تباينت الآراء حول مسألة إقالة الوطني ناصر الجوهر مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم من منصبه على رأس الجهاز الفني للأخضر السعودي عقب خسارة أمس الأول أمام كوريا الشمالية في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010. "شمس" طرحت السؤال على العديد من الأطراف لتحدد موقفها من رحيل الجوهر.. إما بالتأييد أو المعارضة. رحيمي: هل نغضب الجوهر أم الملايين؟ كانت البداية من عند الدكتور مدني رحيمي عضو شرف نادي الاتحاد والمحلل الرياضي المعروف الذي أكد أن المنتخب السعودي بحاجة إلى تغيير جهازه الفني متى ما أراد التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 وتجاوز مشواره الصعب المقبل في التصفيات المؤهلة، وأشار إلى أنه في حال استمرار الوضع كما هو عليه فإن حظوظ المنتخب السعودي في التأهل لن تكون قائمة إلا إذا انسحبت منتخبات المجموعة. وبين رحيمي أنه لا يحبذ الاستعانة بمدرب من مدربي الفرق المحلية سواء كان الروماني كوزمين أولاريو مدرب فريق الهلال أو الأرجنتيني كالديرون مدرب الاتحاد؛ لأن ذلك سيلخبط أوراق هذه الفرق وأن تكون الاستعانة بأي مدرب على أن يحضر المدرب الجديد أثناء وجود المنافسات المحلية ليختار العناصر الجاهزة فنيا ولياقيا وحتى فكريا وقال: "العملية لن تكون صعبة في الاختيار لأن اللاعبين سيكونون جاهزين من جراء مشاركتهم مع أنديتهم ولا يهم أي مدرسة يتم اختيار المدرب منها، ويشترط أن يكون مدربا تكتيكيا وذا شخصية كبيرة وألا يكون مدرب إعداد". وعاد ليؤكد أن تأهل الأخضر في حال الاستمرار في الوضع الراهن أمر صعب وفيه حرمان للمنتخب السعودي من فرص التأهل لكأس العالم. وموضحا أنه على سبيل المثال في العقوبات فإنها تزال عن مرتكبها بعد نصف المدة واعتبر موضوع الجوهر مشابها لذلك، وقال: "فلنعتبر الجوهر مثل العقوبة التي يتم إلغائها بعد مضي منتصف المدة يكون الأخضر انتهى من نصف مشواره في التصفيات ونحتاج إلى التغيير وأريد أن أطرح تساؤلا: هل نغضب ناصر الجوهر أم نغضب ملايين السعوديين"؟ وأضاف: "أؤكد أنني كمحلل احترم شخص الجوهر ولكن أتحدث هنا عن أمور فنية تخص مصلحة منتخبنا الوطني وأتمنى أن يدرب الجوهر أندية سعودية حتى يكسب خبرة ميدانية أكبر وهو يفتقد التكتيك". الجهني: نحتاج إلى مدرب عالمي ومن جانبه أكد اللواء محمد بن داخل الجهني عضو شرف نادي الاتحاد أن المنتخب السعودي بحاجة إلى تغيير فني مع احترامه لعمل ناصر الجوهر واجتهاداته خلال الفترة الماضية، وقال: "السعودية تملك قيادة رياضية وإمكانيات مادية باستطاعتها جلب اسم عالمي يقود الأخضر ويجب أن يكون عالميا بنتائجه وليس فقط باسمه ولديه طموح ليحقق إنجازات وأن يكون مدرب خطط وتكتيك وليس مدرب إعداد فقط وقادرا على توظيف اللاعبين وأن يكون اسما له خبرة بالمنتخبات الآسيوية والعالمية فيما بعد في حال التأهل لكأس العالم". وعارض فكرة الاستعانة بمدربي الأندية لأن الإمكانيات المتوفرة قادرة على التعاقد مع مدرب عالمي أفضل من الموجودين في الأندية السعودية. مساعدون محليون وأجانب أما المدرب الوطني علي كميخ فلم يؤيد إقالة الجوهر وقال: "ناصر الجوهر غني عن التعريف ويعتبر خبرة تدريبية وطنية جيدة، لكنه واجه ضغوطا إعلامية أربكته وسببت له نوعا من الاختلال وهو بحاجة إلى مساعدين يفهمهم ويفهمونه، ويحتاج إلى ترتيب برنامج للتحضير للمباريات المقبلة وأتمنى منه تقليص مشاركة لاعبي المنتخب السعودي مع أنديتهم وإقامة مباريات ودية مع منتخبات قوية بمستوى يفوق قدرات اللاعب السعودي بعكس الفترة الماضية التي لعب فيها المنتخب