حذر وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإشاعة الفرقة والتشتت والتعرض لأعراض الناس بالسب والقدح. وقال خوجة في كلمته التي ألقاها نيابة عنه رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع في بدء فعاليات منتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي 2013 الذي نظمته غرفة الشرقية أمس بالتعاون مع اتحاد غرف التعاون الخليجي، إن الكلمة أمانة تتطلب البعد عن سفاسف القول، مطالبا بضرورة التركيز على الفضيلة والبعد عما يجلب الضرر والحرص على ما يجلب المصلحة للمجتمعات البشرية، مشيرا الى أن الإنسان أصبح بإمكانه عبر تطبيقات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ( توتير – الفيس بوك – اليوتيوب) إيجاد وسائل أخرى للتواصل، أطلق عليه اصطلاح الإعلام الجديد. الاقتصاد الخليجي يستند في قوته على ركائز متينة يعززها تطابق سياسي وثقافي واجتماعي بين دوله التي تجمعها اتفاقيات اقتصادية غايتها وهدفها رخاء ورفاهية واستقرار جميع المكونات الاجتماعية. وطالب بضرورة أن تكون العلامة تكاملية في عصر الإعلام الجديد والثورة الهائلة في تقنية المعلومات والاتصالات، وإن كان هناك من اختلاف غير مقصود فمن المؤمل أن يصب أولا وأخيرا في مصلحة المستهلك "المتلقي". وقال خوجة في كلمته إن عالمنا في العقدين الأخيرين من الألفية المنصرمة شهد ظهورا متناميا لما اصطلح على تسميته بالعولمة وثورة المعلومات، مبينا أنه تم تعريف العولمة بعدة تعريفات منها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، حيث عرفت العولمة من قبل الصندوق الدولي بأنها التعاون الاقتصادي المتنامي لمجموع دول العالم، والذي يحتمه ازدياد حجم التعامل بالسلع والخدمات وتنوعها عبر الحدود، في ظل الانتشار المتسارع للتقنية في أرجاء العالم، لافتا الى أنها تعرضت وما زالت للكثير من النقد خصوصا فيما يتعلق بقضايا الخصوصية والثقافة وحتى الاقتصاد الذي يدوره في فلكه مصطلح العولمة. وذكر وزير الثقافة والإعلام إن دول مجلس التعاون تمكنت من تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية بنجاح وربما بأضرار مقبولة اقتصاديا في بعض دول المجلس، وتم ذلك التجاوز بسرعة ومهنية عالية، حيث أثبتت الأزمة الاقتصادية أن الاقتصاد الخليجي يستند في قوته على ركائز متينة يعززها تطابق سياسي وثقافي واجتماعي بين دوله التي تجمعها اتفاقيات اقتصادية غايتها وهدفها رخاء ورفاهية واستقرار جميع المكونات الاجتماعية التي تنضوي تحت مظلته، مشيرا الى أن متانة الاقتصاد السعودي أهّلته لأن يكون عضوا في منتدى مجموعة العشرين الذي أسس في العام 1999 وأعضاء هذا المنتدى العالمي مسؤولون عن أكثر من ثلثي التجارة العالمية و90 بالمائة من الناتج العالمي الخام. وأشار إلى أن ما يميز عصرنا أنه عصر المعلومات الذي أصبح فيه الهاتف والحاسب المحمولين رفيقا درب يتزايد عددهما بسرعة متناهية لدى العديد من شعوب العالم، فهو عصر هيمنت فيه الشبكة العنكبوتية والهواتف الذكية والفضائيات وابتكارات أخرى متلاحقة على كل شيء مما جعل مصطلح القرية الكونية حقيقة واقعة، مضيفا أن