمل على جميع مراحل زراعة أشجار النخيل، بدءا من مرحلة التسميد والعناية بالتربة، مرورا بمرحلة "الجنامة"، وهي قص الشوك، ومن ثم مرحلة "التلقيح"، ومرحلة جني محصول الرطب ثم محصول التمور، انتهاء بمرحلة تنظيف النخلة وإزالة الجمار، وأطوار نمو النخلة، واستخدام مخلفات النخلة في الصناعات المختلفة، واستخدام التمور في الصناعات الغذائية المختلفة، وتطبيقات على استخدام المبيدات المختلفة بطريقة علمية حديثة، فيما جرى تزويد جميع المتدربين بحقيبة تدريبية متكاملة، لافتا إلى أن المركز يتطلع لتنفيذ دورات تدريبية أخرى مماثلة، وسيعمل المركز على التواصل مع القطاع الخاص "الزراعي" لإيضاح أهداف الدورة ومحاورها، في خطوة منه لإتاحة فرصة التوظيف لخريجي الدورة في القطاع الخاص، كما تحظى الدورة بمتابعة مستمرة من إدارة المركز الوطني لبحوث الزراعة والثروة الحيوانية بالرياض مما يعكس حرص المسؤولين على تنفيذ مثل هذه الدورات التي تفيد شباب الوطن.