أبدى عدد من المدربين الوطنيين تفاؤلهم بتحسن نتائج المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم آسيا، عطفاً على التغييرات الفنية والإدارية وحتى العناصرية التي حدثت في صفوفه أخيراً، مشيرين إلى ضرورة تناسي المرحلة الماضية، والالتفاف حوله في هذه المهمة، خصوصاً أنه اعتاد أن يصحو من أي أزمة يمر بها. وعرّج المدربون إلى كثير من الأمور المهمة معنوياً وفنياً وحتى إدارياً وإعلامياً في استطلاع أعدته "الوطن" قبيل بداية التصفيات. سلاح ذو حدين أكد مدرب منتخب مواليد 1999، الوطني عمر باخشوين أن التغييرات التي طالت الجهاز الفني للأخضر سلاح ذو حدين سلباً أو إيجاباً، إلا أنه استدرك أن الواضح والتفاف الجميع في الفترة الأخيرة يعزز أن تكون إيجابية، وقال "تصريحات لاعبي المنتخب في الفترة الأخيرة إيجابية، ووجدنا أن لديهم نظرة تفاؤل للمرحلة المقبلة، كما هو الحال بالنسبة إلى الإعلام الذي يسجل وقفة صادقة مع المنتخب ولاعبيه، ما يجعلنا نتفاءل بالنتائج في التصفيات الآسيوية بداية من مباراة الصين". ورأى باخشوين أن المباراة أمام الصين في افتتاح التصفيات لن تكون سهلة، لاسيما في ظل أن الوضع العام للمنتخب في السنوات الماضية جعل هناك نوعا من الإرباك للمشجعين، على الرغم من أن لاعبيه يعدون بحسب وجهة نظره أفضل لاعبي القارة مهارياً وفكرياً داخل الملعب. وأضاف في هذا الشأن "الزعزعة التي حصلت للاعب من المشجع في الثقة والدعم العام وحتى من الإعلام مقلقة، ولكن متى وجدت تداركاً فهذا يرفع من قيمة ومعنويات اللاعب، ومن أساسيات نجاح فريق كرة القدم أن تكون الحالة المعنوية جيدة، فحينها سيكون هناك دوافع للاعبين لتقديم الأفضل"، مؤكداً أن إقامة المباراة على أرض المنتخب من مصلحته. وشدد على أن الكرة السعودية متفوقة على الصينية، متمنياً تجاوز جميع الفترات الماضية خصوصاً من النواحي المعنوية لتحقيق نتيجة إيجابية. مسؤولية اللاعبين وأكد مدرب المنتخب سابقاً، الوطني محمد الخراشي أن الأمر يتركز في الرغبة والإرادة والتصميم من اللاعبين أنفسهم الذين يتحملون 80% من المسؤولية، لاسيما بعد أن حقق اتحاد كرة القدم رغبات وتطلعات الجميع وأقال المدرب مع تغيير الأجهزة الإدارية واللاعبين الذين كان هناك مطالبات بإبعادهم من المنتخب. وأضاف "المدرب الإسباني الجديد لوبيز لا يملك عصا سحرية، واللاعبون يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم داخل الملعب". ورأى أن المباراتين الأوليين للمنتخب في التصفيات الآسيوية تمثلان "عنق الزجاجة" بالنسبة للمنتخب، مضيفاً "نملك الأدوات داخل الملعب، لكن إشكالاتنا التي نعاني منها هي أن الجميع أصبح مدربا، والجميع دخلوا في أمور لا يجب أن يدخلوا فيها، وحتى منظومة الرياضة ككل يجب أن تكون للمعنيين بها والرياضيين، أما الآن فقد أصبح بعض ممن لا ينتمون لها ولا يفهمون في خلفياتها يتكلمون، وبات الكلام أكثر من الفعل والعمل، وسط تدخل في أمور وخصوصيات سواء جهاز إداري أو جهاز فني أو اختيار لاعبين، ولذلك بدأت تحدث لدينا الهزة، ولكن إن شاء الله سيكون الاتحاد الجديد قادراً على وضع الأمور في نصابها بالتعاون مع وزارة الإعلام فيما يتعلق بالإعلام بجميع أنواعه، ويجب أن يعرف كل شخص واجباته ومسؤولياته". وعلى الرغم من ذلك، أبدى الخراشي تفاؤله بوجود لاعبين بإمكانات فردية وجماعية عالية وبروحه قتالية لتحقيق نتائج إيجابية تعيد اللحمة بين اللاعبين والوسط الرياضي والإعلامي. الفرصة موجودة وأكد المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد وجود فرصة جيدة لإحداث تغيير في وضع المنتخب وتحقيق نتائج إيجابية بناء على التغييرات التي حصلت في اتحاد القدم والأجهزة الفنية والإدارية وحتى اللاعبين، بعد الإخفاقات السابقة. وركز على أهمية النواحي النفسية، وقال "الإعداد النفسي والبعد عن المبالغة في المطالبة بداية من الإعلام ستكون مهمة جداً، وترك اللاعبين دون ضغوط سيكون له دور فاعل في النتيجة الجيدة، وعلينا أيضاً أن نتنازل عن ميولنا ونطرح الثقة في الجميع بغض النظر عن خروج أو دخول لاعب، وأن تكون المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار"، مشيداً بالتنظيم الإعلامي الجديد للمنتخب. أما الجانب الفني، فقال "اللاعبون الآن متقاربون في المستوى، وأنا لا أعرف رؤية وتفكير المدرب لوبيز الآن، ولكن المهم أن يكون عنوانه الواقعية وأنه سيلعب أمام فريق أفضل من المنتخب السعودي، فهو ليس لديه إخفاقات كثيرة، وهو أسرع منك في الأداء وكراته الطولية خطرة، كما عليه أن يضع عدداً جيداً في وسط الملعب، وأن تكون العودة بالكامل للدفاع وتنفيذ الهجوم المرتد بشكل مثالي مع الحذر من الكرات الطويلة التي تبعد بعيداً وتعدل داخل الصندوق". التغييرات إيجابية توقع مدرب المنتخب سابقاً، الوطني خليل الزياني أن تأتي التغييرات التي حصلت في المنتخب بالنفع والنتائج الإيجابية، وأضاف "المنتخب خاض مباراته الودية أمام الاتفاق في غاية السرية، وبالتالي لا نستطيع أن نحكم على تحضير المنتخب من خلال هذه المباراة، ولكننا نأمل أن تصب هذه المتغيرات على المنتخب بالشكل الإيجابي، لاسيما أننا سبق أن مررنا بأزمات وتجاوزناها، وأعتقد أن المنتخب كان بحاجة لمثل هذه الهزات لكي ينهض بشكل أفضل". وشدد على أن دورة الخليج ليست هي المقياس دائماً لإمكانات المنتخبات وخاصة المنتخب السعودي الذي دائماً ما يكون موفقاً في المواجهات الآسيوية".