هذه الانجازات في عالم المعلومات والاتصالات مكنت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من الوصول الى شتى بقاع العالم وبالتالي المساعدة في إيصال المعلومات الى رجال الاقتصاد في وقت سريع وبدقة متناهية. وأكد خوجة أن منطقة الخليج مؤهلة بكل المعايير لأن تكون قوة فاعلة ومنافسة في اقتصاد العالم، فكما هو معروف أن الاقتصاد عصب الحياة والفرص الاقتصادية في منطقة الخليج غير محدودة وبحاجة للاستكشاف، وتسليط الضوء عليها، وهنا يأتي دور الإعلام المتخصص في الشئون الاقتصادية القادرة على طرح الأفكار والرؤى الهادفة لدفع عجلة التنمية في دول التعاون من أجل تنمية مستدامة قادرة على خلق فرص عمل باستمرار. وقال إن العلاقة بين أطراف المشهد التنموي من وزارات ومؤسسات وهيئات حكومية بين وسائل الإعلام تكاملية وتعاونية لا علاقة تنافر وتناحر وهذه العلاقة تستوجب في تطبيقها ودعمها فهما كاملا لما يجب أن تكون عليه، مما يلزم على كل وسيلة إعلامية الالتزام بالموضوعية وتسليط الضوء على كل ما هو إيجابي ولو كان يحمل في ثناياه نقدا موضوعيا، وفي الجانب الآخر يبرز دور جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية في توفير المعلومة الصحيحة والعاجلة للوسيلة الإعلامية لتستند عليها فيما تقول وتكتب. وفيما يتعلق بدور هيئة الإذاعة والتلفزيون، أوضح عبد الرحمن الهزاع أن الهيئة أصبحت مستقلة تماما عن وزارة الثقافة والإعلام، فالعلاقة القائمة حاليا تكون مع وزير الثقافة والإعلام باعتباره رئيس مجلس الإدارة، حيث يعقد اجتماع كل 4 أشهر يتم خلال مناقشة المستجدات ووضع البرامج التي تسهم في النهوض بالهيئة، مطالبا بضرورة عدم محاسبة الهيئة خلال العام الجاري، باعتباره عام التأسيس الذي تسعى من خلاله الهيئة لتجاوز جبل من التراكمات خلال العقود الخمسة الماضية، مؤكدا وجود منهجية متكاملة للهيئة تتسم بالمرونة المالية والإدارية. وقال إن المرحلة القادمة لن تشهد ما عرف في الماضي ب "غصب 1" و"غصب 2" من خلال الرؤية الاستراتيجية التي تسعى لتطبيقها في المرحلة القادمة، مضيفا، إن الدولة خصصت 1,6 مليار ريال كميزانية للعام الجاري، وأشار الى أن هذه الميزانية ليست ضخمة لاسيما وأن لدى الهيئة طاقما من الكوادر البشرية كبيرا يصل الى 6300 موظف وبالتالي فإن ثلث الميزانية على الرواتب الشهرية، مؤكدا عدم وجود اتجاه لدى الهيئة لإغلاق القنوات الحالية، فالهدف الذي تسعى اليه يتمثل في تطوير هذه القنوات سواء من الناحية الفنية أو الإدارية وكذلك المحتوى، كاشفا النقاب عن وجود طلبات بزيادة عدد القنوات سواء قنوات شبابية أو درامية، فيما ترد لدى الهيئة طلبات بإغلاق بعض القنوات الأخرى. وكشف عن اتفاق الهيئة مع القطاع الخاص لرعاية 2- 3 برامج مقابل المساحة الإعلانية خصوصا وأن البرنامج يكلف نحو 60 – 70 مليون سنويا، مؤكدا سعى الهيئة لتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي في الفترة المقبلة. من جانبه، قال رئيس غرفة الشرقية عبدالرحمن بن راشد الراشد إن مشاركة الإعلام الاقتصادي في صناعة الحدث الاقتصادي وصياغته، باتت ضرورة لموقف أكثر