دعا قادة إعلاميون إلى تفعيل دور الصحافة الاقتصادية، وأن تأخذ دورها الحقيقي، الذي أصبح يفرض دوره بقوة صناعة الحدث الاقتصادي، ويسلط الضوء على النواحي الاقتصادية المختلفة، وبخاصة في منطقة الخليج التي تشهد نموا وازدهارا اقتصاديا، كونه قوة دافعة لعجلة التنمية. وتفاوتت الآراء حول مدى تطور الصحافة الاقتصادية، في ظل دخول مواقع الإعلام الاجتماعي أو الإعلام الجديد على دائرة المنافسة مع الصحافة التقليدية، الأمر الذي فرض تحديات جديدة عليها، منتقدين وجود جهات ما تزال تجهل التعامل مع الإعلام، أو أنها لا تتمتع بالشفافية الكاملة، التي تتيح النهوض بصحافة اقتصادية حقيقية، وتقديم المعلومة الصحيحة. جاء ذلك على هامش افتتاح منتدى الصحافة الاقتصادية الذي أقيم أمس بالدمام. من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة الرؤية الإماراتية محمد التونسي في تصريح إلى "الوطن": إن صعوبة الحصول على المعلومات الاقتصادية الهامة معاناة يلمسها الجميع، لكن الصحفي المهني يستطيع اعتلاء المواقع للوصول إليها، مشيرا إلى وجود مواقع التواصل الاجتماعي باتت تشكل ضغطا على الجهات التي لا تعي التعاون مع الإعلام. وعن اهتمام بعض الجهات الحكومية والشركات بالملتقى العالمي على حساب المحلي والتعامل مع الإعلام الأجنبي باهتمام أكبر، أكد التونسي أن عقدة الأجنبي لا بد أن تنتهي، فالإعلام الاقتصادي السعودي متطور ومهني، ويحتاج إلى تعاون مع الجهات الحكومية الاقتصادية والشركات الكبرى، فيما انتقد أداور المتحدثين الرسميين للجهات الاقتصادية، التي تحولت للنفي فقط. وفي سياق متصل، قال رئيس غرفة الشرقية عبدالرحمن الراشد، إن مشاركة الإعلام الاقتصادي في صناعة الحدث الاقتصادي وصياغته، باتت ضرورة لموقف أكثر التزاما إزاء المستقبل، وما يفرضه من تحديات تتطلب توسيع إطار مشاركة المواطنين الخليجيين في عملية التنمية المستدامة. كما طالب الأمين المساعد لمجلس التعاون الخليجي لشؤون المفاوضات والحوار الاستراتيجي الدكتور عبدالعزيز العويشق، لإيجاد ميثاق مهنة للصحافة والإعلام بشكل عام، مشددا على ضرورة قيام الجامعات بالمشاركة في وضع الميثاق. وحول أبرز مشكلات الصحافة الاقتصادية المتخصصة، تحدث رئيس تحرير جريدة اليوم السعودية محمد الوعيل، عن أدوات تعزيز الثقة بين أطراف المشهد التنموي والمؤسسات الإعلامية، مشيرا إلى أن الصحافة السعودية لم تعرف الصحفي المتخصص طوال مشوارها، إلا في مجال الثقافة والأدب والرياضة، بل اعتمدت وبشكل كبير على الصحفي الشامل. وفي كلمة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، التي ألقاها نيابة عنه رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع، أكد أن منطقة الخليج مؤهلة بكل المعايير أن تكون قوة فاعلة ومنافسة في اقتصاد العالم، فكما هو معروف أن الاقتصاد عصب الحياة و الفرص الاقتصادية في منطقة الخليج غير محدودة وبحاجة للاستكشاف وتسليط الضوء عليها، مبينا أن هنا يأتي دور الإعلام المتخصص في الشؤون الاقتصادية القادرة على طرح الافكار والرؤى الهادفة لدفع عجلة التنمية في دول التعاون من أجل تنمية مستدامة قادرة على خلق فرص عمل باستمرار. كما حذر خوجة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإشاعة الفرقة والتعرض للأعراض. وشدد رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع في تصريح إلى"الوطن" على ضرورة تنفيذ أمر خادم الحرمين الشريفين بتعين وتفعيل دور المتحدثين الرسميين للجهات الحكومية، لا سيما الاقتصادية منها والتعامل مع وسائل الإعلام بكل شفافية وعدم إخفاء أي معلومات، موضحا أن المتحدث الرسمي لا بد أن يكون أداة وصل بين الإعلام والجهة التي يتبع لها وينقل ويرسل المعلومة بدقة ووضوح كاملين، مبينا أن تجربة بعض الجهات ما زالت جديدة وتحتاج إلى وقت للحكم عليها. وأكد الهزاع على أن المتحدث الرسمي لا بد أن يملك المقومات للقيام بدوره الهام، لافتا إلى التكامل بين وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، وقال: إن الصحف شريك أساسي للتلفزيون والإذاعة وهناك تعاون وثيق بينهما. فيما تحدث ناشر صحيفة إيلاف عثمان العمير، عن صعوبة متابعة أخبار العالم دون متابعة برامج التواصل الاجتماعي. وتمنى العمير أن يحظى الإعلام الجديد برعاية الحكومات في دول الخليج داعيا إلى إنشاء صندوق لدعم المشاريع الإعلامية واعتبارها جزءا أساسيا لدعم الاقتصاد. وحول صراع الإعلام الجديد قال: إنه لا يوجد صراع، فالصراع محسوم لصالح الإعلام الجديد؛ لأن الصحف أصبحت تحذو حذوها. واختلف معه قينان الغامدي الإعلامي والكاتب الصحفي بأنه لا يوجد إعلام قديم وحديث، ولكن الجديد يكمن في الوسيلة. وقال الغامدي: إنه لا يوجد وسيلة حديثة تظهر وتلغي ما قبلها داعيا إلى تخصيص ميزانيات ضخمة لدعم الإعلام كونه المتخلف الوحيد بين القطاعات الأخرى المختلفة.