أمر قاض عسكري أميركي بإجراء فحص طبي للمتهم السعودي عبد الرحيم الناشري لتحديد ما إذا كانت المعاملة التي لقيها أثناء احتجازه لدى وكالة الاستخبارات الأميركية "سي. آي. إيه" قد تركته قادرا من الناحية العقلية على المثول أمام المحكمة لمحاكمته بتهمة تدبير هجوم على المدمرة الأميركية كول. كما أمر القاضي بنزع مكبرات الصوت من الطاولة التي يجلس عليها الدفاع لتهدئة مخاوف من احتمال تنصت رجال المخابرات على أحاديث خاصة وسرية بين المحامين وموكليهم في محاكمات جرائم الحرب في جوانتانامو. ومن شأن هذه الإجراءات أن تزيد من تأخير محاكمة الناشري الذي يتهم بأنه من قادة تنظيم القاعدة ويقف وراء الهجوم الذي نفذه انتحاريون صدموا بزورقهم الملغوم المدمرة كول في اليمن عام 2000. وقتل في الهجوم 17 بحارا أميركيا. ويمكن أن تصل عقوبة الناشري إلى الإعدام في حالة إدانته بالتهم الموجهة له، ومنها القتل والشروع في القتل. وبدأت أول من أمس جولة جديدة من الجلسات الإجرائية التي تسبق بدء المحاكمة الفعلية في جوانتانامو التي نقل إليها الناشري عام 2006 ، بعد أن ظل محتجزا في سجون سرية تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية طوال أربعة أعوام. وأقرت "سي. آي. إيه" بأن المحققين هددوا الناشري وأخضعوه إلى أسلوب يعرف باسم الإغراق بالمحاكاة، وكانوا يهددونه بمسدس وجهاز ثقب كهربائي بينما كان عاريا ومقيدا بالأصفاد. كما أقرت "سي. آي. إيه" أيضا بتدمير تسجيلات الفيديو الخاصة بجلسات التحقيق هذه. كما وافق القاضي على طلب الادعاء إخضاع الناشري لفحص طبي لمعرفة ما إذا كانت حالته العقلية تسمح له بأن يتحدث هو شخصيا للدفاع عن نفسه. وقال محامو الدفاع إنهم لا يعتزمون الدفع بأن موكلهم مجنون، لكن المدعين قالوا إن قواعد المحكمة تلزمهم بأن يطلبوا إخضاع الناشري لفحص طبي لحالته العقلية مادام الدفاع قال إنه يعاني من اضطراب "نتيجة للتعذيب" الذي تعرض له في سجون وكالة المخابرات المركزية الأميركية.