التزاما إزاء المستقبل، وما يفرضه من تحديات تتطلب توسيع إطار مشاركة المواطنين الخليجيين في عملية التنمية المستدامة، الأمر الذي يعني استدعاءَ الضمير والوجدان الجمعي، وهو ما يمكن أن نبلورَه في استنهاض الهمم، واستنفار طاقات مواطنينا، وخلق وعي عام بطبيعة ما يعيشه العالم من متغيرات وما قد تفرضُه على مجتمعاتنا من تحديات تتطلب تسريعا لعملية التنمية، ليس لكي تلحق مجتمعاتنا بما سبقها من التقدم الاقتصادي فحسب، بل ولكي تكون الأسبق في مضمار المنافسة. وأشار الراشد الى أن تطوير العمل بالغرف التجارية الصناعية الخليجية، قد يتوقف إلى حد كبير على تطوير منظومتها الإعلامية، باعتبارها إحدى الروافع المهمة للأداء الاقتصادي، ومن ثمّ للنمو الاقتصادي في دول التعاون، ولا تقتصر إشارتي هنا على المجلات الشهرية، أو النشرات والملاحق الموسمية، ومختلف الإصدارات الورقية، حيث نَمَت وتطورت الوسائط الإعلامية، وأصبحت الميديا التي تعتمدها الغرف الخليجية تتسع للمواقع الإليكترونية، ومختلف الوسائط التكنولوجية وأحدث وسائل تقنية المعلومات، والتي نسعى إلى أن تكون أكثر استجابة للتحديات، وأكثر قدرة على تلبية تطلعات رجال وسيدات الأعمال، والمساهمة في تطوير وتنمية منشآتهم الاقتصادية. دعوة لإيجاد ميثاق مهني للصحافة والإعلام بشكل عام دعا الدكتور عبد العزيز العويشق الأمين المساعد لمجلس التعاون الخليجي لشؤون المفاوضات و الحوار الاستراتيجي في ورقة العمل التي قدمها في الجلسة الأولى من المنتدى لإيجاد ميثاق مهنة للصحافة والإعلام بشكل عام، مشددا على ضرورة قيام الجامعات بالمشاركة في وضع الميثاق. وشدد العويشق في ورقته التي قدمها بعنوان "الإعلام الخليجي بين متطلبات الترويج الاقتصادي ومواثيق المهنة" على أن يقوم أصحاب المهنة بالتحرك لوضع الميثاق، لافتا الى أن هناك مبادئ عامة تعالج الحالة الأخلاقية والحالة الفنية التي تعتبر الأساس في النشاط الصحفي الاقتصادي بوجه خاص. وبدوره طالب رئيس تحرير جريدة " أخبار الخليج " أنور عبدالرحمن بضرورة إنشاء مراكز أبحاث لدراسة و فهم طبيعة الثقافة الغربية للوقوف أمام الهجمات الإعلامية المركزة التي تشن على دول مجلس التعاون، مضيفا، ان الإعلام الخليجي ما زال غير قادر على فهم وإدراك العقلية الغربية و طريقة تعاطيها مع الشعوب العربية و الخليجية، داعيا لوضع أسس واضحة لإظهار الإعلام الخليجي بالصورة المطلوبة أمام المجتمعات الغربية، مضيفا ان الطريق نحو الوصول الى فهم آلية تفكير المجتمع الغربي يتم بواسطة التغلغل داخل المجتمع و محاولة شراء العقول الغربية لوضع الدراسات المناسبة، مؤكدا وجود قصور كبير لدى الإعلام الخليجي في التواصل مع وسائل الإعلام الغربية، خصوصا في ظل عدم وجود محطات أو قنوات مملوكة تعمل داخل تلك المجتمعات بلغاتها، بخلاف الإعلام الغربي الذي يمتلك قنوات و وسائل إعلام تتحدث باللغة العربية. ودعا الدكتور احسان بوحليقة لدمقرطة وسائل الاتصال الحديثة، من خلال إتاحة المحتوى والمعلومة للجميع. وأضاف بوحليقة خلال ورقته بعنوان " قدرة الإعلام التقليدي على التعامل مع التحولات الاقتصادية في