رغم أن الكثير من الجهات الحكومية والخدمية تخصص مواقف لسيارات ذوي الاحتياجات الخاصة ومسارات لمرور عرباتهم وكراسيهم المتحركة، إلا أن "أنانيين" يستولون على تلك المواقف والمسارات في مشهد يعكس عدم تقديرهم لهذه الفئة من أبناء المجتمع. أمام ذلك، برزت مطالب بتشديد العقوبات وزيادة غرامتها لردع من لا يحترم الأنظمة، إذ إن الغرامة المفروضة على المخالفة تقدر ب150 ريالا، ولا يتم تطبيقها فعليا، في حين تصل في الدول المتقدمة إلى ما يعادل 10 آلاف ريال. ورصدت "الوطن" في عدد من المواقع بالعاصمة، استيلاء بعض السائقين بمركباتهم على المواقف المخصصة لوقوف سيارات ذوي الاحتياجات الخاصة ومعاقي الحركة، رغم أنه توجد لوحات كبيرة تنبه السائقين إلى أن المواقف مخصصة للمعاقين، وسط غياب الرقابة وعدم تطبيق الأنظمة الصارمة والغرامات المالية الرادعة ضد المخالفين. فأمام أحد البنوك، الذي خصص موقفين لسيارات ذوي الاحتياجات الخاصة، استولى مخالفون على المواقف، بل ووصل الأمر بأحدهم إلى التعدي على المسار المخصص لمرور عربات المعاقين حركيا، إذ صعد بعجلات سيارته على الممر الأسمنتي، مما تعذر مرورهم وقتا طويلا استمر إلى حين انتهاء معاملة المخالف من البنك. كما رصدت "الوطن" ذات المخالفات أمام عدد من الأسواق التجارية، إذ وقفت لبعض الوقت لمراقبة سلوكيات السائقين أثناء مرورهم بمواقف ذوي الاحتياجات، إذ يحترم الكثير منهم هذه المواقف، فيما لا يتردد آخرون في الاستيلاء عليها دون مبالاة لحقوقهم. وبمواجهة عدد منهم وتنبيههم إلى أن المواقف مخصصة لهذه الفئة، اعتذروا وخرجوا من المواقف، فيما لم يتردد آخرون في الرد على المحرر بقولهم: "وش دخلك"، وتعلل آخرون بأنهم مستعجلون كثيرا وسيشترون غرضا خفيفا من المحل ويعودون في أسرع وقت ويغادرون الموقف. وفي موقع آخر، تم رصد أحد ذوي الاحتياجات الخاصة على كرسي متحرك، يحاول مرافقه أن يجد مسارا لمرور عربته، لكن أحد المخالفين وقف بشكل خاطئ، مما تسبب في إغلاق المسار، فتعذر مرور الكرسي، وسط مطالبات عدد من ذوي الإحتياجات الخاصة، ومنهم المواطن عبدالله المطيري، بإعادة النظر في طريقة التعامل مع المخالفين، مشيرا إلى أن الكثير من الجهات تضع مواقف لسيارات ذوي الاحتياجات الخاصة ومسارات لمرور كراسيهم المتحركة، إلا أنهم يعانون من عدم احترام البعض للمواقف والمسارات التي خصصت من أجلهم، مما يزيد من معاناتهم ويعطيهم شعورا سلبيا تجاه المجتمع بعدم تقدير هذه الفئة، على عكس ما يحدث في غالبية دول العالم. وطالب بأن يكون هناك وعي وتعامل حضاري لهذه الفئة، وعدم التعدي على حقوقهم المشروعة في الحصول على مواقف ومسارات تسهل حركتهم وتنقّلهم. فيما أشار المواطن عبدالرحمن العمري، إلى أن هناك فئة مستهترة ومخالفة تعتدي على حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة دون احترام لحقوقهم، ولا احترام للافتات والعلامات التي توضع لتحديد المواقع والمواقف والمسارات المخصصة لهم، وهؤلاء لا يجدي معهم سوى الأنظمة الصارمة والغرامات المالية الرادعة التي تجعلهم يهابون النظام، ويتعاملون برقي وحضارة مع هذه الفئة الغالية، ويحترمون الخدمات التي تقدم لهم.