السعودي مع منتخبات أقل من مستوى اللاعب السعودي؛ فمثل هذه المنتخبات لا يمكن أن تضيف أي شيء للاعب السعودي". مشيرا إلى أن عدم الثبات على تشكيلة معينة قلل التجانس ومعرفة اللاعبين بمهامهم، وقال: "الجوهر يحتاج إلى مساعدين وطنيين وأجانب من ذوي الخبرة ويجب أن يركز على أبرز اللاعبين لديه ويحافظ عليهم من الإصابة بحيث يطلب من طبيب المنتخب متابعتهم مع أنديتهم وفي حالة وجود شكوك حول إصابات أو إصابات فعلية يبعد اللاعب عن المشاركة مع ناديه وإذا كان لا بد من التغيير فأتمنى الاستعانة بالروماني كوزمين مدرب الهلال والجهاز الفني التابع له أو مالدينوف مدرب الأهلي وجهازه الفني أو الأرجنتيني هكتور مدرب الشباب ومساعديه. أهمية لغة التفاهم فيما وصف المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد زميله ناصر بالمدرب الكبير الذي يعتبر امتدادا للمدربين الوطنيين خليل الزياني ومحمد الخراشي وقال: "ناصر الجوهر في كل مرة يتولى فيها تدريب المنتخب السعودي يضيف له إنجاز أو يعمل له نقلة في مسيرته، ولا يمكن أن نقيم مدربا من مباراة أو مباراتين وله بصمة على الكرة السعودية ولكنه بصراحة يعمل وحده؛ ما يؤدي إلى كثرة الأخطاء". وأضاف: "من وجهة نظري أتمنى من الكابتن ناصر الجوهر الاستعانة بقدرات وطنية مساعدة له من أربعة إلى ستة مدربين وطنيين يفهمهم ويفهمونه ويكونون عيونا له داخل الملعب ومن نقاط عالية حتى يوضحون له تحركات الفريق المقابل مثلما فعل البرازيلي باكيتا الذي استعان بسبعة مساعدين برازيليين وحسن شحاته الذي استعان بمساعدين مصريين لأن اللغة مهمة وهذا أمر سيؤدي إلى تخفيف الضغط على ناصر الجوهر ويقوم بدوره على أكمل وجه والنجاح والإخفاق يحسبان للمجموعة كاملة ويجب على ناصر المحافظة على لاعبيه من الإصابة ومتابعتهم جيدا ووضع برنامج لهم مع أنديتهم حتى لا يجهدون ولا يتعرضون إلى الإصابة خاصة المرحلة المقبلة لأنها صعبة جدا". اللائمة لا تقع على المدرب وافق عمر باخشوين مساعد مدرب المنتخب السعودي للشباب على الأراء التي ذهبت للإبقاء على ناصر الجوهر على رأس الجهاز الفني للمنتخب السعودي، مشيرا إلى أن اللوم لا يقع على المدرب. وأكد أنه يرى أفضلية استمراره في الفترة الحالية لعدة أسباب أهمها معرفة جميع من في السعودية بصعوبة المباراة على الأراضي الكورية؛ ما جعل الخسارة أمرا واردا والأهم التعويض. وقال: "أتمنى الوقوف خلال الفترة الحالية إلى جانب ناصر الجوهر والاتحاد السعودي لكرة القدم حتى نهاية التصفيات عندها يبدأ الإعلام بالحديث عن الإيجابيات والسلبيات في المنتخب، ولكن الآن يجب أن نقف بجانب المنتخب السعودي في هذه المرحلة". تغيير الجوهر ضروري نفسيا فيما خالفه في الرأي الوطني حمد الدوسري مدرب فريق القادسية لدرجة الشباب سابقا، حيث يرى أن التغيير في الفترة الحالية أمر ضروري جدا، مشيرا إلى أنه ليس تقليلا من ناصر الجوهر، بل لعدة أسباب أولها أن ناصر الجوهر لم يستقر على تشكيلة منذ فترة؛ فمع كل معكسر نرى أسماء جديدة في المنتخب لدرجة أن أغلب لاعبي الدوري السعودي دوليون الآن، فيما أن هنالك أمرا آخر مهما وهو أن التغيير أمر ضروري لنفسيات اللاعبين؛ فاتذكر في موسم سابق كان يدرب المنتخب السعودي البرازيلي الشهير زاجالو فعندما لم يوفق أتى خليل الزياني ورفع معنويات لاعبي المنتخب وحقق إنجازات تاريخية للكرة السعودية. وفضل الدوسري أن يكون البديل من داخل الأندية السعودية حتى يكون المدرب على دراية تامة في الدوري السعودي خصوصا أن التصفيات الآن في منتصفها وليس هناك مجال لمدرب جديد يتعرف على الكرة السعودية.