دمقرطةوسائل الاتصال الحديثة" أن دمقرطةوسائل الاتصال الحديثة تمثل الحل الأفضل للقضاء او الحد من الشائعات و المعلومات الخاطئة، بالإضافة لتوسيع دائرة التفاعلية و فتح المجال للجمهور لإبداء مرئياته حول أي قضية عامة، مؤكدا أهمية تحسين ميزان تكافؤ الفرص. الصحافة السعودية لم تعرف الصحفي المتخصص طوال مشوارها أكد رئيس مجلس إدارة غرفة الاحساء صالح العفالق في ورقته التي قدمها بعنوان (آفاق تعزيز الثقة بين أطراف المشهد التنموي والمؤسسات الإعلامية) في الجلسة الثانية التي حملت عنوان (تعزيز الثقة بين أطراف المشهد التنموي والمؤسسات الإعلامية ) وأدارها الإعلامي والكاتب الصحفي إدريس الدريس، أن أهمية الإعلام تبرز فيما يقوم به من رصد ومتابعة للمخطط التنموي وتفعيل الوعي الفردي في المشاركة المجتمعية التنموية، بالإضافة إلى ما يقوم به من تأثير في الأفكار والسلوك والاتجاهات، والمساعدة في التعليم والتوجيه والتثقيف، ونشر الأفكار المستحدثة، والتصدي للظواهر السلبية وأوجه الفساد. لذا لا يمكن إرساء سياسات وخطط التنمية بنجاح دون الاعتماد على إصلاحات فعاله مدعومة بخطط وسياسات إعلامية محكمة. وعن واقع المؤسسات الإعلامية، قال العفالق: إن بعض المؤسسات الإعلامية تفتقر إلى مراكز الأبحاث وتحليل المعلومات والمشاريع مما يحرمها من تقديم معلومات حديثة ومفيدة، فضلا عن أن هناك ضعفا في تجربة الإعلام المتخصص وعدم نضجها مما أضعف الكفاءة والفاعلية والأداء الإعلامي. وخلص الى أنه ولكي تقوم المؤسسات الإعلامية بدورها في العملية التنموية والإنتاجية، وحتى تكون رسالتها واضحة وقوية ومؤثرة ومحققة للأهداف المرجوة منها بما يحفز ويحقق الثقة المتبادلة مع أطراف المشهد التنموي.. هنالك مجموعة من الأسس والركائز التي تجلب الثقة وترسخها... أهمها الصدق الشفافية، السرعة، الدقة والموضوعية في تناول ومعالجة القضايا والموضوعات التنموية التي تهم الجميع. التنظيم والتنسيق: استقصاء وجمع المعلومات من مصادرها الأصلية وعرضها بحيادية واحترافية (الكتابة والصياغة والشكل العام).. وعن (التغيرات الاقتصادية وتحديات الإعلام الاقتصادي الخليجي) تحدث الدكتور محمد العسومي: يواجه الإعلام الخليجي، وبالأخص الاقتصادي منه تحديات عديدة، منها (المهنية) فهناك قصور مهني كبير بين ما هو اقتصادي وما هو إعلامي، وذلك ضمن العلاقة بين الاقتصاد والإعلام في منطقة الخليج، مما يخلق إشكالات عديدة مع المتعاملين مع الإعلام الاقتصادي الخليجي. وأضاف: إن من التحديات أيضا ان الكثير من الشركات والمؤسسات الاقتصادية بما فيها تلك المدرجة في اسواق المال الخليجية والتي يتم تداول اسهمها تفتقر الى الشفافية، حيث لا يستطيع الاعلام تقديم بيانات صحيحة ومعلومات وافية لأوضاع هذه الشركات وللاقتصاد بشكل عام. ففي الوقت الذي تنشر الشركات العالمية بياناتها اول بأول، فان الشركات الخليجية اما انها لا تفصح عن بياناتها او انها تتأخر في ذلك كثيرا، مما يفقد هذه الافصاحات اهميتها ويقلل من جدواها. وقال العسومي: إن هناك حالة انعدام للثقة المتبادلة بين المؤسسات الاقتصادية ووسائل الاعلام والتي يشوبها الحذر، مضيفا: إن من التحديات أيضا هيمنة الإعلام السياسي والترفيهي على وسائل الاعلام الخليجية والناجم عن ضعف مستويات التعليم وصغر القاعدة الاجتماعية لمجتمع الاعمال وسيادة ثقافة الاستهلاك على حساب ثقافة الادخار والتي يمكن ان تساهم في جذب فئات واسعة للإعلام الاقتصادي وبالتالي التأثير في التنمية وزيادة معدلات النمو. ولتذليل هذه التحديات يرى العسومي تعزيز المهنية في الاعلام الاقتصادي الخليجي، مما سيكسبه المزيد من الثقة والمصداقية، وذلك من خلال التأهيل، بما في ذلك ايجاد اقسام خاصة بالاعلام الاقتصادي في كليات ومعاهد الاعلام في المنطقة.. وتطوير البنية التشريعية والقانونية للشفافية والافصاح والحوكمة، وهو ما سيعزز الثقة المتبادلة بين قطاع الاعمال ووسائل الاعلام المختلفة.. ونشر ثقافة الادخار لتوسيع القاعدة الاجتماعية للمستثمرين الصغار، مما سيزيد من اهتمامهم بالاعلام الاقتصادي. وتحت عنوان (الاعلام والتخطيط الاستراتيجي للتنمية.. الرؤية الاستراتيجية لدولة الكويت كنموذج) تحدث رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي محمد خالد الفرج، ان هناك إمكانية لأن تكون الكويت منطقة رابطة بين المشروعات الاقتصادية في كتل الجزيرة العربية وحوض الرافدين وايران بعضها ببعض في”منطقة شمال الخليج“ بحيث تيسر انتقال الأموال والسلع والخدمات والأشخاص، وتحقق الاستقرار في المنطقة، مضيفا ان الإعلام من ابرز الداعمين والمساهمين في صناعة القرار. وتحدث رئيس تحرير جريدة اليوم السعودية محمد بن عبد الله الوعيل عن "أدوات تعزيز الثقة بين أطراف المشهد التنموي والمؤسسات الإعلامية" مبينا أن الصحافة السعودية لم تعرف الصحفي المتخصص طوال مشوارها، إلا في مجال الثقافة والأدب والرياضة، بل اعتمدت وبشكل كبير على الصحفي الشامل، ولذلك فقد اعتمدت الصحف على محللين وكتاب دون مراعاة للمهنية، واقتصرت بعض الصحف على ملاحق صحفية اقتصادية يديرها طاقم صحفي غير متخصص، ولم تتمكن من توفير صحفيين متخصصين في كافة مجالات الاقتصاد، النفط، الطاقة، العقار، الطب.. وهكذا، ولذلك غاب التأهيل العلمي للصحفي الاقتصادي المتخصص. ودعا الوعيل الى إنشاء صندوق مشترك ما بين الصحف والغرف التجارية ينبني عليه برنامج مدروس لتطوير مهارات الصحفيين الاقتصاديين الحاليين وإلحاق قدرات بشرية جديدة في هذا البرنامج.. مؤكدا على أهمية الاستفادة من فرص الابتعاث المتاحة لدى أي من قطاعات المشهد التنموي في المملكة لصناعة صحفيين متميزين، حيث سيشكل هذا إضافة مهمة لما سينهض به الصندوق المشترك ما بين الغرف والمؤسسات الصحفية. واقترح إلزام أقسام الإعلام في الجامعات السعودية بوضع خطط لصناعة إعلاميين متخصصين في الاقتصاد، بحيث يكون هناك قسم في كليات الإعلام إسمه (الإعلام الاقتصادي) يخرج كوادر في هذا المجال الممتد والذي سيتمر تطوره إلى ما شاء الله. ونوه بضرورة إلحاق المتحدثين الإعلاميين في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص بدورات تدريبية تصقل مهاراتهم في التعامل مع الصحف ومع مختلف وسائل الإعلام. رعاية الحكومات الخليجية ل«الإعلام الجديد» وصندوق لدعم المشاريع الإعلامية قال عثمان بن موسى العمير، ناشر صحيفة إيلاف خلال حديثه في الجلسة الثالثة التي جاءت تحت عنوان "الإعلام الجديد : الصراع مع الإعلام المطبوع" إنه من الصعب متابعة أخبار العالم دون متابعة برامج التواصل الاجتماعي لأنها تصنع الخبر. وتمنى العمير أن يحظى الإعلام الجديد برعاية الحكومات في دول الخليج، داعيا الى إنشاء صندوق لدعم المشاريع الإعلامية واعتبارها جزءا أساسيا لدعم الاقتصاد. وحول صراع الإعلام الجديد قال انه لا يوجد صراع فالصراع محسوم لصالح الإعلام الجديد لأن الصحف أصبحت تحذو حذوها . واختلف معه قينان الغامدي، الإعلامي والكاتب الصحفي مشيرا الى أنه لا يوجد إعلام قديم وحديث ولكن الجديد يكمن في الوسيلة . وقال الغامدي إنه لا توجد وسيلة حديثة تظهر وتلغي ما قبلها داعيا الى تخصيص ميزانيات ضخمة لدعم الإعلام كونه المتخلف الوحيد بين القطاعات الأخرى المختلفة . ووصف مواقع التواصل الاجتماعي بأنها مجالس لتبادل الأحاديث فقط، مشيرا الى أنه لا توجد مواقع اخبارية مميزة كثيرة تثق بها في نقل الخبر . وتحت عنوان (محتوى الإعلام الاجتماعي مقابل الإعلام التقليدي) دعا القطري عمار محمد، المدوّن والمتخصص في تقنيات وشبكات التواصل الاجتماعي الى تحديد أهداف واضحة من النشر عبر الانترنت ومن ثم رسم الخطط لتحقيق هذه الأهداف وفق خطط زمنية بحيث يعطى للتجربة مداها الزمني اللازم حتى تترسخ تقاليد معرفية واستهلاكية جديدة في أذهان الأجيال الجديدة تجاه الصحافة الالكترونية. كما دعا الى إرساء مفاهيم إدارية وتحريرية خاصة بالنسخ الالكترونية من الصحيفة من حيث دورة المادة الصحفية وشكلها الفني ومعايير اختيار المحتوى مع أهمية الفصل تدريجيا بين سياسة التحرير المتبعة مع الصحيفة المطبوعة وما ينبغي ان تكون عليه إجراءات إنتاج وإصدار المحتوى الالكتروني. وشدد المدوّن القطري على إجراء دراسات متعمقة عن واقع سوق الصحف السعودية الالكترونية بهدف كشف نقاط القوة والضعف في هذا السوق وتحديد ابرز المعوقات التي تعترض قراءة الصحف السعودية المتواجدة على الشبكة، مشددا على أهمية دعم جهود العمل الجماعي والمشاريع المشتركة بين الصحف السعودية وتبادل الخبرات في مجال تطبيقات الانترنت في النشر اليومي. وحول تأهيل العنصر البشري دعا إلى إنشاء مراكز تدريب صحفية حديثة تشترك في تمويلها المؤسسات الصحفية بحيث يمكن من خلال هذه المراكز تركيز النفقات فيما لابد منه. وأضاف أنه ونظرا لأهمية العنصر البشري في ترسيخ مفهوم الصحافة الالكترونية وتقديم صحف الكترونية منافسة عبر فضاء الانترنت المفتوح فمن المهم تأهيل الكوادر البشرية عن طريق : دعم أقسام الإعلام في الجامعات السعودية بتمويل كراسي برامج تدريس مخصصة للصحف الالكترونية ، وتقديم منح دراسية في الداخل والخارج للمتميزين من طلاب الإعلام وتوجيههم نحو دراسات الصحافة الالكترونية وتطبيقات الانترنت في مجال الإعلام، والتعاون مع مؤسسات التدريب المختلفة والجامعات لتدريب الصحفيين على رأس العمل في حلقات دراسية وورش عمل حول مختلف القضايا المرتبطة بوسائل الإعلام الجديدة. صور من المنتدى